يعد نزيف المخ أكثر الحالات خطورة، وقد يحدث بسبب حادث أو ورم في المخ أو سكتة دماغية أو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالات خلقية أو صحية، وقد يحدث بسبب تمدد الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي أو تعاطي المخدرات، ويعتبر نزيف المخ هو أحد أشكال السكتة الدماغية الناجمة عن انفجار في الدماغ، مما يؤدي إلى تجمع الدم وتكوين ورم دموي يتسبب في ضغط على أنسجة المخ ويقتل خلايا الدماغ بسبب إعاقته لوصول الدم المحمل بالأكسجين إلى الخلايا لتغذيتها.
وقد تتساءل ما هي الأسباب التي قد تؤدي لحدوث نزيف المخ وهل الأعراض تصبح واضحة على المريض؟ ومن هم المعرضون للإصابة بنزيف المخ؟ ويبقى السؤال الأهم هل يمكن الشفاء من نزيف المخ عند حدوثه؟ وهل يشفى المريض تماماً؟ كل هذا سنتعرف عليه في هذا المقال.
أسباب نزيف المخ
تختلف أسباب نزيف المخ حسب حالة المريض، كما أن النزيف قد يحدث داخل الدماغ، أو بين الدماغ والأغشية التي تغطيه، أو بين طبقات غشاء الدماغ، أو بين الجمجمة وغشاء الدماغ، وتشتمل الأسباب الآتي:
- من تقل أعمارهم عن 50 عاماً فتعتبر الإصابة بصدمة في الرأس هي السبب الأكثر شيوعًا لحدوث نزيف المخ لديهم.
- ينتشر ارتفاع ضغط الدم، حيث إن ارتفاع ضغط الدم قد يتسبب في إضعاف جدران الأوعية الدموية، وفي حال تمدد الأوعية الدموية خلال فترة زمنية يتسبب في تورمها وانفجارها ويحدث نزيف المخ.
- يمكن أن يولد الشخص بتشوهات في الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ مما يسبب النزيف ويتم تشخيصه فقط في حالة ظهور الأعراض.
- مع التقدم في السن أحيانا قد يحدث خلل في الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، مما قد يتسبب في حدوث نزيف صغير غير ملحوظ قبل أن يتسبب في نزيف كبير مع مرور الوقت ويسمي باعتلال الأوعية الدموية النشواني.
- اضطرابات الدم أو النزيف.
- مرض الكبد، هذه الحالة تسبب زيادة النزيف بشكل عام.
- أورام المخ .
ما هو تشخيص أنواع السكتات الدماغية؟
السكتات الدماغية لها نوعان رئيسيان (الإقفارية و النزفية) ويتم علاجهما بشكل مختلف، حيث قد يتم تشخيصهم بشكل طارئ عن طريق فحص الرأس بالأشعة المقطعية أو فحص التصوير بالرنين المغناطيسي.
السكتة الدماغية الإقفارية: تحدث بسبب الجلطات التي تقلل وربما تمنع تدفق الدم إلى الدماغ، وقد تتطور الجلطة في مكان آخر من الجسم حتى تستقر في وعاء دموي في الدماغ، كما أنها قد تنشأ الجلطة في الدماغ، وتنقسم السكتات الدماغية الإقفارية عادة إلى نوعين هما: الجلطات الدموية والانسداد.
السكتة الدماغية النزفية: يصعب إيقاف هذا النزيف في الدماغ ومن المرجح أن يكون مميتًا، وهناك نوعان منه هما: السكتات الدماغية داخل الدماغ (هي سكتة دماغية ناتجة عن انفجار وعاء دموي مريض داخل الدماغ، وتحدث السكتات الدماغية داخل المخ عادة بسبب ارتفاع ضغط الدم) وتحت العنكبوتية.
أعراض نزيف المخ
في أغلب الأحيان، تعتمد الأعراض المصاحبة لنزيف المخ على المنطقة المصابة من الدماغ وتتمثل أعراض نزيف المخ فيما يلي:
- صداع مفاجئ وشديد.
- الشعور بالضعف أو التنميل في الذراعين أو الساقين.
- الغثيان أو القيء.
- التغيرات في الرؤية.
- التغيرات في التوازن.
- صعوبة التحدث أو فهم الكلام
- صعوبة استخدام المهارات الحركية الدقيقة.
- النوبات .
- فقدان الوعي.
فإذا كان النزيف في جزء الدماغ المرتبط بالرؤية، هذا يعني أنه قد تكون هناك مشاكل في الرؤية، وقد تحدث مشاكل في التوازن أو ضعف في جانب واحد، أو تنميل، أو نوبة صرع مفاجئة، ويقع مركز التخاطب للعديد من الأشخاص في الجانب الأيسر من الدماغ لذا قد يتسبب النزيف في هذه المنطقة في حدوث اضطرابات ملحوظة في الكلام.
أما إذا كان النزيف في الجزء السفلي من الدماغ، تحديداً حيث يتم تنظيم معظم وظائف الجسم التلقائية، فقد يصبح المريض غير مستجيب أو يدخل في غيبوبة، وفي بعض الأحيان قد تظهر أعراض نزيف المخ بشكل مفاجئ وسريع.
علاج نزيف المخ
في حال كنت تعاني من أعراض نزيف المخ، يتوجب عليك التواصل مع الطبيب فوراً حيث إنه ضروري الحصول على العلاج في حالات نزيف المخ حيث قد يؤثر ضغطاً على دماغ الشخص وقد يقتل خلايا الدماغ سريعاً، وقد يطلب الطبيب إجراء فحص بالأشعة المقطعية أو تصوير بالرنين المغناطيسي، وتحديد طرق علاج السكتة الدماغية والتي تعتمد على نوع السكتة الدماغية وحجم النزيف وسببه وموقعه في الدماغ ومقدار التورم والصحة الأساسية للمريض.
ولكل نوع طريقة علاج حيث يتم علاج السكتات الدماغية الإقفارية بطرق مصممة لإزالة (تذويب) أو تجاوز جلطة في الدماغ، بينما يتم علاج السكتات الدماغية النزفية ( تعتبر أكثر صعوبة في العلاج) من خلال محاولات إيقاف النزيف في الدماغ، والتحكم في ارتفاع ضغط الدم، وتقليل ورم الدماغ.
بعض الحالات قد تحتاج لعملية جراحية إما عملية جراحية مفتوحة تقليدية لتصريف الدم من الدماغ أو إصلاح الأوعية الدموية التالفة أو جراحة BrainPath لتخفيف التورم ومنع النزيف، حيث إنه بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة التقليدية، فإنه يسبب ندبات أقل، ومضاعفات أقل، ووقت شفاء أسرع، بالإضافة إلي ذلك قد يتم وصف الأدوية والمسكنات للسيطرة على ضغط الدم والنوبات أو الصداع.
من هم المعرضون للإصابة بالسكتة الدماغية وطرق تقليل مخاطر الإصابة بها؟
هناك بعض العوامل الخطرة التي يصعب السيطرة عليها، مثل التاريخ العائلي للسكتات الدماغية والعرق والجنس حيث إن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية، كما أن على الصعيد الآخر فإن النساء أكثر عرضة للوفاة من السكتة الدماغية من الرجال في حال كن مصابات بالسكتات الدماغية.
يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق:
- علاج ارتفاع ضغط الدم حيث تشير الأدلة إلى أن هناك 80 % من مرضى النزيف الدماغي لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري السيطرة على مستويات ضغط الدم الطبيعية للوقاية من نزيف المخ والسكتات الدماغية، وذلك عن طريق التحكم في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وعدم إهمال أدوية ضغط الدم يومياً.
- تغيير بعض جوانب نمط الحياة، وإذ كان الشخص مدخنا يبدأ في التوقف عن التدخين تدريجياً وعمل برنامجا رياضيا بشكل ثابت
- اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول، وتقليل السعرات الحرارية للمساعدة على تقليل السمنة، حيث يُفضل اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الخضار والفواكه، إلى جانب المزيد من الأسماك والقليل من اللحوم الحمراء للحد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- تجنب الصدمات والحوادث التي تصيب الرأس واتباع الأساليب الوقائية، مثل: ارتداء الخوذة عند قيادة الدراجة النارية، والقيادة بحذر ووضع حزام الأمان في السيارة.
- إجراء الجراحة التصحيحية: وهذا إذا كنت تعاني من التشوهات مثل تمدد الأوعية الدموية، في هذه الحالة قد تساعد الجراحة على منع النزيف في المستقبل.
- التوقف عن التدخين وتناول الكحول.
- عند تناول الأدوية المسيلة للدم يجب استشارة الطبيب أولاً.