ما هو مرض الزهري وكيف يتم انتقال المرض وطرق العلاج

2387
0
مرض الزهري
الإعلانات

مرض الزهري يعد من الأمراض المنقولة جنسيا، وهو عبارة عن عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو الجنس الشرجي أو حتى الجنس الفموي، ويقل انتقال المرض في بعض الحالات مثل القبلة الطويلة أو ملامسة الجزء المصاب مباشرة، في البداية تظهر تقرحات صغيرة على الأعضاء التناسلية أو المستقيم أحيانا بالفم.

أعراض مرض الزهري

تختلف أعراض مرض الزهري من مرحلة لمرحلة في المرض، وتتمثل الأعراض على حسب كل حالة فيما يلي:

المرحلة الأولية

عادة ما تبدأ الأعراض بظهور قرحة مؤلمة على مكان العدوى إما أن يكون على القضيب أو المهبل أو عنق الرحم، المستقيم، الشفاه، اللسان، الشرج، الأصابع، وغيرها من أماكن في الجسم، يبدأ القرح في الظهور بشكل مسطح ثم يبدأ في الارتفاع وتكون المنطقة مفتوحة ذات لون أحمر وقاسية، تبدأ الأعراض في الظهور خلال 3 أسابيع من انتقال العدوى وتستمر لمدة ما بين 3:12 أسبوعيا، ثم تختفي الأعراض حتى يظن المريض أنه تعافى تماما.

المرحلة الثانوية

أشارت بعض الدراسات أن 50% ممن يعانون من الزهري بالمرحلة الثانية يصابون بتضخم العقد اللمفية في جميع أنحاء الجسم، وفي 10% من المرضى من المحتمل أن تصبح العين ملتهبة وقد تصبح العظام والمفاصل مؤلمة، كما أنها تتسبب في حدوث عدوى الكبد (التهاب الكبد) لدى بعض المرضى، قد يتحول الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر)، ويعاني بعض المرضى من الصداع أو فقدان التوازن ومشاكل في السمع، أو مشاكل في الرؤية وذلك بسبب انتقال العدوى إلى الدماغ، أو الأذن الداخلية، أو العينين.

يحدث انتشار للبكتيريا في المجري الدموي وتسبب طفحا جلديا ينتشر في الجسم وتورم في الغدد اللمفية، تبدأ الأعراض في الظهور خلال 6:12 أسبوعا من انتقال العدوى، يمكن أن يحدث فقدان للشهية وخسارة الوزن، الإعياء والتعب الشديد مع الإصابة بالحمى.

المرحلة الهاجعة

تسمى هذه المرحلة بهذا الاسم لأن العدوى تكون غير نشطة (هاجعة) بعد المرحلة الثانية لسنوات وقد تصل لعقود، ويكون المرض شبه معدي في هذه المرحلة، وعند القيام بالفحوصات تظهر النتائج بالإيجاب.

المرحلة الثالثية

وتسمى أيضا بالمرحلة الثالثة أو المتأخرة، ينقسم الزهري في هذه المرحلة إلى ثلاث أنواع رئيسية تختلف في الأعراض تتمثل في:

  • الزهري الثالثي الحميد: يحدث بعد 3:10 سنوات من المرحلة الأولية، وتتمثل الأعراض في ظهور ناميات ناعمة تكون مطاطية وتدعي الصمغات gummas على الجلد في مناطق مختلفة مثل الوجه واليدين الساقين والجذع العلوي، وقد يتطور الأمر ليصل إلى الكبد أو العظام.
  • الزهري القلبي الوعائي: يظهر بعد مرور 10:25 سنة من العدوى الأولية، وفي هذه المرحلة من المرض تصيب البكتيريا الأوعية الدموية المتصلة بالقلب، بما فيها الشريان الأبهر، وتتمثل الأعراض في ضعف جدران الشرايين، تسريب في الصمام المتجه من القلب إلى الشريان الأبهر، ضيق في الشرايين التاجية.
  • الزهري العصبي: يصيب هذا النوع حوالي 5% من الأشخاص المصابة بالزهري ولا يتم علاجها، حيث أنه يصيب الدماغ والنخاع الشوكي، ويظهر هذا النوع في الأشكال التالية:
  • عديم الأعراض: تحدث العدوى البسيطة في النسج المُغطية للدماغ والنخاع الشوكي (السحايا meninges) وتسبب التهابًا بسيطًا في السحايا.
  • سحائي وعائي: تُصبح شرايين الدماغ والنخاع الشوكي ملتهبة، مما يُسبب شكلاً مزمنًا من التهاب السحايا.
  • خزلي أو برانشيمي: عادةً ما يبدأ هذا النوع في الظهور في سن الأربعينيات أو الخمسينيات، وتتمثل الأعراض في تغيرات السلوك، تغيرات في الحالة المزاجية، تشوش ذهني، وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض الاضطرابات العصبية أو الخرف.
  • تابسي: يحدث هذا النوع بعد 20-30 سنة من التعرض الأولي للعدوى، حيث تبدأ الأعراض في الظهور بشكل تدريجي، وتبدأ عادة بألم حاد طاعن في الظهر والساقين، ثم يتعافى المريض ثم يعود الألم بشكل غير منتظم، كما يعاني المريض من نوبات مماثلة من الألم في المعدة، أو المثانة، أو المستقيم، أو الحلق، وتُصبح مشية المريض غير متوازنة ويتراجع إحساسه بقدميه، ويفقد الشخص وزنه بشكل ملحوظ، ويبدو حزينًا.

أعراض أخرى

  • تشوش في الرؤية.
  • الدماع أو سيلان الدمع.
  • ألم في العينين وحساسية ضد الضوء.
  • طنين في الأذن قد يؤدي لفقدان السمع.
  • صعوبة التحكم في التبول.

أعراض مرض الزهري والسيلان

تختلف أعراض الزهري باختلاف مرحلة المرض كما ذكرنا سابقا، أما السيلان تختلف الأعراض عند كلا من النساء والرجال

الأعراض عند النساء

  • حدوث نزيف بعد الجماع، ونزيف في أوقات غير أوقات الدورة الشهرية.
  • ألم في منطقة الحوض وأسفل البطن.
  • ألم أثناء التبول.

الأعراض عند الرجال

  • حدوث آلام وتورم في الخصيتين أو إحداهما.
  • افرازات من القضيب تشبه الصديد.
  • ألم أثناء التبول.
الإعلانات

كيف ينتقل مرض الزهري

  • إن السبب الرئيسي في انتقال الزهري هو الاتصال الجنسي حيث تحدث الإصابة عند الاحتكاك المباشر بالأغشية المخاطية الموجودة داخل الأعضاء التناسلية، سواء كان الاتصال اتصال جنسي مهبلي أو شرجي أو فموي حتى وإن لم يحدث إيلاج.
  • عن طريق الاحتكاك بالقرح التي تصيب الجلد أو ملامسة ثآليل الزهري، ويكون الأطباء المعالجون لهذه الحالة هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى.
  • انتقال المريض أثناء فترة الحمل من الأم للجنين، أو أثناء الولادة الطبيعية عن طريق المهبل، وإذا لم يكتشف الأمر ويعالج بشكل سريع قد يحدث اجهاض للجنين.

تشخيص مرض الزهري

تشخيص مرض الزهري
  • اختبار عينة دم، أو عينة من القرح التي تظهر على المريض، أو السائل النخاعي الشوكي.
  • اختبار تحري في البداية، مثل اختبار Venereal Disease Research Laboratory (VDRL) أو اختبار الراجنة البلاسمية السريع rapid plasma reagin (RPR)، وتسمى هذه الاختبارات بالاختبارات غير اللولبية nontreponemal test، وذلك لأنها لا تتحرى البكتيريا المُسببة للزهري (اللولبية treponema) أو الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم كاستجابة لهذه البكتيريا.
  • اختبار توكيدي لتأكيد النتيجة الإيجابية لاختبار التحري، حيث تقيس هذه الاختبارات الدموية مستويات الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم كاستجابة نوعية تجاه البكتيريا المُسببة للزهري (تُسمى أحيانًا بالاختبارات اللولبية treponemal tests). يمكن لنتائج الاختبارات التوكيدية أن تكون سلبية أو كاذبة أحيانًا خلال الأسابيع الأولى بعد العدوى الأولية، لذا ننصح بإعادة هذا الاختبار مرة أخري للتأكيد.
  • يجب أيضا الكشف عن الأنواع الأخرى من الأمراض المنتقلة جنسيا عند مرضى الزهري، بما في ذلك عدوى HIV أو ما يسمى بمرض الإيدز.

مرض الزهري عند النساء

مرض الزهري عند النساء

ينقسم إلى نفس المراحل التي تم ذكرها سابقا مع أعراض كل مرحلة، ولكن يزداد الأمر خطورة إذا كانت المرأة حامل، حيث أنه يؤدي إلى وفاة الجنين في ما يصل إلى 40 ٪ من النساء الحوامل المصابات، أو وفاة الجنين بعد الولادة بوقت قصير في حالة الولادة الطبيعية وذلك بسبب عدوى المهبل، لذلك يجب اختبار جميع النساء الحوامل لمرض الزهري في أول زيارة للطبيب بعد الحمل، وعادة ما يتم تكرار اختبار الفحص في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل أيضًا.

وفي حالة ولادة أطفال مصابون بالزهري من الأم ومازالوا على قيد الحياة، فإنهم معرضون لمشاكل خطيرة مثل النوبات الصرعية، والتأخر في النمو، ومن الجيد في الأمر أنه يمكن علاج مرض الزهري أثناء الحمل.

علاج مرض الزهري

العلاج العام

يتم العلاج من خلال حقن إبر الأنسولين بجرعات معينة حسب حالة المريض ومرحلة المريض التي يمر بها، ويتم العلاج تحت إشراف الطبيب.

علاج الشركاء الجنسيين

يتم علاج الشركاء الجنسيين في حالة ممارسة الجنس مع مريض مصاب بالزهري خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت تشخيص المرض، حتى وإن كانت نتيجة اختبار تحري الزهري لديهم سلبية.

وفي حالة ممارسة الجنس مع مريض مُصاب بالزهري خلال فترة تزيد عن 90 يومًا قبل تشخيص المرض، ولكن فقط في حالة لم تتوفر نتائج اختبار تحري الزهري بشكل فوري، أو كان من غير المحتمل عودتهم إلى الطبيب لمتابعة العلاج، إذا كانت نتائج تحري الزهري سلبية، فلا تتطلب الحالة علاجًا أما إذا كانت نتائج تحري الزهري إيجابية، فيتم إجراءات العلاج فورا.

العلاج أثناء الحمل

دواء للحامل

إذا كانت مدة إصابة المرأة بالمرض تقل عن سنتين يتم العلاج خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل، ويكون عن طريق حقن إبرة بنسلين واحدة في العضل، أمّا إذا كان العلاج خلال الثلث الثالث من الحمل فإنه يكون عن طريق حقن إبرتين من البنسلين بحيث يكون هناك مدة أسبوع على الأقل بين كل إبرة وأخرى.

 أما إذا كانت الإصابة بمرض الزهري قد تجاوزت السنتين فإن العلاج يكون عن طريق حقن ثلاث إبر بنسلين بحيث تفصل بين كل إبرة والأخرى أسبوع، وفي بعض الحالات توصف المضادات الحيوية الفموية لفترة قصيرة من الوقت في حالة عدم القدرة على إعطاء البنسلين.

علاج الآثار الجانبية للمرض

يعاني مريض الزهري من بعض الآثار الجانبية التي تتشابه مع أعراض الأنفلونزا مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بالصداع، ألم المفاصل والعضلات، لذا قد ينصح الأطباء بأخذ يُمكن أخذ الباراسیتامول للسيطرة على هذه الأعراض.

كم فترة علاج مرض الزهري

كلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما قلت فترة العلاج من الزهري، تختلف فترة العلاج على حسب مرحلة المرض.

  • إذا كانت فترة الإصابة بمرض الزهري أقل من سنتين فإن العلاج يكون عن طريق حقن إبرة بنسلين في العضل، أو عن طريق صرف بعض أنواع المضادات الحيوية الفموية لمدة 10 إلى 14 يوماً.
  • إذا كانت فترة الإصابة بالزهري أكثر من سنتين فإن العلاج يكون عن طريق حقن ثلاث إبر من البنسلين في العضل، بحيث تكون المدة بين كل حقنة وأخرى أسبوع، أو عن طريق صرف المضادات الحيوية الفمويّة لمدة 28 يوماً.
  • إذا كانت الإصابة بمرض الزهري أكثر خطورة بحيث تلحق الضرر بالدماغ، فإن العلاج يكون عن طريق حقن إبرة بنسلين في العضل أو الوريد بشكل يومي، أو عن طريق تناول حبوب المضادات الحيوية الفمويّة لمدة 28 يوماً.

نسبة الشفاء من مرض الزهري

إن الأمراض المنقولة جنسياً يمكن علاجها، ولكن هناك بعض الأمراض التي لا يمكن شفاؤها حتى لو وجدت الأدوية الفعالة، مثل الإيدز، وفيروس الورم الحليمي والتهاب الكبد الوبائي والسيلان، ومن المهم معرفته أن الأمراض المنتقلة جنسياً لا تلاحظ في وقتها، ولكن الأعراض أغلبها تظهر عند تمكن المرض من الجسم، لذلك فإنه يجب توعية الجمهور وتثقيفه بخصوص العدوى الجنسية وأساليب الوقاية منها.

مضاعفات مرض الزهري

  • مشاكل في الأوعية الدموية، مثل التهاب الشريان الأورطي.
  • مشاكل واعتلال في عضلة القلب.
  • مشاكل في الجهاز العصبي تؤدي إلى حدوث مشاكل في الجهاز السمعي والبصري.
  • إذا كان المريض مصاب بالإيدز فإنه سوف يتعرض لنزيف حاد

الوقاية من مرض الزهري

  • عدم ممارسة الجنس إلا في إطار الحياة الزوجية.
  • الامتناع عن ممارسة الجنس نهائيا في حالة اكتشاف المرض إلا بعد التأكد من الشفاء من العدوى بشكل قاطع.
  • استخدام الواقي الذكري عند إقامة العلاقة الجنسية.
  • القيام بالفحوصات الدورية للتأكد من سلامة الشخص وعدم إصابته بأي عدوى جنسية.
  • الاهتمام بنظافة الأعضاء التناسلية والنظافة الشخصية بشكل عام.
  • تناول الأطعمة التي تحمي الجسم من العدوي مثل الثوم.
الإعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *