
التهاب الأذن الوسطى هو اضطراب يتسلل بهدوء إلى عمق الرأس، غير مرئي للعين المجردة، لكنه يحدث ضجيجًا داخليًا لا يمكن تجاهله. حيث قد يبدأ بألم خفيف أو شعور بالامتلاء، لكنه يحمل في طياته دلالات أكثر تعقيدًا مما يبدو. بين طبلة الأذن والتجويف الخفي خلفها، تدور معركة بين التوازن والخلل، وبين الصمت والضجيج الداخلي. في هذا المقال، نستكشف عالم التهاب الاذن الوسطى، لنكشف عن أسبابه الغامضة، أعراضه المتنوعة، طرق التعامل معه قبل أن يتحول إلى أكثر من مجرد انزعاج مؤقت.
ما هي الأذن الوسطى
هو منطقة هوائية تقع خلف طبلة الأذن، حيث يوجد عظم الأذن الصغير الذي يلعب دورًا في الاهتزاز. فهذه المنطقة مسؤولة عن التوازن في الجسم، وقد يتعرض بعض الأشخاص للالتهاب نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، من أبرز أعراض هذا الالتهاب الشعور بالدوخة المستمرة.
الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى
يحدُث التهاب الأذن بسبب بكتيريا أو فيروس يصيب الأذن الوسطى. وتنتج هذه العدوى أحيانًا بسبب مرض آخر — البرد، أو الإنفلونزا أو الحساسية — مما يسبب احتقانًا وتورُّمًا في الممرات الأنفية، والحلق، والقناة السمعية.
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
يعاني الأطفال من التهاب الاذن الوسطى عدة مرات حتى يبلغوا سن الخامسة.
تساهم عدة عوامل في ذلك، مثل تضخم الغدد الليمفاوية واللوزتين، بالإضافة إلى الحساسية وضعف الجهاز المناعي والعوامل الوراثية. كما يعتبر التهاب الأذن عند الأطفال أكثر شيوعًا بسبب قصر الأنبوب السمعي، مما يسهل وصول البكتيريا إلى الأذن الوسطى. إذا تكررت الإصابة بالتهاب الأذن ثلاث مرات خلال ستة أشهر، فإن ذلك يعد مؤشرًا على خطر تطور الالتهاب إلى حالة مزمنة.
أعراض الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
- سيلان في الأنف.
- سعال.
- ألم الأذن.
- احتقان الأذن.
- فقدان السمع.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- تصلب الرقبة.
- القيء.
- صعوبة رضاعة طبيعية عند الأطفال الرضع.
التهاب الأذن الوسطى عند الرضع
يتسائل البعض هل التهاب الأذن الوسطى يؤثر على الدماغ ؟ يمكن توضيح ذلك حيث تنتقل البكتيريا من الأنف إلى اللوزتين ثم إلى الأذن الوسطى عبر قناة استاكيوس، التي تربط بينهما وبين البلعوم الأنفي. يعود ذلك إلى قصر طولها واستقامتها، مما يسهل انتقال البكتيريا من خلالها.
تشمل الأعراض المحتملة ما يلي:
- مشاكل في النوم.
- فقدان الشهية.
- شعور بعدم الراحة.
- الغثيان والقيء والإسهال.
- قيام الطفل بلمس أذنه ومحاولة تحريكها باستمرار.
- فقدان الاهتمام باللعب وانخفاض مستوى النشاط.
- عدم استجابة الطفل للأصوات المحيطة به.
أسباب التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال الرضع
التهاب الأذن الخارجية التهاب الطبلة يمكن أن يحدث نتيجة تعرض الأذن بماء ملوث أو عند استحمام الطفل ودخول ماء مضاف إليه صابون إلى الأذن.
أما بالنسبة للوضع الخاطئ أثناء الرضاعة، فإن إرضاع الطفل وهو مستلقٍ على السرير في وضعية النوم ليلاً قد يؤدي إلى تسرب الحليب إلى الأذن عبر قناة استاكيوس، مما يعرض الكثير للتساؤل عن متى يكون التهاب الأذن خطير حيث يساهم في نمو البكتيريا التي تتغذى على بروتين الحليب.
تشمل الحالات الأخرى التهاب اللوزتين، التهاب الأنف، والتهاب الحلق.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن قد يبدو ألم الأذن بسيطًا في البداية، لكنه يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة إذا لم يعالج بشكل صحيح. إليك أبرز أعراضه التي يجب الانتباه لها.
ألم مستمر في الأذن
يعتبر الألم في الأذن من أبرز أعراض التهاب الأذن عند الكبار، غالبًا ما يكون هذا الألم نابضًا أو حادًا، كما قد يزداد حدته ليلاً، مما يعيق النوم ويؤثر على القدرة على التركيز خلال اليوم.
انخفاض في القدرة السمعية
يعاني المريض من ضعف مؤقت في السمع، وهو عرض شائع عند التهاب الأذن الوسطى. حيث يحدث ذلك نتيجة تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، مما يعيق وضوح وصول الأصوات.
الشعور بالضغط أو الامتلاء
يعاني المصاب من شعور مزعج يشبه الضغط داخل الأذن، فهو عرض متكرر يزداد وضوحًا عند تغيير وضع الرأس. حيث يعتبر هذا العرض من أبرز أعراض التهاب الأذن الوسطى عند النساء، خاصة خلال فترة الحمل.
ارتفاع طفيف في الحرارة
يلاحظ ارتفاع طفيف في درجة الحرارة كاستجابة من الجسم للعدوى، حيث قد يترافق ذلك مع شعور بالتعب العام، فهو أحد أعراض التهاب الأذن عند الكبار الذين يعانون من أمراض مزمنة.
زيادة الأعراض مع التدخين
هل التدخين يؤثر على التهاب الأذن الوسطى؟ بالتأكيد، حيث يضعف التدخين جهاز المناعة ويزيد من شدة الالتهاب، خصوصًا لدى الأفراد الذين يتعرضون للدخان بشكل متكرر.
الأكثر عرضة لالتهاب الأذن الوسطى
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب ضعف جهاز المناعة وبعض الأخطاء في الرضاعة.
- كما أن التغيرات الموسمية، خاصة خلال فصول الشتاء والخريف، تلعب دورًا في ذلك.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض للهواء الملوث الناتج عن الأدخنة يزيد من المخاطر.
- الأطفال الذين يتعرضون للهواء الملوث بشكل مستمر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحية مقارنة بأقرانهم.
خطورة التهاب الأذن الوسطى
- يمكن أن يؤدي التهاب الأذن المتكرر إلى فقدان السمع.
- عندما يكون السمع ضعيفًا لدى الأطفال، قد يتسبب ذلك في تأخرهم في تطوير مهارات الكلام.
- إذا انتشرت العدوى ولم تستجب للعلاج، فقد يؤدي ذلك إلى تلف العظام وصول الالتهاب إلى أنسجة الجمجمة، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب السحايا.
- كما قد يحدث تمزق في طبلة الأذن، مما يستدعي التدخل الجراحي.
علاج التهاب الأذن الوسطى والدوخة
يعتبر كيفية علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار والدوخة من الأمور الأساسية التي تساهم في تخفيف الألم واستعادة التوازن السمعي والبدني. حيث تختلف أساليب العلاج بناءً على شدة الحالة، إلا أن المتابعة الدقيقة تلعب دورًا مهمًا في تحقيق تحسن سريع وتجنب المضاعفات.
الأدوية المضادة للالتهاب
تستخدم المضادات الحيوية للعلاج في حالة وجود عدوى بكتيرية، بالإضافة إلى مسكنات الألم ومضادات الالتهاب التي تساهم في تخفيف الضغط داخل الأذن وتحسين الأعراض بشكل ملحوظ.
قطرات الأذن الطبية
تساهم القطرات في تخفيف الالتهاب وتقليل الشعور بالدوخة المرتبطة به، حيث تعتبر خيارًا فعالًا في العلاج، خاصةً في حالات انسداد القناة السمعية.
الراحة وتجنب الحركة المفاجئة
يوصى بالراحة التامة وتجنب الحركات السريعة للرأس خلال فترة العلاج، حيث قد تزداد الدوخة مع تغير الوضعية، مما يؤثر سلبًا على فعالية كيفية علاج التهاب الأذن الوسطى عند الكبار ويزيد من الشعور بالانزعاج.
استخدام كمادات دافئة
تساهم الكمادات الدافئة الموضوعة على الأذن في تخفيف الألم والالتهاب، حيث تعتبر وسيلة بسيطة يمكن تضمينها في خطوات علاج التهاب الأذن الوسطى في المنزل لتعزيز عملية الشفاء.
علاج مشاكل التوازن
قد يصاحب التهاب الأذن أحيانًا اضطراب في التوازن. لذلك، يتضمن العلاج تمارين بسيطة تهدف إلى تحفيز الجهاز الدهليزي، مما يسهم في تعزيز الشعور بالاستقرار.
كيفية الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
- عند حدوث نزلات البرد يفضل علاج المصاب وخاصة الأطفال وعدم إهمال علاجهم حتى لا تتطور إلى التهاب بالأذن الوسطى.
- يجب الحرص على متابعة صحة الطفل باستمرار وخاصة إذا كان يتعرض لالتهابات متكررة في الأذن الوسطى.
- تأكد من أن الطفل قد أخذ اللقاحات الروتينية.
- عدم تعريض الطفل إلى دخان السجائر والشيشة وغيرهم (التدخين السلبي).
- إبعاد الطفل عن المصابين.
- الحرص دائمًا على رفع رأس الرضيع أو الطفل قليلًا أثناء الرضاعة.
- الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل تقوي المناعة وتجعل الطفل أقل عرضة لالتهابات الأذن.
أسئلة شائعة حول التهاب الأذن الوسطى
هل يمكن الشفاء من الأذن الوسطى؟
نعم، أغلب الحالات تتعافى تماماً خلال 2-3 أشهر، دون أي مضاعفات أو مشاكل، لكن في حالات قليلة قد تستمر الدوخة لفترة أطول من ذلك.
كم يوم يستمر التهاب الأذن الوسطى؟
عادة ما تتحسن أعراض التهابات الأذن خلال أول يومين، كما أن معظم الإصابات تُشفى من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين دون أي علاج.
ما هو الفرق بين التهاب الأذن الخارجية والتهاب الأذن الوسطى؟
الاختلاف الرئيسي بين التهاب الأذن الوسطى والتهابات الأذن الأخرى هو أن معظم الالتهابات الأخرى ناتجة عن عدوى بكتيرية داخل الأذن بينما يحدث هذا بسبب الفيروس، يختلف معدل الالتهاب أيضًا عن عدوى الأذن الأخرى ؛ ينتشر هذا بسرعة أكبر ويعطي ألمًا مستمرًا.
في الختام، يعتبر التهاب الأذن الوسطى من أنواع التهاب الأذن الشائعة التي ينبغي عدم الاستهانة بها، خصوصًا إذا تكررت الأعراض أو أثرت على السمع والتوازن. يساعد التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج المناسب في تجنب المضاعفات والعودة إلى الحياة الطبيعية بسرعة. من خلال فهم الأسباب، والانتباه للأعراض، واتباع الإرشادات الصحية، يمكن الوقاية من هذا الالتهاب أو تقليل شدته بشكل كبير. لا تتردد في استشارة الطبيب عند ظهور أي علامة غير طبيعية، فصحتك تبدأ من وعيك واستجابتك السريعة لما يشعر به جسمك.
اترك تعليقاً