ما هو التصلب في الشرايين
التصلب في الشرايين يعتبر من أكثر أمراض القلب انتشارا ويعاني منه الكثير وخاصة كبار السن، يحدث تصلب الشرايين عندما تصبح الشرايين أو ما تسمى بالأوعية الدموية التي تحمل الأكسجين والمواد الغذائية من القلب إلى بقية الجسم سميكة ومتصلبة، مما يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى الأنسجة وأحيانا إلى الأعضاء، إن الشرايين في وضعها الطبيعي تكون قابلة للتمدد ولكن بمرور الوقت تصبح جدران الشرايين متصلبة وهذا ما ينتج عنه التصلب في الشرايين.
أسباب التصلب في الشرايين
حتى الآن لم يحدد الأطباء سبباً واحداً لتصلب الشرايين ولكنهم وجدوا أن من يصاب بتصلب الشرايين تتجمع لديه بعض الأسباب التالية معا:
- عامل السن من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الشرايين فكلما تقدم العمر زادت احتمالية إصابة الشخص بتصلب الشرايين.
- قلة الحركة وعدم القيام بالتمارين الرياضية، والنوم مباشرة بعد تناول الطعام، مما يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب، مما يتسبب في حدوث النوبات القلبية، كما أنها تؤدي إلى عدم التمثيل الكامل للغذاء مما قد يؤدي إلى ترسب المواد الدهنية في الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول وترسبات الكالسيوم في الدم، بسبب كثرة تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي الشحومات الحيوانية مثل السمن البلدي والزبدة والقشطة مما يزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين.
- ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد ضغط الدم المرتفع من مخاطر التصلب في الشرايين.
- الوزن الزائد والسمنة المفرطة، حيث تلعب السمنة دورا كبيرا في الإصابة بأمراض القلب عامة وتصلب الشرايين خاصة.
- التدخين وخطره البالغ على الصحة بشكل عام وعلى القلب بشكل خاص، والذي يعد من أهم الأسباب المحفزة والمؤدية للإصابة بالتصلب في الشرايين.
- التوتر والانفعالات العصبية والإجهاد الفكري المستمر.
- العوامل الوراثية التي تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالمرض.
- الإصابة بداء السكري.
أعراض التصلب في الشرايين
في معظم الحالات التي يصاب فيها الشخص بتصلب الشرايين لا تظهر عليه أي أعراض ولا يكتشف المرض إلا بعد تعرضه لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، ولكن قد تظهر بعض الأعراض الخاصة عند الإصابة بالتصلب لكل شريان في القلب، وسوف نوضح ذلك بالتفصيل:
الشرايين التاجيّة
ويُسمّى المرض الناتج عن التصلب في الشرايين التاجيّة بمرض القلب التاجي، وتتمثل أعراض مرض القلب التاجيّ في: حدوث ضيق التنفّس، واضطراب ضربات القلب، وقد تحدث الذبحة الصدرية والتي تظهر على شكل ألم شديد في الصدر بسبب عدم وصول الدم المحمّل بالأكسجين بشكل كافٍ إلى عضلة القلب، ويمكن أن يظهر ألم الذبحة الصدرية في الكتفين، أو الذراعين، أو الفكّين، أو الظهر، أو الرقبة، وسرعان ما يختفي هذا الألم بغياب التوتر وعند الراحة، ويظهر عند ممارسة الأنشطة البدنية أو التعرّض لتوترٍ عاطفيّ.
الشرايين المحيطية
ويؤدي انسداد هذا الشريان إلى ما يسمى بمرض الشريان المحيطي، وتتمثل أعراضه في الألم والخدران.
الشرايين السباتية
ويُسمّى المرض الناتج عن تصلّب هذا الشريان بمرض الشريان السباتيّ، وتتمثل الأعراض في : الضعف والتعب المفاجئَين، الارتباك ، وفى بعض الحالات قد يحدث خلل في النطق أو استيعاب الكلام و مشاكل في النظر بأحد العينين أو كليهما، شلل أو خدران في الوجه، أو الذراعين أو الرجلين، وعادة ما تقتصر هذه الأعراض على أحد جانبي الجسم، الدوار واختلال التوازن في المشي، صعوبة في التنفس ،صداع حاد ومفاجئ قد يصل إلى فقدان الوعي.
الشرايين الكلويّة
إنّ التصلب في الشرايين المغذية للكلى ينتج عنه مرض الكلى المزمن، قد لا تظهر أي أعراض على المريض في المرحلة الأولى من هذا النوع من التصلب، ولكن بتقدم المرض وتطور مراحله تظهر على المريض أعراض التعب، وفقدان الشهية، والغثيان، والحكة، وخدران الأطراف، وتغير التبوّل ليصبح أكثر أو أقل، وصعوبة التركيز، وانتفاخ اليدين والقدمين.
كيف يتم تشخيص التصلب في الشرايين
أثناء ذهابك إلى الطبيب يقوم بالفحص بنفسه أولاً ويراقب ضغط الدم، وسرعة النبض، او أصوات صفير فوق الشرايين، وإذا تبين له أي من هذه العلامات يلجأ إلى العديد من الاختبارات التشخيصية والتي تتمثل في:
اختبارات الدم
وذلك لاكتشاف مستويات الكوليسترول والسكر في الدم والتي ربما تكون هي السبب في زيادة مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين، في هذا الاختبار سوف تحتاج إلى الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب باستثناء المياه لمدة تتراوح ما بين 9:12 ساعة قبل إجراء اختبار الدم.
مؤشر الضغط الكاحلي العضدي
قد يظهر هذا الاختبار ما إذا كنت مصابًا بتصلب الشرايين في ساقيك أو قدميك، يلجأ الطبيب فيه إلى اجراء مقارنة بين مستوى ضغط الدم في الكاحل ومستوى ضغط الدم في الذراع، وقد يشير الفارق الغير طبيعي إلى الإصابة بالمرض الوعائي المحيطي، الذي ينتج عادةً عن الإصابة بتصلب الشرايين.
التخطيط فوق الصوتي او ما يعرف ب (دوبلر)
ربما يستخدم الطبيب جهاز خاص للموجات فوق الصوتية لقياس مستوى ضغط الدم في عدة نقاط بطول ذراعك أو ساقك، وقد تساعد هذه القياسات الطبيب في قياس درجة أي حالة من حالات الانسداد، والتعرف على سرعة تدفق الدم في الشرايين
جهاز تخطيط كهربية القلب (ECG)
جهاز يسجل تخطيط كهربية القلب والإشارات الكهربائية عند انتقالها في جميع أنحاء القلب، وقد يشير تخطيط كهربية القلب في الغالب إلى الإصابة بنوبة قلبية سابقة، وإذا كانت العلامات والأعراض التي تعاني منها تحدث عند ممارسة الرياضة، فقد يطلب منك الطبيب المشي على جهاز سير أو ركوب دراجة ثابتة خلال قياس تخطيط كهربائية القلب.
اختبار الإجهاد للكشف عن تصلب الشرايين
يعرف باسم اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين لجمع المعلومات المتعلقة بمدى الجودة التي يعمل بها القلب أثناء ممارسة النشاط البدني وذلك لأن التمارين تجعل القلب يضخ بقوة أكبر وشكل أسرع مقارنة بحالته الطبيعية أثناء معظم الأنشطة اليومية، إن اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين يكشف لنا عن المشكلات الموجودة بالقلب والتي ربما لا تتم ملاحظتها بطريقة أخري، وفي بعض أنواع اختبارات الإجهاد سيتم التقاط صور للقلب أثناء الاختبار.
القسطرة القلبية والصورة الوعائية
في هذا الاختبار يظهر ما إذا كان هناك تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية أم لا، حيث يتم حقن شرايين القلب بصبغة سائلة عبر أنبوب طويل ورفيع (القسطرة) يمر عبر أحد الشرايين، في الساق عادةً إلى الشرايين الموجودة بالقلب، وعند امتلاء الشرايين بالصبغة تصبح الشرايين مرئية في الأشعة السينية، مما يكشف لنا مناطق الانسداد.
علاج التصلب في الشرايين
لم يكتشف الاطباء حتى الآن حل نهائي لمشكلة تصلب الشرايين ولكن هناك بعض الأدوية وتغيير في نمط الحياة قد يساعد المريض على التأقلم مع المشكلة وعدم تعرضه لأخطار صحية.
أدوية تخفيض الكولسترول
هناك مجموعة من الأدوية تعمل على تقليل نسبة الكولسترول في الدم، ومنها: الستاتين التي تعمل على تخفيض الكولسترول الضار المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة وترفع الكولسترول النافع المعروف بالبروتين الدهني مرتفع الكثافة، وتساعد على التقليل من الدهون الثلاثية. الفايبرات: تؤثر في الدهون الثلاثية فتخفّض من مستواها، ايزيتيمايب: يؤثر في الأمعاء الدقيقة فيمنع امتصاص الكولسترول منها، وبالتالي يخفّض من مستواه. النياسين: إذا أُخذ بكميات كبيرة فإنّه يقلل من مستوى الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، ويرفع الكولسترول النافع.
المكملات الغذائية لعلاج تصلب الشرايين
تُصرف بعض المكملات الغذائية التي قد تحسن من مستوى الكولسترول أو تضبط مستوى ضغط الدم، وبالتالي تقلل خطر تصلب الشرايين، ومنها: الثوم. الشعير. الكالسيوم. زيت السمك. الشاي الأخضر أو الأسود. فيتامين سي. زيت كبد سمك القد. نخالة الشوفان. الكاكاو. حمض الفوليك.
أدوية ضبط عوامل الخطورة
هناك مجموعة من الأدوية تعمل على ضبط الأمراض والعوامل التي تزيد التصلب في الشرايين سوءاً، ومنها ما يلي: أدوية ضغط الدم: كمدرات البول وحاصرات قنوات الكالسيوم. مميّعات الدم مثل الأسبيرين، والأدوية التي تعمل على تقليل السكر في الدم في مرضى السكري.
العلاجات الجراحية
في حال لم تنجح اي من الطرق السابقة في العلاج، أو كانت الأعراض خطيرة وتهدد حياة المريض، يلجأ بعض الأطباء إلى التدخل الجراحي لإزالة الانسداد وتجلط الدم، ومن العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها رأب الوعاء، أو استئصال بطانة الشريان، والجراحة الالتفافية.
أطعمة تفيد مرضى تصلب الشرايين
الرمان
يحتوي الرمان على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، كمادة الـبوليفينول، التي تحمي القلب من التصلب في الشرايين.
البنجر
يحتوي على النترات، التي تتحول بشكل طبيعي في الجسم إلى أكسيد النيتريك، الذي يساعد على تحسين ضغط الدم.
المكسرات
تحتوي على فيتامين أي، الذي يقلل نسبة الكوليسترول بالدم، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة والبروتين والدهون غير المشبعة، التي تفيد صحة القلب.
الطماطم
من الخضروات المفيدة جدا لمرضى القلب، لأنها تحتوي على مادة الليكوبين، والتي بدورها تقلل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم، وتمنع تجمع الصفائح الدموية، التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين.
الشوفان لعلاج تصلب الشرايين
يحتوي على الألياف الغذائية، التي تعمل على خفض نسبة الكوليسترول بالدم.
الأسماك
كالسالمون والتونة، لاحتوائها على أحماض أوميجا 3، والتي تفيد القلب.
البرتقال
غني بفيتامين سي ومضادات الأكسدة، وبالتالي فهو يحمي القلب من الاضطرابات.
اترك تعليقاً