ماهو مرض السكري؟
ما هو مرض السكري؟ وما علاقة مرض السكري وصحة الفم والأسنان؟ يعتبر مرض السكري واحداً من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً حول العالم، ويؤثر على كيفية تحويل الجسم الطعام إلى طاقة، ويحدث عندما يقل إنتاج هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس، وهو الهرمون المسؤول عن المحافظة على مستويات منتظمة للسكر في الدم، ويؤدي اختلال مستويات السكر في الدم إلى اضطرابات صحية خطيرة في الجسم، كالتأثير على صحة القلب والأوعية الدموية، والأعصاب، والكلى، والعينين، والقدمين، وصحة الفم والأسنان واللثة أيضاً.
وللسكري نوعان:
الداء السكري من النمط الأول: وهو غالباً ما يظهر لدى الأطفال والمراهقين.
والداء السكري من النمط الثاني: يظهر غالباً لدى الأشخاص الأكبر عمراً ممن بلغوا الأربعين عاماً أو أكثر، وهو النوع الأكثر شيوعاً.
ما علاقة داء السكري بصحة الفم والأسنان؟ وكيف يؤثر عليهما؟
إذا كنتَ مصاباً بالسكري ولديك مستويات مرتفعة من السكر في الدم، ستكون عرضةً للإصابة بالتهاب اللثة و التهاب النسج حول السنية، فارتفاع سكر الدم يؤدي إلى هشاشة الأوعية الدموية ورقتها، مما يؤدي إلى سهولة نزف الأغشية المخاطية الفموية وبطء تعافيها.
كما سيكون من الصعب المحافظة على صحتك الفموية بأفضل حال، وذلك لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يُضعف خلايا الدم البيضاء، وهي المسؤولة بشكل رئيسي عن مواجهة الالتهابات التي قد تصيب الفم، وهكذا فإنّ استجابة جسم مريض السكري ضد الجراثيم والالتهابات الفموية تختلف عن تلك الموجودة لدى الناس الأصحاء، مما سيرفع من خطورة خسارة النسج الداعمة للأسنان، وفي النهاية سيؤدي ذلك إلى تخلخل السن وبالتالي خسارته وقلعه.
كما أن السكر المرتفع في الدم يعني أن نسبة السكر مرتفعة في اللعاب أيضاً، وبالتالي ستقوم البكتيريا التي تتغذى على السكريات الموجودة في الفم بتشكيل النخور عن طريق صنع تجاويف في مينا الأسنان، والتسبب بأمراض اللثة، وإذا لم تتم المعالجة في الوقت المناسب، سيؤدي ذلك في النهاية إلى خسارة السن أيضاً.
وتكون أمراض اللثة أكثر حدة لدى مرضى السكري، وتستغرق وقتاً أطول للشفاء، كما يكون اللعاب أقل غزارة مما يؤدي إلى جفاف الفم وبالتالي تصبح الأسنان أكثر عرضة للإصابة بالنخور والتسوس، وتحتاج أيضاً الجروح والالتهابات التي قد تصيب المخاطية الفموية كاللثة أو اللسان مدةً أطول كي تُشفى.
كيف يمكن لمرضى السكري الوقاية من الأمراض السنية؟
لحسن الحظ، يوجد العديد من الطرق السهلة للمحافظة على صحة فمك وأسنانك، وذلك فيما يلي:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون المعزز بالفلورايد مرتين يومياً، ولمدة لا تقل عن دقيقتين، ويجب الحرص أيضاً على استخدام الفرشاة بالطريقة الصحيحة لتجنب إيذاء اللثة وتراجعها، ويكون ذلك بتفريش الأسنان بطريقة لطيفة و بضغط بسيط، وذلك سواء كانت الفرشاة يدوية أم آلية، كما يجب عليك اختيار فرشاة ذات شعيرات ناعمة، إذ بيّنت الدراسات أن الشعيرات الخشنة تسحل مينا الأسنان وتؤدي إلى الإصابة بما يسمى بـ”حت الأسنان” Attrition.
- نظف أسنانك بالخيط السني بشكل يومي لكي تزيل بقايا الطعام والفضلات من بين السطوح السنية وتحت اللثة، والتي من الصعب على فرشاة الأسنان الوصول إليها، كما يوجد فراشي أسنان مخصصة للتنظيف بين السني، ويوجد أدوات أخرى تسهل عملية استخدام الخيط بين السني لمن يجد صعوبة في استخدامه.
- استخدم الغسولات الفموية ثلاث مرات أسبوعياً، إذ يقضي الكلورهيكسيدين الموجود فيها على معظم البكتيريا الضارة الموجودة في الفم، وبالتالي تساعد على الحفاظ على صحة اللثة والفم والأسنان، كما تقوم بالقضاء على الرائحة الكريهة التي قد تصدر من الفم، ولكن يجب عدم استخدامها بشكل يومي أو لفترات طويلة مستمر لما قد تسببه من تصبغات على الأسنان واللسان.
- راجع طبيب أسنانك يانتظام للمراجعة الدورية ولمتابعة العناية بصحتك الفموية في العيادة السنية، كما يجب عليك القيام بالذهاب إلى الطبيب في كل مرة تشعر بها بألم في اللثة أو الأسنان لكي يقوم بالإجراءات اللازمة لعلاج المشكلة الموجودة والمحافظة على صحتك الفموية بأفضل حال.
اتّبع نظاماً غذائياً متوازناً، فالغذاء المتوازن الذي يحتوي على الكمية المناسبة من الحريرات والبروتينات والسكريات يساعد على تحسين صحة الجسم بشكل عام، وبالتالي يحسّن صحة الفم أيضاً، وحاول التقليل من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات و الغنية بالسكاكر المضرة بصحة الجسم بشكل عام وبصحة الأسنان بشكل خاص.
وهكذا، فإن مرض السكري رغم خطورته على صحة الجسم عموماً وصحة الفم والأسنان خصوصاً، وتأثيراته العديدة على أجهزة الجسم المختلفة، إلا أنّه يمكن للمريض المحافظة على صحته من خلال ضبط سكر الدم عن طريق الغذاء المنتظم والمتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والعناية بصحته الفموية بالتنظيف المستمر واليومي ومراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري للمحافظة على أسنان سليمة ولثة صحية سليمة من الأمراض.