ما هو مرض التوحد؟ قد يكون من الدراج لدى العامة في المجتمع، أن الطفل الهادئ قليل الحركة والكلام نعمة، لكنها في الحقيقة قد تكون مؤشراً خطرا لاضطرابات وأمراض معينة، ومن أخطرها التوحد.
التوحد(Autism Spectrum Disorders – ASD)
هو اضطراب عصبي نمائي تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة حيث يعاني بعض الأطفال من الانحدار أو الاضطرابات في النمو الطبيعي. ويُؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم. ويصاب به واحد من كل مئة طفل.
تبدأ ملاحظة التوحد عندما يتأخر الطفل عن الكلام أو يكون غير متجاوب مع الآخرين، ولا يستطيع أن يقول مفردات مثل بابا ماما على الرغم من أنه كان يلفظها سابقاً.
أعراض مرض التوحد
تختلف علامات المرض من طفل لآخر نظرا لأن كل طفل يتصرف بطريقة مختلفة عن الآخر.
في الحالات ذات الأعراض الشديدة تتصف أغلب الحالات بعدم القدرة على التواصل، أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين.
قد تظهر الأعراض عند الأطفال في سن الرضاعة، وقد يبدو الأطفال خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم طبيعيين بلا أعراض ظاهرة لكنهم يُصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم، أو عدائيين، او يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.
تظهر علامات مرض التوحد على شكل صعوبات على المستويات التالية :
- المهارات الاجتماعية .
- اللغة.
- السلوك.
صعوبات في المهارات الاجتماعية
- لا يجيب عند مناداته باسمه.
- اتصال بصريّ المباشر ضعيف .
- تحس بأنه لا يسمعك .
- لا يقبل العناق ويفضل أن ينكمش على نفسه.
- يبدو كأنه لا يستقبل مشاعر وأحاسيس الآخرين.
- يبدو كأنه يُحب اللعب وحيداً، وله عالمه الخاص.
مشاكل في المهارات اللغوية
- يتأخر في الكلام مقارنته بالأطفال الآخرين.
- يفقد القدرة على قول كلمات او جمل معينة كان يقولها في السابق.
- عندما يريد شيئًا معين يطلبه عن طريق الاتصال البصري.
- طريقته بالكلام غريبة قد تكون بأصوات أو نبرات غريبة وقد يستخدم صوت غنائي، أو صوت الإنسان الآلي.
- لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
- قد يكرر كلمات، أو عبارات، أو مصطلحات لكنه دون أدنى معرفة عن كيفية استعمالها.
مشاكل سلوكية
- له حركات متكررة ( الهزاز، أو الدوران في دوائر، أو التلويح باليدين ….)
- لديه عادات يُكررها دائمًا.
- عند أي تغيير في عاداته يفقد هدوءه.
- كثير الحركة.
- ينبهر بأشياء معينة، مثل: دوران عجل في سيارة لعبة.
- لديه حساسية مفرطة للضوء، أو للصوت، أو اللمس.
- لديه احساس منخفض بالألم.
أسباب مرض التوحد
لا يوجد سبب مؤكد بشكل رئيسي لمرض التوحد إلا أنه هناك مجموعة من العوامل تعتبر أكبر المتهمين بالإصابة بالمرض:
- عوامل وراثية: يُرجح أن للجينات دورًا كبيراً في التسبب بالتوحد
- عوامل بيئية: العامل البيئي عامل محفز لنشوء وظهور مرض التوحد.
- عوامل أخرى: مثل مشاكل أثناء مخاض الولادة ، دور الجهاز المناعي في كل ما يخص بالتوحد.
- جنس الطفل: ترى الدراسات أن احتمال إصابة الأطفال الذكور بالتوحد هو أكبر بثلاثة أضعاف من احتمال إصابة الإناث.
- التاريخ العائلي: يزيد احتمال ولادة طفل جديد مصاب بالتوحد لدى العائلات التي لديها طفل مريض وكذلك إذا كان الوالدين أو الأقارب الذين لديهم طفل من مرضى التوحد يُعانون هم أنفسهم من اضطرابات معينة في بعض مهارات النمو، أو التطور، أو حتى من سلوكيات ذاتوية معينة.
- اضطرابات أخرى :الأطفال الذين يُعانون من مشاكل طبية معينة هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، هذه المشاكل الطبية تشمل:
- متلازمة موروثة تُؤدي إلى خلل ذهني تسمى متلازمة الكروموسوم إكس الهش.
- التصلب الحدبي يُؤدي إلى تشكل ورم في الدماغ.
- متلازمة توريت وهي نوع من الاضطرابات العصبية.
- نوبات الصرع .
- سن الوالد
الأبوة في سن متأخرة بعد عمر ال40 قد تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد. أظهرت الدراسات أن الأطفال المولودين لرجال فوق سن الأربعين عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بنسبة 6 أضعاف من الأطفال المولودين لآباء تحت سن الثلاثين عامًا.
ويظهر من البحث أن للبن الأم تأثيرًا هامشيًا على احتمال الإصابة بالتوحد.
مضاعفات مرض التوحد
من مضاعفات مرض التوحد ما يأتي:
- عدم القدرة على التعلم أو عدم النجاح في الدراسة.
- العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على الانخراط في المجتمع.
- بحاجة لعناية شخص ما لعدم تمكنه من الاعتناء بنفسه.
- التوتر.
- قد يكون المصاب عنيفا ويسبب الأذى لنفسه أو للآخرين.
- الضغط النفسي داخل الأسرة.
- الوقوع ضحية أو التعرض للتنمر.
تشخيص المرض
يشمل التقييم الرسمي للتوحد ما يأتي:
- معاينة الطبيب المختص للطفل.
- التعرف على مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية، وسلوكه، وعن تغيّرها مع الوقت.
- إجراء فحوصات واختبارات لتقييم قدرة الطفل الكلامية واللغوية وفحص بعض الجوانب النفسية.
وبالرغم من أن أعراض التوحد الأولية تظهر قبل سن 18 شهرًا إلا أن التشخيص النهائي يكون في بعض الأحيان لدى بلوغ الطفل سن السنتين أو الثلاث سنوات فقط، عندما يظهر خلل في التطور، أو تأخير في اكتساب المهارات اللغوية، أو خلل في العلاقات الاجتماعية المتبادلة.
و للتشخيص المبكر أهمية كبيرة جدًا، لأن التدخل المبكر وخصوصًا قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات يحقق نتائج أفضل.
متى يجب زيارة الطبيب
تظهر علامات التوحد في الطفولة المبكرة، عندما يكون هناك تأخر واضح في مهارات اللغة والتفاعلات الاجتماعية. يوصي الطبيب بإجراء اختبارات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني تأخرًا في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أم لا، ومنها إذا كان الطفل:
- لا يعبر بابتسامة عن سعادته في الشهر السادس.
- لا يقلد الأصوات أو تعبيرات الوجوه في الشهر التاسع.
- لا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتًا في الشهر الثاني عشر.
- لا يقوم بحركات مثل التلويح باليد في الشهر الرابع عشر.
- لا يلفظ كلمات متفرقة في الشهر السادس عشر.
- لا تلعب ألعاب على أساس التخيل في الشهر الثامن عشر.
- لا ينطق بعبارات مؤلفة من كلمتين بلوغه الشهر الرابع والعشرين.
- يفقد مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية في أي عمر.
علاج مرض التوحد
لا يوجد علاج واحد أو علاجات شفائية تماما إلا أنها تحسن من وضع المريض.
علاج التوحد يشمل:
- العلاج السلوكي (Behavioral therapy).
- علاجات أمراض النطق واللغة (Speech language pathology).
- العلاج التربوي والتعليميّ.
- العلاج الدوائي.
الوقاية من مرض التوحد
لا يوجد أي طريقة للوقاية من مرض التوحد، ولكن التشخيص المبكر يُفيد في تحسين سلوك الشخص المصاب بالتوحد.
العلاجات البديلة
ليس من المؤكد أن العلاجات البديلة تعتبر علاج نافع إلا أن الدراسات أظهرت نتائج إيجابية في علاج التوحد بواسطة نظام غذائي خاص وعلاجات بديلة أخرى.
هل توجد علاقةٌ بين اللقاحات و التوحد
لم تثبت الأبحاث وجود علاقةٍ بين التوحد وأيٍ من اللقاحات الشائعة مثل السعال الديكي (أبو شاهوق)، والحصبة الألمانية، وحمى النكاف.
الوقاية
لا توجد وسيلة لمنع مرض التوحد، ولكن يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيدًا للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة. ومع ذلك، التدخل مفيد في أي عمر. على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادةً من أعراض التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد.