تجلط الدم هو مصطلح شائع يتم استخدامه كثيراً، عندما يصاب الشخص بجرح أو قطع في أحد الأوعية الدموية، حيث يعتمد الجسم آلية تجلط الدم وتعمل صفائح الدم والبروتينات في البلازما على منع النزيف المفرط، وتقليل كمية الدم المفقود حيث يحدث تخثَّر لبعض مكوِّنات الدم معًا، ويتم تكوين جلطة فوق الإصابة وتكون كتلة شبه صلبة، وبعد أن تلتئم الإصابة تحدث إذابة للجلطة الدموية بشكل طبيعي.
ولكن هناك بعض الحالات قد تتشكل الجلطات داخل الأوعية الدموية ولا تذوب بشكل طبيعي وقد لا يكون هناك إصابة واضحة قد حدثت، وفي هذه الحالة يصبح الأمر خطراً ويحتاج تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مناسبًا، لذا نحتاج أن نتعرف على ما الذي قد يسبب تجلطا وعوامل زيادة حدوثه وهل تجلط الدم مفيد أم له مخاطر وكيف يمكننا تجنب هذه المخاطر والوقاية منها، وماهي التحاليل والفحوصات اللازمة لتجلط الدم و متى تحتاجها، جميع هذه الأسئلة بالتفصيل نتعرف على إجابتها في هذا المقال.
أسباب فرط تجلط الدم
ما هي أسباب تجلط الدم؟ وهل هو خطر؟ حيث إنه في بعض الحالات قد يحدث فرط في تجلط الدم؟
حالة فرط تجلّط الدم قد تظهر عند الأطفال منذ الولادة، وقد يعاني البعض منها في فترة من فترات حياته، أي أن تجلط الدم لا يرتبط بعمر معين ولكن هناك بعض العوامل والأسباب التي تسبب تجلّط الدم في فترة ما من العمر كما أن هذه الحالات قد تكون وراثية أي موروثة من أحد الوالدين والشكل الجيني أن الشخص ولد مع الميل إلى تكوين جلطات دموية أو قد تكون حالات مكتسبة نتجت عن عملية جراحية أو أدوية أو حالة طبية تسبب زيادة تكوين جلطات، نتعرف عليها فيما يلي:
- تصلب الشرايين (Atherosclerosis).
- مرض فيروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد-19).
- تخثر وريدي عميق (DVT).
- العامل الخامس لايدن (Factor V Leiden).
- تاريخ العائلة فيما يتعلق بتخثر الدم.
- مشاكل عدم انتظام ضربات القلب، وحدوث اضطراب لنظم القلب.
- النوبة القلبية.
- السمنة.
- التقدم في العمر، فبعد سن الستين يزداد خطر الإصابة بتجلط الدم.
- مرض الشريان المحيطي (PAD).
- الحَمل.
- الجلوس لمدة طويلة أو الراحة في الفراش حيث يكون الشخص محدود الحركة، أو قلة الحركة نتيجة إجراء عملية جراحية.
- الأدوية منها حبوب منع الحمل الفموية وعقاقير العلاج الهرموني قد تقلل من تدفق الدم في الأوعية الدموية.
- الانصمام الرئوي (خثار الدم في أحد شرايين الرئة).
- التدخين.
- السكتة الدماغية.
- الطفرة الجينية للبروثرومبين.
- السرطان .
- اضطرابات المناعة، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة.
خطورة تجلط الدم
فرط تجلط الدم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة حيث قد يسبب الجلطة الدماغية، وكما ذكرنا سابقاً أن الجلطات تحدث في الأوردة أو الشرايين وتقوم الأوعية بتشكيل جزء من الدورة الدموية في الجسم، وتختلف هذه الأوعية في طريقة نقلها الدم لجميع أنحاء الجسم، حيث إنه عند تشكل جلطة غير الطبيعية في الوريد يؤدي هذا إلى تقييد عودة الدم إلى القلب وقد تؤدي إلى مضاعفات أخرى منها الألم والتورم حيث يتجمع الدم خلف الجلطة.
أما عن تجلط الأوردة العميقة (DVT) فهو نوع آخر من التجلطات الدموية التي تتشكل في أحد الأوردة الرئيسية بالساق أو في الذراعين أو الحوض أو الأوردة الكبيرة الأخرى في الجسم، وفي بعض الحالات قد تنفصل الجلطة في الوريد عن نقطة نشأتها وتنتقل عبر القلب إلى الرئتين حيث تنحشر، مما يمنع تدفق الدم بشكل كاف، وهذا هو الانسداد الرئوي (PE) وقد يكون شديد الخطورة، كما أن اضطرابات تجلط الدم أحياناً قد تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث النزيف الدموي أو الجلطة الانسدادية (thrombosis)، لذا واصل القراءة لمعرفة طرق الوقاية من هذه الجلطات.
تشخيص تجلط الدم (تحليل تخثر الدم)
قد يحتاج الشخص إلي اختبار تخثر الدم أو تجلط الدم (تكون الجلطات الدموية تعود عملية تخثر الدم جزءا منها من خلالها تتم معرفة فعالية وكمية البروتينات)، وإذا كان حالة الشخص المرضية تحتاج إلى تدخل جراحي ويطلب الطبيب هذا التحليل.
وتحليل تخثر الدم هو عبار عن مجموعة من الفحوصات المخبرية يتم من خلالها تحديد معدل تجلط الدم طبيعي لتجنب النزيف المفرط أثناء العملية، وتشتمل هذه الفحوصات عدة اختبارات حيث يتم سحب عينة دم من الوريد، أو عمل وخز (جرح) بالقرب من منطقة الشعيرات الدموية لاختبار زمن وقت النزيف ومن خلال هذا الاختبار تتم معرفة مدى سلامة الأوعية الدموية وعدد الصفائح الدموية وأنها خالية من أية عيوب وظيفية، بعدها يتم عمل الاختبارات المخبرية التالية لتحليل تخثر الدم (النسب المذكورة هي نسب دولية موحدة (INR) ومعترف بها عَالَمِيًّا.):
اختبار زمن البروثرومبين(P.T.) Prothrombin time
اختبار زمن البروثرومبين يعمل على قياس المدة الزمنية التي يستغرقها الدم لتتكون الجلطات، ويساعد على تشخيص اضطرابات النزيف، واضطرابات التخثر المفرط، كما يعمل علي معرفة مدى فاعلية عملية التجلط في المسار الخارجي، وبعد إضافة مجموعة كواشف مخبرية يتم حساب عدد الثواني التي يستغرقها جسم الشخص لتكوين الجلطة، والتي يتراوح زمنها الطبيعي من 11 إلى 16 ثانية.
اختبار زمن الثرومبوبلاستين الجزئي(P.T.T.) Partial thromboplastin time
اختبار زمن الثرومبوبلاستين الجزئي يتم إجراؤه في أغلب الحالات مع فحص زمن البروثرمبين، لكي يتم معرفة مدى نشاط عوامل التجلط الموجود في المسار الداخلي، والتأكُد ما إذا كانت الجرعات التي يتم تناولها من أدوية مميعات الدم مناسبة أم لا، و يتراوح الزمن الطبيعي لاختبار زمن الثرومبوبلاستين الجزئي من 25 إلى 35 ثانية.
الوقاية من حدوث فرط تجلط الدم
قد تتساءل هل هناك طرق لتجنب التعرض لأي من عوامل فرط تجلط الدم أم لا؟
وإجابة لهذا السؤال فإنه كما تتعدد عوامل تجلط الدم مختلفة الأسباب والفئات العمرية، فإن تجلط الدم تتعدد طرق الوقاية منه ولكن في حالة كان السبب وراثياً يصعب تفادي هذه المشكلة، وإليك بعض الطرق التي تساعد على الوقاية من خطر الإصابة بجلطة دموية:
- ينبغي الحفاظ على الوزن وذلك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي لجسم صحي وسليم.
- عدم الجلوس المُطول والحرص على التحرك والمشي.
- حافظ على شرب الكميات الكافية من الماء يومياً، وشرب الماء على فترات متقطعة كل ساعتين؛ لتجنب الجفاف.
- ينبغي ممارسة الرياضة؛ لزيادة نشاط الجسم وتنشيط الدورة الدموية.
- إذا كان الشخص مدخناً، فيجب التقليل حتى الإقلاع عن التدخين، ويتم هذا بواسطة معرفة أضرار التدخين العديدة التي تهدد حياة الشخص المدخن والرغبة في حياة صحية أفضل.
- في فترة الشتاء يجب الحرص على التدفئة بشكل جيد وارتداء قفازات يد وجوارب ضاغطة لتحسين الدورة الدموية في كلا منطقتي اليدين والساقين للسماح بوصول الدم لجميع أطراف الجسم، وتجنب حدوث أي من تجلط الدم في اليد أو الساق.