الذئبة الحمراء الأسباب الأعراض وطرق العلاج

2394
0
الذئبة الحمراء
الإعلانات

الذئبة الحمراء عبارة عن مرض مزمن يُصاب به الشخص عند مهاجمة جهاز المناعة لأنسجة وأعضاء الجسم السليمة، ويحدث ذلك كردة فعل طبيعية عند الاشتباه بوجود عدوى في مجرى الدم، ويظهر هذا المرض على هيئة طفح في الوجه بعرض الوجنتين يشبه أجنحة الفراشة، ويمكن لمعظم مرضى الذئبة الحمراء أن يعيشوا حياة طبيعية عند اتباع العلاج المناسب.

ما هي الذئبة الحمراء

إن الذئبة الحمراء تعتبر أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة، والتي من الممكن أن تصيب أي جزء من أجزاء الجسم كالجلد والمفاصل، وحيث أنها مرض مزمن، فهذا يعني أن أعراضها من الممكن أن تستمر لفترة طويلة تتجاوز 6 أسابيع، وقد تصل إلى سنوات، وهي مرض غير معدي، وينشأ عند حدوث خلل لجهاز المناعة، وجهاز المناعة هو المسؤول عن حماية الجسم ضد البكتيريا والجراثيم والفيروسات، ففي الحالات الطبيعية يعمل على إنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من الغزاة، ولكن عند إصابته بخلل يجعله ذلك عاجزًا عن التفريق بين الأجسام الصديقة والأجسام العدوة، ويؤدي ذلك إلى توليده لأجسام مضادة تقوم بمهاجمة أنسجة الجسم وتضرها، وعند حدوث ذلك يبدأ الجسم بإيذاء نفسه بشكل ذاتي، فيعاني الشخص من بعض الأعراض كالالتهابات والألم، ، وحيث إن الجسم يقوم بإيذاء نفسه ذاتيًا فلذلك تمت تسميته بأنه مرض مناعة ذاتية.

أنواع الذئبة الحمراء

إن الذئبة لها عدة أنواع، هي

الذئبة الحمامية الجهازية

إن الذئبة الحمامية الجهازية أو التي تسمى أيضًا بالذئبة المجموعية تعتبر النوع الأكثر شيوعًا وخطورة، حيث أنها من الممكن أن تؤثر على أجزاء عديدة من الجسم، كالدم، والقلب، والكلى، والرئتين، والدماغ، والجلد.

الذئبة الحمامية الجلدية

إن هذا النوع يسمى أيضًا بالذئبة القرصية، ويؤثر على الجلد فقط، ويتسبب في حدوث طفح جلدي، ويحدث هذا الطفح عادةً على فروة الرأس، والوجه، والعنق، ولكن من الممكن أيضًا أن يحدث في أي مكان، ويظهر عادةً عند التعرض لأشعة الشمس.

الذئبة الحمامية الوليدية

إن الذئبة الحمامية الوليدية تعتبر نادرة الحدوث، ومن الممكن أن يُصاب بها حديثي الولادة، نتيجة اكتساب الأجسام المضادة من الأم المصابة بهذا المرض، ويمكن أن تتسبب في حدوث طفح جلدي، أو فقر دم، أو مشاكل في الكبد، وتختفي أعراضها عادةً بعد بضعة أشهر، ولا ينتج عنها ضرر دائم.

الذئبة الحمامية بسبب الأدوية 

إن هذا النوع من الذئبة الحمراء يحدث بعد تناول الشخص أنواعًا معينة من الأدوية، ونادرًا ما يصيب الأعضاء الرئيسية، وتتشابه أعراضه مع أعراض الذئبة الحمامية الجهازية، ولكنها تختفي عادةً في خلال 6 أشهر بعد توقف الشخص عن تناول الأدوية المسببة لها.

الإعلانات

أعراض الذئبة الحمراء

إن العلامات والأعراض لمرض الذئبة من الممكن أن تظهر فجأة أو تتطور ببطء، ومن الممكن أن تكون خفيفة أو شديدة، ومن الممكن أن تكون مؤقتة أو دائمة، ومعظم مرضى الذئبة يعانون من النوبات، وتسوء الأعراض والعلامات لفترة، ثم تتحسن أو تختفي تمامًا، وتعتمد العلامات والأعراض على أنظمة الجسم المتأثرة، وتتضمن

  • حدوث ألم وتورم في المفاصل.
  • حدوث آلام في العضلات.
  • حدوث انتفاخات في القدمين أو في المنطقة المحيطة بالعينين.
  • حدوث جفاف في العين.
  • الشعور بضيق في التنفس.
  • الشعور بألم في الصدر عند أخذ نفس عميق.
  • الإصابة بفقر وتخثر الدم.
  • الإصابة بحمى بدون سبب واضح.
  • حدوث حساسية من أشعة الشمس، والضوء.
  • حدوث طفح جلدي على الأنف والخدين، والذي يسمى بطفح الفراشة.
  • حدوث تقرحات في الفم.
  • إصابة الغدد بالتورم.
  • تحول لون الأصابع للون الأبيض أو الأزرق، والشعور بوخز عند البرد، ويعرف ذلك بظاهرة رينود.
  • ضعف وظائف الكلى.
  • تساقط الشعر.
  • الإصابة بالصداع، وفقدان الذاكرة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.

زيارة الطبيب

يجب أن يقوم الشخص بزيارة الطبيب عند ملاحظة بعض الأعراض، والتي تتضمن

  • حدوث طفح جلدي بدون سبب واضح.
  • حدوث ضعف للدورة الدموية في أصابع اليدين والقدمين، وهو الأمر الذي يسمى بظاهرة رينود.
  • الشعور بألم أو إرهاق بشكل دائم.
  • فقدان الوزن.
  • حدوث تورم للغدد.

أسباب الذئبة الحمراء

إن السبب الدقيق للإصابة بمرض الذئبة الحمراء ليس معروفًا، ولكن يوجد عدة عوامل لها علاقة بهذا المرض، وتتضمن

الجينات الوراثية

إن المرض لا يرتبط بجين معين، ولكن غالبًا يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض أفراد من عائلاتهم يعانون من أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

الجنس

حيث إن مرض الذئبة الحمراء يؤثر على النساء أكثر من الرجال، ومن الممكن أيضًا أن تعاني النساء من أعراض أكثر حدة خلال فترة الحمل وفترة الحيض.

العمر

إن الذئبة الحمراء تؤثر في جميع الأعمار، ولكن بالرغم من ذلك فإنها غالبًا يتم تشخيصها لدى الأشخاص الذين يتراوح عمرهم من 15 إلى 45 عامًا.

الأدوية

حيث إن هناك أنواع معينة من المضادات الحيوية، وأدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للصرع من الممكن أن تتسبب في الإصابة بالذئبة الحمراء.

العدوى

إن حدوث العدوى يمكن أن يتسبب في ظهور الذئبة الحمراء، أو يتسبب في الانتكاس لدى بعض الأشخاص.

العوامل البيئة

إن بعض المحفزات البيئية من الممكن أن تزيد خطر إصابة الشخص بمرض الذئبة، ومن أمثلة هذه المحفزات التعرض للأشعة فوق البنفسجية بكثرة.

عوامل أخرى

بالإضافة إلى العوامل التي تم ذكرها هناك بعض العوامل الأخرى التي من الممكن أن تزيد احتمالية الإصابة بالذئبة الحمراء كالإجهاد البدني، والضغوط النفسية.

تحاليل الذئبة الحمراء

هناك العديد من الاختبارات المختبرية التي تستخدم للكشف عن التغيرات الجسدية التي يمكن أن تحدث مع مرض الذئبة الحمراء، وتضيف كل نتيجة المزيد من المعلومات التي يجمعها الطبيب عن الحالة، وتعتبر الأنواع الأكثر شيوعًا من الاختبارات التي قد يطلب الطبيب إجراؤها هي اختبارات الدم والبول، والتي سيتم التحدث عنها بطريقة أكثر تفصيلًا في تشخيص الذئبة الحمراء.

تشخيص الذئبة الحمراء

تشخيص الذئبة الحمراء

إن تشخيص الذئبة الحمراء يعتبر أمرًا صعبًا، وليس له اختبار معين، حيث إن أعراضها تختلف من شخص إلى شخص آخر، ومن الممكن أن تختلف أعراضها وعلامتها بمرور الوقت، وتتداخل مع علامات وأعراض الكثير من الاضطرابات الأخرى، لذلك فإن الجمع بين عدة اختبارات يؤدي إلى الوصول إلى التشخيص، وتتضمن هذه الاختبارات

الفحص البدني

يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني حتى يتحقق من العلامات والأعراض النموذجية لمرض الذئبة الحمراء، والتي تتضمن

  • وجود طفح حساسية الشمس كالطفح الجلدي أو طفح الفراشة.
  • حدوث قرح للأغشية المخاطية، والتي من الممكن أن تحدث في الأنف والفم.
  • التهاب المفاصل.
  • وجود علامات تدل على اضطراب القلب أو الرئة.
  • ترقق وتساقط الشعر.

الاختبارات المختبرية

إن بعض الاختبارات المختبرية للدم والبول يمكن أن تساعد الطبيب في الوصول إلى تشخيص واضح، وتتضمن هذه الاختبارات

فحص تعداد الدم الكامل

إن هذا الفحصيقيس عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء، والصفيحات، وكمية الهيموجلوبين، ومن الممكن أن تشير نتيجته إلى الإصابة بفقر الدم، الذي يعتبر شائعًا بين مرضى الذئبة الحمراء، ويمكن أيضًا أن يدل انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء أو الصفيحات على الإصابة بالذئبة الحمراء.

فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA)

إن الاختبار الذي تكون نتيجته إيجابية لهذه المضادات الحيوية التي ينتجها جهاز المناعة يشير إلى قوة جهاز المناعة، وبالرغم من أن نتيجة هذا الاختبار تكون إيجابية لدى معظم مرضى الذئبة الحمراء، إلا أن معظم الأشخاص الذين تكون نتيجتهم إيجابية لا يعانون من الذئبة الحمراء، لذلك عندما تكون نتيجة هذا الاختبار إيجابية، فمن الممكن أن يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات التي لها علاقة بالأجسام المضادة.

معدل ترسيب كرات الدم الحمراء

إن هذا الاختبار يحدد معدل ترسب خلايا الدم الحمراء في قاع الأنبوب خلال ساعة، وعندما يكون المعدل أسرع من الطبيعي يمكن أن يشير ذلك إلى الإصابة بمرض متعلق بنظام المناعة كالذئبة الحمراء، ولكن يمكن أن يشير أيضًا إلى الإصابة بحالات التهاب أخرى، أو عدوى معينة، أو مرض السرطان.

تحليل البول

إن هذا التحليل يمكن أن يتم بواسطته تحديد ارتفاع مستوى البروتين أو خلايا الدم الحمراء في البول، وهو الأمر الذي من الممكن أن يحدث إذا تمت إصابة الكليتين بالذئبة الحمراء.

تقييم حالة الكلى والكبد

إن بعض اختبارات الدم تفيد في تقييم حالة الكلى والكبد، حيث إن مرض الذئبة الحمراء من الممكن أن يؤثر عليهما.

اختبارات التصوير الطبي

عندما يكون لدى الطبيب شك في أن الذئبة الحمراء تؤثر في القلب أو الرئتين، فمن الممكن أن يقترح إجراء بعض الاختبارات، والتي تتضمن

تصوير الصدر بالأشعة السينية

إن تصوير الصدر بالأشعة السينية من الممكن أن يكشف عن وجود سائل أو التهاب في الرئتين.

فحص مخطط صدى القلب

إن هذا الاختبار، والذي يسمى أيضًا بتخطيط صدى القلب عبارة عن فحص بسيط يتم إجراؤه باستخدام الأشعة فوق الصوتية لفحص أداء القلب.

الخزعة

يمكن أن تضر الكلى بعدة طرق مختلفة، ويمكن أن تختلف طرق العلاج تبعًا لنوع هذا الضرر، لذلك يكون من الضروري في بعض الحالات أن يتم إجراء اختبار على عينة بسيطة من نسيج الكلى حتى يتم تحديد أفضل طرق العلاج التي يمكن اتباعها، ويمكن أن يتم الحصول على العينة بواسطة إبرة أو عن طريق شق صغير؛ وأيضًا في بعض الأوقات يتم إجراء خزعة للجلد حتى يتم التأكد من أن مرض الذئبة الحمراء يؤثر عليه.

مضاعفات الذئبة الحمراء

هناك بعض المضاعفات المحتملة، والتي تتضمن:

  • حدوث التهاب للأوعية الدموية.
  • حدوث جلطات الدم.
  • حدوث التهاب في القلب، أو التهاب التامور.
  • الإصابة بالنوبات القلبية.
  • الإصابة بالفشل الكلوي.
  • حدوث التهاب لأنسجة وبطانة الرئة.
  • زيادة خطر حدوث الإجهاض.
  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية، هشاشة العظام، والسرطان.
  • الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • حدوث تغييرات في الذاكرة.
  • حدوث تغييرات سلوكية.

نصائح لمرضى الذئبة الحمراء

هناك بعض النصائح التي من المهم أن يتبعها المرضى بالذئبة، والتي تتضمن:

  • الحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • الراحة والنوم بشكل كافٍ.
  • تقليل الإجهاد، ومحاولة استخدام تقنيات الاسترخاء.
  • تجنب التعرض لضوء الشمس بشكل مباشر، واستخدام واق من الشمس، وارتداء قبعة للحماية منها.
  • تجنب التدخين.

علاج الذئبة الحمراء

علاج الذئبة الحمراء

إن مرض الذئبة الحمراء ليس له علاج، ولكن تغيير نمط الحياة واستخدام أدوية معينة يمكن أن يساعد في أن تتم السيطرة عليه، ويتضمن ذلك

  • مسكنات الألم.
  • الكورتيزون حيث أنه يقلل الاستجابة المناعية.
  • الأدوية المثبطة للمناعة.
  • كريمات الستيرويد للطفح الجلدي.
  • الأدوية المضادة لمشاكل الجلد.
  • الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
  • الأدوية المعدلة للمرض أو عوامل جهاز المناعة المستهدفة في الحالات الشديدة.

الوقاية من الذئبة الحمراء

إن الذئبة الحمراء لا يوجد طريقة للوقاية منها، ولكن يمكن أن يقلل الشخص من احتمالية الإصابة بها عن طريق تجنب محفزاتها والتي من أمثلتها أشعة الشمس، التدخين، التوتر، قلة النوم، وغيرها.

العلاقة بين الذئبة الحمراء والسرطان

إن الذئبة الحمراء والسرطان مرضان مختلفان ولا يوجد علاقة بينهما، حيث إن السرطان ينشأ ويتطور بسبب خلايا خبيثة تنمو وتنتشر في الأنسجة المحيطة بها بشكل سريع، بينما الذئبة الحمراء مرض مناعة ذاتية كما تم التحدث عنه في البداية؛ ولكن من الممكن أن يتشابه المرضان في بعض أنواع العلاج، حيث أنه يمكن أن يتم استخدام علاج يحتوي على أدوية كابته للمناعة لمرض الذئبة الحمراء، وهي مواد تتواجد أيضًا في العلاج الكيميائي الذي يتم استخدامه لمرض السرطان.

العلاقة بين الذئبة الحمراء والإيدز

العلاقة بين الذئبة الحمراء والإيدز

إن الذئبة الحمراء والإيدز (فيروس نقص المناعة المكتسبة) لا يوجد علاقة بينهما، ففي مرض الإيدز يكون جهاز المناعة غير نشط، وأقرب إلى حالة الخمول، ولكن في مرض الذئبة يكون جهاز المناعة نشط جدًا، ويقوم بتكوين الأجسام المضادة التي تكافح الأجسام الصديقة والعدوة بشكل مفرط.

الإعلانات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *