الفرق بين الحمل الكاذب والحمل الطبيعي ونصائح مهمة

إن الحمل الكاذب ظاهرة نادرة جدًا، ولكن بالرغم من ذلك يجب أن يتم التعرف عليه جيدًا، لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معه، لذلك في هذا المقال سنتناول كل ما يتعلق بهذا النوع من الحمل بدايةً مما يعنيه إلى العلاج المناسب له.

ما هو الحمل الكاذب؟

إن الحمل الكاذب أو ما يطلق عليه أيضًا الحمل الوهمي يحدث عندما تعتقد المرأة أنها في مرحلة الحمل ويكون ذلك غير صحيح، ويكون سبب ذلك الاعتقاد هو شعور المرأة بالأعراض الحقيقة للحمل نتيجة أمور معينة، ويُعد الحمل الكاذب أمرًا نادرًا جدًا، حيث إن نسبة انتشاره تتراوح من 1 إلى 6 من كل 22 ألف ولادة، ويعتبر هذا النوع من الحمل شائعًا لدى النساء في الفئة العمرية التي تتراوح من 20 عامًا إلى 44 عامًا، ولا تشبه حالة الحمل الكاذب الحالة الذهانية للحمل الوهمي مثل التي تحدث للنساء اللاتي يعانين من انفصام الشخصية، حيث إن هذه الحالة الطبية تعتبر حالة مستقلة، وليس له علاقة أيضًا بادعاء المرأة للحمل لغرض معين.

وأيضًا يوجد حالات من الممكن أن يعاني فيها الرجل من أعراض الحمل الكاذب أو ما يطلق عليه متلازمة التضامن، وهي شيء نادر جدًا يحدث نتيجة شعور الرجل بالتضامن مع زوجته أثناء فترة الحمل، ويجعله ذلك يشعر بالأعراض التي تحدث لزوجته مثل الغثيان، وآلام الظهر.

الفرق بين الحمل الكاذب والحمل الطبيعي

إنه بالرغم من أن الحمل الكاذب والحمل الطبيعي يتشابهان في الأعراض، ولكن الحمل الكاذب ينقصه عنصرًا هامًا يوجد في الحمل الطبيعي، وهو أن نتيجة اختبار الحمل تكون سلبية أي أنه لا يوجد حمل ولا يوجد جنين، وبالرغم من أن هناك بعض الحالات التي تكون المرأة مصابة فيها ببعض الأمراض التي تجعل نتيجة الحمل إيجابية دون وجود حمل، ولكن إجراء السونار (الموجات فوق الصوتية) تكون نتيجته سلبية دائمًا في الحمل الكذب.

أنواع الحمل الكاذب

يوجد نوعان للحمل الكاذب، وهما:

الحمل الكاذب الجزئي

هو الحالة التي يوجد فيها جنين، ولكنه يكون جنين مشوه، وأحيانًا يوجد أيضًا جزءًا من نسيج المشيمة، ويموت الجنين نتيجة التشوه.

الحمل الكاذب الكامل

وهو الحالة التي لا يوجد فيها جنين، وأيضًا لا يوجد بها نسيج طبيعي للمشيمة.

أعراض الحمل الكاذب

إن الأعراض التي تعاني منها النساء في حالة هذا النوع من الحمل غالبًا ما تكون هي أعراض الحمل الطبيعي، وتتضمن: 

• انقطاع الدورة الشهرية.
• حدوث زيادة في الوزن.
• الشعور بالغثيان، والقيء.
• الشعور بوجود حركة جنين في البطن.
• الشعور بانقباضات وآلام في الرحم تشبه آلام الولادة.
• زيادة حجم وحساسية الصدر.
• تكون حليب داخل الثديين.
• حدوث تغيرات في حلمتي الثدي.
• التبول بشكل متكرر.

أسباب الحمل الكاذب

إنه بالرغم من أنه حتى وقتنا هذا لم يتم التوصل إلى السبب الأساسي الذي ينتج عنه الحمل الكاذب، ولكن يعتقد الأطباء أن بعض العوامل الجسدية مع وجود بعض العوامل النفسية التي يمكنها أن تخدع الجسم يمكن أن تتسبب في اعتقاد المرأة بحدوث حمل، حيث إن العامل النفسي له دور كبير في حدوث الحمل الكاذب، ومن أمثلة العوامل النفسية التي يمكن أن تسبب الحمل الكاذب. 

• رغبة المرأة الشديدة بالحمل.
• حدوث إجهاض بشكل متكرر.
• فقدان طفل.
• اقتراب سن اليأس.
• الإصابة بالعقم. 
• الرغبة الشديدة في الزواج والحمل لدى العزباء.
• حدوث حمل عنقودي، وهو الحمل الذي يحدث بسبب أن جميع الصبغيات من الأب.
• حدوث تضاعف لصبغيات الأب، أو أن يتم تلقيح بويضة بواسطة حيوانين منويين.
• وجود بويضة ملقحة غير طبيعية. 

حيث إن هذه الحالات يمكن أن تؤدي إلى إظهار الجسد لبعض أعراض الحمل، والتي يفسرها عقل المرأة أنها علامات على وجود حمل، مما ينتج عنه إفراز هرمونات الحمل كهرمون الإستروجين وهرمون البرولاكتين، وهي الهرمونات التي تتسبب في ظهور أعراض الحمل الطبيعي.

ويوجد أيضًا بعض العوامل الأخرى التي يعتقد بعض باحثي هذا المجال أنها من الممكن أن تزيد احتمالية حدوث الحمل الكاذب، ومنها

• التعرض لاعتداء جنسي في فترة الطفولة.
• حدوث مشكلات في العلاقة الزوجية.
• الفقر.
• عدم الحصول على قدر كافٍ من التعليم.

تشخيص الحمل الكاذب

يتم تشخيصه عن طريق الوسائل والاختبارات التي يتم بها تشخيص الحمل الطبيعي، ويبدأ التشخيص بإجراء فحص جسدي، وإجراء فحص لمنطقة الحوض، ويمكن الاستعانة بإجراء تحليل الدم وتحليل البول وإجراء السونار (الموجات فوق الصوتية).

اختبار الحمل الكاذب 

يتم إجراء الاختبار بواسطة الاختبارات التي يتم إجراؤها لاكتشاف الحمل، وهي تحليل الدم وتحليل البول حتى يتم التأكد من أن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) موجود، وهو عبارة عن هرمون تقوم المشيمة بإنتاجه بعد التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم.

ويمكن اكتشاف هذا الهرمون أثناء بداية حدوث الحمل، حيث إنه يظهر بعد مرور 6 أيام من تلقيح البويضة، و تتضاعف كميته كل يومين أو 3 أيام، ولتحاليل الحمل نوعان، هما 

تحليل الدم 

إن تحليل الدم المستخدم للكشف عن الحمل الكذب له نوعان، وهما:

التحليل النوعي 

إن هذا النوع يمكن الكشف من خلاله عن وجود هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية(HCG) ، حيث إن نتيجته تكون سلبية في حالة الحمل الكاذب، وإيجابية في حالة الحمل الطبيعي، باستثناء حالات الإصابة بأنواع نادرة من السرطان والتي تقوم بإفراز هرمونات مماثلة لهرمونات الحمل، حيث إن في هذه الحالات يمكن أن تكون نتيجة التحليل إيجابية مع عدم وجود حمل.

التحليل الرقمي 

يوضح هذا النوع كمية هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) الموجودة في الدم بشكل دقيق، ويمكن أن يساعد هذا التحليل في حالة الحمل الضعيف على تتبع المشاكل التي تحدث خلال فترة الحمل. 

تحليل البول

يمكن القيام بالاختبار بواسطة التحليل المنزلي السريع، ويتم إجراءه عن طريق جمع كمية من البول في كوب ثم وضع عصا التحليل في هذا الكوب وتثبيتها به لعدة دقائق، وبعد ذلك يمكن معرفة نتيجة الاختبار، وتكون النتيجة سلبية في حالة الحمل الكذب، ما عدا الحالات التي تكون فيها المرأة مصابة بأنواع نادرة من السرطان التي تفرز هرمونات مماثلة لهرمونات الحمل.

ويمكن إعادة إجراء اختبار الحمل الكاذب عندما تكون النتيجة سلبية بواسطة اختبارات الحمل بعد مرور بضعة أسابيع، حيث إن الاختبار يمكن أن تكون نتيجته خاطئة في بعض الحالات، والتي تتضمن:

• إجراء التحليل بشكل خاطئ، أو إجراؤه مبكرًا جدًا.
• تناول بعض الأدوية التي من الممكن أن تؤثر على نتيجة الاختبار مثل الأدوية المدرة للبول.
• أن يكون البول ضعيف جدًا نتيجة شرب كمية كبيرة من السوائل قبل إجراء التحليل مباشرةً.

السونار

إنه في حالة الحمل الكاذب الكامل لا يوجد جنين في البطن وبالتالي لا يظهر الجنين، ولا يتم سماع صوت دقات قلبه عند إجراء السونار.

وفي حالة الحمل الجزئي يوجد جنين بنمو محدود بالإضافة إلى كمية قليلة من السائل الأمنيوسي، وتشبه المشيمة عنقود العنب في الشكل، وفي هذه الحالة يبحث الطبيب عن مشاكل أخرى مثل الأنيميا، أو تسمم الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم.

نتيجة اختبار الحمل الكاذب الإيجابية

إن نتيجة تحليل الحمل الكاذب عندما تكون إيجابية يحدث ذلك غالبًا بسبب الإصابة بأحد الأمراض التي تتسبب في إفراز الهرمونات التي تُفرز عند الحمل كالإصابة بأنواع نادرة من السرطان مما يجعل نتيجة اختبار الحمل إيجابية دون وجود حمل.

علاج الحمل الكاذب

إن العلاج يحتاج إلى علاج نفسي، ويمكن أن يحتاج بجانبه إلى علاج جسدي أيضًا حيث إن إخبار المرأة بأن نتائج اختبار الحمل أو السونار (الموجات فوق الصوتية) تنفي وجود حمل يتطلب اهتمام ورعاية نفسية جيدة خاصةً في حالة عدم تصديقها أو تقبلها لفكرة عدم الحمل، فيجب تقديم الدعم والعلاج النفسي للمرأة حتى تتجاوز الأمر، وحتى تتجاوز الأسباب النفسية التي أدت لحدوث الحمل الكذب أيضًا؛ وبالنسبة للعلاج الجسدي ففي حالة معاناة المرأة من عدم انتظام الدورة الشهرية يتم علاج هذه المشكلة عن طريق وصف العلاج المناسب لتنظيمها. 

وفي حالة الحمل الكاذب الجزئي من الممكن أن يتطلب العلاج الإجراءات التالية:

• إزالة النسيج الكاذب بعد القيام بتوسيع عنق الرحم عن طريق الشفط؛ وفي الحالات المتطورة عندما يكون النسيج منتشر من الأفضل أن تتم إزالة الرحم إذا لم يكن هناك رغبة في الحمل مرة أخرى.
• بعد أن تتم إزالة النسيج الكاذب يجب أن يتم معرفة نسبة هرمون الحمل في الدم، وفي حالة بقاء النسبة مرتفعة، فقد يستدعي الأمر اللجوء إلى علاج آخر.
• يجب أن تستمر المتابعة الطبية لمدة 6 أشهر حتى يتم التأكد من عدم وجود نسيج كاذب (عنقودي).

أسئلة شائعة حول الحمل الكاذب