التهاب القصبات الهوائية الأسباب الأعراض وطرق العلاج

التهاب القصبات الهوائية نتيجة طبيعية لالتهاب الشعب الهوائية الموجودة بالرئتين والذي يؤدي إلى ظهور نسبة كبيرة من المخاط في الجهاز التنفسي العلوي، وفي بعض الحالات النادرة تكون الإصابة ناتجة عن عدوى بكتيرية، في حين أن تلك الالتهابات قد تحدث عند استنشاق بعض المواد الغربية مثل الأدخنة أو حتى بسبب دخول بعض الطعام أو القيء إلى الرئتين.

التهاب القصبات الهوائية

القصبات الهوائية هي جزء من الجهاز التنفسي مسؤول عن توصيل هواء التنفس من وإلى الرئتين، قد تتعرض القصبات الهوائية أحيانا لأنواع من الالتهابات الفيروسية تشمل الحنجرة والقصبات وتكون منتشرة بشكل أكبر بين الأطفال في سن الثالثة إلى السادسة ويحدث عادة في فصول الشتاء حيث تكون نتيجة الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي جراء نزلات البرد أو الانفلونزا.

ويمكن التعرف على التهابات القصبات الهوائية من خلال نوعين هما:

التهاب القصبات الحاد

يعتبر هذا النوع أكثر شيوعا خاصة في فصل الشتاء حيث تسببه عدوى فيروسية إلا أنه يتطور بشكل سريع إلى أن يشعر المريض بتحسن تدريجي بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة تقريبا، والجدير بالذكر أن أغلب الذين يعانون من التهاب القصبات الهوائية الحاد بغير تاريخ مرضي في الجهاز التنفسي يتماثلون للشفاء بطريقة طبيعية دون حدوث تطورات أو مضاعفات.

التهاب القصبة المزمن

النوع الآخر من التهابات القصبات الهوائية يكون عادة ناتج عن التدخين أو التعرض لمواد مهيجة للرئتين ويستمر لفترة أطول نسبيا حيث يكون مصحوبا بسعال شديد وبلغم متراكم وقد تمتد هذه الأعراض لثلاثة أشهر أو أكثر ويتكرر بشكل ملحوظ خلال عاميين متتاليين.

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية

هناك العديد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الالتهابات ومنها:

• الربو أو المعاناة من الحساسية في المجارى التنفسية.
• ضعف الجهاز المناعي سواء المناعة الأولى أو الثانوية.
• بعض الأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي أو نقص انزيم ألفا-1 المعروف كمضاد للتربسين، بالإضافة إلى بعض الأمراض التي تؤدي إلى مشكلات للغضروف أو النسيخ الضام.
• دخول أجسام غريبة للرئتين مثل أجزاء من الطعام أو استنشاق أية سوائل أو مواد سامة.
• وقد يكون السبب الأقوى والأكثر شيوعا هو التلوث البكتيري الناتج عن أنواع مختلفة من الفيروسات.
• وفي بعض الأحيان يكون السبب تشريحي خلقي.

أعراض التهاب القصبات الهوائية

هناك بعض الاعراض التي تنبأ بحدوث التهابات في القصبات الهوائية مثل:

• البلغم ويكون أبيضا أو له صفرة أو أخضر وفي حالات قليلة يكون مصحوبا بالدماء.
• السعال الذي يشبه النباح.
• ضيق التنفس.
• الصداع وآلام بالرأس.
• سيلان الأنف أو مما يعرف بالرشح.
• الصفير خاصة أثناء النوم.
• انخفاض درجة الحرارة والرعشة.
• الشعور بالضيق في منطقة الصدر.
• الشعور بصعوبة أثناء التحدث.
• التهاب في الحلق.
• الشهيق الصريري وهو الشهيق المصحوب بصوت يشبه الضجيج.

قد تستمر تلك الأعراض أياما أو أسابيع قليلة ويختفي بشكل تدريجي مع الوقت والعلاج في حالة التهاب الشعب الهوائية الحاد، أما التهاب الشعب المزمن فيستمر السعال لفترة أول.

يمكن القول بأن التهاب القصبات الهوائية ليس بالأمر الذي يستدعي القلق، لكن في بعض الأحيان قد يتعرض المريض لمضاعفات تظهر على هيئة نوبات متكررة من التهاب القصبة المزمن والتي قد تؤدي إلى حدوث انسداد القصبة الهوائية.

انسداد القصبة الهوائية

يعتبر هذا المرض من مضاعفات التهاب القصبة الهوائية وهو يعد عاملا خطرا على صحة المريض إذ تم اعتباره السبب الثالث لأكثر نسبة وفاة حول العالم حيث يسبب انخفاض في معدل خروج هواء الزفير من الرئتين، ويمكن لهذا المرض أن يظهر من خلال تشخيصين:

• التهاب القصبات المزمن.
• انتفاخ الرئة.

علاج التهاب القصبات الهوائية

هناك العديد من الاستراتيجيات المتبعة أثناء علاج القصبة الهوائية تبدأ بالابتعاد عن الأدخنة أو غيرها من المصادر التي تسبب تهيجا للرئتين مرورا بممارسة بعض التمارين التي تساعد على التنفس بشكل جيد، ثم تأتي دور العلاجات والأدوية مثل:

• الأدوية التي تساعد على إذابة البلغم وتقليل كمية المخاط الموجودة بالشعب الهوائية.
• بعض الأدوية أيضا تعمل على توسعة الشعب الهوائية حتى يتثنى إزالة المخاط العالق بها.
• الأدوية المهدئة للسعال الذي هو من أبزر أعراض التهاب القصبات الهوائية.
• المضادات الحيوية لها دور مهم ايضا في علاج تلك الأنواع من الالتهابات الفيروسية.
• أدوية الستيرويد لها دور مهم في تخفيف الاحتقان في القنوات التنفسية.
• وفي حالة وجود صعوبة شديدة في التنفس قد يحتاج المريض إلى العلاج عن طريق تزويده بالأكسجين.
• هناك طريق للوقاية من تلك العدوى لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية القصبات الهوائية وذلك عن طريق أخذ التطعيمات الخاصة مثل تطعيم الانفلونزا ويكون مرة واحدة في العام، بالإضافة إلى تطعيم ذات الرئة والذي يؤخذ كل 5 أو ست سنوات.

علاج تحسس القصبات بالمنزل

هناك العديد من الطرق لعلاج تحسس القصبات الهوائية والتي تتسبب بشكل مباشر في التهاب القصبات الهوائية، حيث توجد بعض النصائح البسيطة التي يمكن باتباعها التغلب على تلك المشكلة باستخدام العلاجات المنزلية ومنها:

• محاولة تخفيف آلام الحلق التي يتسبب بها شدة السعال عن طريق المضمضة بالماء والملح.
• في حالة وجود التهاب بالحلق ينصح باستخدام خليط من عسل النحل وعصير اليمون للمضمضة.
• شرب كميات مناسبة من الماء يعمل على تخفيف سمك المخاط ويقلل من مشاكله المزعجة.
• كما ينصح باستخدام قطرات السعال التي تعمل على ترطيب الحلق وذلك تخفيفا لحدته.
• هناك بعض الأعشاب التي لها دور فعال في علاج أمراض الجهاز التنفسي مثل اليانسون وينصح بتناوله دافئا مرتين يوميا.

 نصائح للتغلب على محفزات الحساسية والتهاب القصبات الهوائية

• من المهم جدا الابتعاد عن أي مصدر معروف تسببه لحساسية القصبات الهوائية.
• إن غسل اليدين يعتبر عامل مهم جدا في منع انتشار أي عدوى فيروسية والتي منها التهاب القصبات الهوائية التي تسببه أنواع مختلفة من الفيروسات.
• استخدام فلتر للهواء يساعد المصاب على استنشاق هواء نقي أكثر مما يخلصه من بعض أسباب تهيج الشعب الهوائية بالرئتين كاستنشاق الهواء الملوث بالأدخنة.
• الامتناع عن التدخين يعتبر أهم الإجراءات التي تساعد على التغلب على محفزات الحساسية، ليس هذا فحسب بل من الضروري أيضا الامتناع عن التواجد في المكان الذي يوجد به المدخنون.
• استخدام المكنسة الكهربائية في سحب الغبار من المفروشات بشكل دائم، حيث يعتبر الغبار الموجود بداخله واحد من محفزات الحساسية.
• كما ينصح بغسل أغطية الشخص المصاب بالماء الساخن وذلك للتخلص من أية فيروسات قد تكون عالقة بها، حتى لا تكون سببا في عودة الحساسية من جديد.
• إذا كانت هناك حيوانات أليفة في المنزل فمن الضروري الحذر من دخولها إلى غرفة المصاب حتى لا تكون عاملا في نشر تلك العدوى الفيروسية.
• من المعروف أن المشروبات الساخنة تساعد بشكل كبير على تخفيف حدة حساسية الصدر.

وخلاصة القول إنه رغم وجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التهاب القصبات الهوائية، إلا أن الأمر لا يستدعى القلق طالما تم الاهتمام بالنصائح العامة للتخفيف من حدته مع تناول الأدوية التي تساعد بشكل كبير على تجاوز تلك الفترة المرهقة والمزعجة على حد سواء.