مقدمة عن الصرع
Epilepsy الصرع يصنف علي أنه اضطراب حاد في الجهاز العصبي ، يتضح في نوبات تحدث للمريض على فترات غير منتظمة ، حيث يقع فيها المريض على الأرض مصحوبا بتقلصات عضلية , وفاقدا وعيه وقبل حدوث النوبة يصاب المريض بعلامات تمهيدية تتكون من أصوات ذاتية أو لحظات من الغثيان ، أما النوبة الحقيقية فتبدأ حين يصبح المريض متصلبا ويقع فاقد الشعور ، وبعد بضع ثوان تبدأ التشنجات في صورة انقباضات للعضلات ، والنوبة النموذجية تستغرق دقائق قليلة يظل المريض فاقدا لشعوره ، بعدها فترة من الزمن بينما بدنه في حالة استرخاء ، وعادة يكون المريض عقب النوبة متعبا ومنهكا.
وقد أمكن إيضاح الأساس العضوي للصرع في السنوات الأخيرة بواسطة الرسم الكهربائي للدماغ حيث يسجل التغيرات التي تحدث في النشاط الكهربائي للدماغ ، والتي تسمى ب ( الموجات الدماغية ) ويختلف الرسم الكهربائي للدماغ لدى مرضي الصرع عن رسم الأسوياء من الناس ، وهو يساعد في تشخيص الصرع ، وشدة الحالة المرضية ، وفي بعض الحالات تحديد الموضع الذي يبدأ منه الاضطراب في الدماغ .
أصل تسمية الصرع
هو مصطلح مشتق من اللفظ الإغريقي ( Epilepsia و Epilab ) ويعني ( يضغط على ، ويهجم على ) وهو مصطلح يدل على تأكيد أشد أعراض المرض ، ولهذا فإن الصرع يشير إلى دلالة الأعراض القوية الشديدة التي تحدث للمريض فتفقده وعيه ، وهو أيضا اسم يطلق على مجموعة من الأمراض العصبية Nervous Diseases ويعرف بمرض السقوط ، ومظهره الأساسي هو التشنج Convulsion ، ونوباته مختلفة الشدة وأيضا مختلفة التكرار
تعريف الصرع
هو مرض يتميز بحدوث نوبات عصبية تشنجية مفاجئة ومتكررة، ينتج عنها تغيرات فيزيائية وكيميائية في خلايا المخ ، تتسبب في حدوث نوبات متكررة من اضطراب السلوك ( الحركي أو الحسي أو النفسي أو اضطراب الوعي ) والمظهر الشائع لهذه النوبات أنها تصطحب بفقد الوعي وتشنجات تصيب الجسم كله
الفرق بين الصرع والهستيريا
هناك فرق بين حالة الصرع وحالة الإغماء الهستيري أو التشنج الهستيري التي تشبه إلى حد كبير حالة الصرع باستثناء أن نوبة الهستيريا لا تصيب المريض إلا في المواقف التي تحقق له فيها كسبا وفائدة شخصية، فالنوبات الهستيرية تصيب المريض في موقف يأمن فيه على نفسه، ويكون عادة بين أفراد لمساعدته ، وهنا يبدو بوضوح ان المريض بالنوبات الهستيرية يستدعيها بإرادة لا شعورية تحقيقا لفوائد مقصودة وهروبا من مواقف ضاغطة انفعاليا ، فيهرب عن طريقها من هذا الضغط
أنواع الصرع
النوبة الكبيرة Grand Mal
وهي التي تسبقها علامات منذرة، ثم يفقد المريض وعيه ، وتتوتر عضلاته ، ثم يتشنج ويضطرب تنفسه وتزرق أطرافه ، ثم يفيق وينام بعد التشنجات مباشرة ، أو قد يصيبه صداع عنيف ، أو نوبات غضب
ومن أهم أعراض الإنذار بحدوث النوبة:
أن يحس بعض الأطفال بتعب مفاجئ من نوع خاص في منطقة القلب، ويشعر البعض بتنميل في طرف العين، أو يتذوق في فمه طعم غريب ، أو يشم رائحة قد تكون كريهة ، وهذه العلامات تكون بمثابة إنذار للمريض ، وتعتبر أعراض الإنذار بقدوم النوبة وقاية للمريض من الإصابات وقت النوبة
ومن أهم مواصفات هذه النوبة :
- تبدأ بأن يصرخ المريض، ثم يفقد الوعي ويسقط على الأرض
- يتبعها تشنج توتري في صورة تقلص في جميع عضلات الجسم، وقد يصبح وجه المريض أزرق، وتستمر هذه الحالة حوالي نصف دقيقة
- يتبع هذه تشنج اهتزازي حيث تحدث فترات تقلص العضلات، تتبعها فترات أخرى قصيرة جدا من الاسترخاء النسبي، ويكون تنفس المريض ذا صوت عالي، وقد يعض لسانه، أو يتبول أو يتبرز بدون شعور، وغالبا يسيل اللعاب من جانب الفم، وتستمر هذه الحالة حوالي دقيقتين
- يتبع ذلك مرحلة الغيبوبة، وهنا يتوقف تقلص العضلات، وقد يفيق المريض جزئيا قبل أن ينام نوما عميقا، وبعد استيقاظه يكون عادة في حالة خلط لفترة ما وقد يحل محل الغيبوبة أو بعدها نوبة هياج واندفاع
- وتعد هذه الحالة الأخيرة من الحالات التي تصيب المريض الصرعي، والتي تحتاج إلى رعاية شديدة، حيث أن المريض في بعض الأحيان يتصرف بدون وعي، ويمشي بدون هدف أو يعتدي على الغير، وقد يرتكب جريمة في هذه الأثناء بدون شعور ويكون خاليا من المسئولية في هذا الوقت
النوبة الصغيرة Petit Mal
وفيها يضطرب وعي المريض لفترة قصيرة ( ثانية أو ثانيتين ) ويتوقف كل نشاطه ، ثم يعاود فورا ، وهو أكثر حدوثا في الأطفال وأثناءها لا يسقط المريض على الأرض ولا تحدث تشنجات أو تقلصات ، ولكنه يصاب بحالة يبدو فيها مذهولا ، كأنه قطع صلته فجأة بما كان يقوم به من نشاط ويشحب لونه ، وتزرق شفتاه ، ويتجه نظره إلى أعلى ، بحيث لا يظهر إلا بياض عينيه ، ويتوقف عما كان يقوم به من أعمال ، ثم يعود إلى ما كان يفعل وكأن شيئا لم يحدث ، ولا يتذكر شيئا مطلقا عما حدث أثناء النوبة وتحدث النوبة الصغرى مرات متعددة ومتكررة في اليوم ، ومع ذلك فلا تؤثر على انتباه المريض إلا في حالات قليلة جدا
نوبات جاكسون Jacksonian Fits
وتتصف بأنها تبدأ في ناحية واحدة من الجسم، من موضع بذاته (زاوية الفم) ثم تنتشر إلى ما يجاورها، ولا يفقد المريض وعيه إلا إذا انتقلت إلى الناحية الأخرى ودلالتها المرضية خطيرة
النوبات الحشوية Visceral Fits
مثل القيء المتكرر، أو التبول الاندفاعي المتكرر ، ويساعد في التشخيص رسام المخ ، واضطراب الوعي المصاحب إن وجد
النوبات الحسية Sensory Fits
مثل الهلوسات المؤقتة المتكررة ، وعادة ما تكون علامات منذرة للنوبة الكبيرة
النوبات النفسية Psychic Fits
وهي نوبات متكررة في أي مجال من مجالات السلوك :
- النوبات الانفعالية (تتكرر نوبات من الخوف أو الغضب أو الاكتئاب لمدة قصيرة)
- النوبات الفكرية (تعاود المريض نوبات اضطراب في الذاكرة أو أفكار قهرية)
- النوبات الحركية (تعرف هذه النوبات باسم النوبات النفسية الحركية وقد تكون حركية لاإرادية بسيطة أو نوبات تجوال )
النوبة المستمرة Status Epilepticus
تعني أي نوبة من النوبات السابقة إذا طالت أو تكررت
أعراض الصرع
- حدوث ارتعاش في الجسم
- الارتباك والخوف والقلق
- التحديق المستمر
- حدوث شد عضلي
- اهتزاز الذراعين او الساقين
- فقدان الوعي
- الصراخ في بداية النوبة
- سيلان اللعاب
- فقدان السيطرة على المثانة
- التعب والإرهاق
- الصداع
- الشعور بالدوار والغثيان
- السقوط بشكل مفاجئ
- بعض الأعراض البصرية مثل رؤية وميض أو ضوء
أسباب الصرع
الوراثة
تلعب دورا هاما في الإصابة بالمرض، وفي تحديد نوعه، ومدى تأثيره على المريض ونسبة الوراثة في الصرع قليلة ، أو أنها تتراوح بين ( 2 – 2.5 % ) ويحدث الصرع في الأطفال بنسبة أكبر
الأسباب العضوية
مثل : حدوث تلف موضعي في المخ ( نتيجة للالتهاب أو الأورام أو التليف أو الإصابات وخاصة عند الولادة ، أو كسور الجمجمة ) ، أمراض عامة ( مثل الحمى والتسمم البولي أو الفشل الكلوي أو الكبدي ) ، اضطرابات التمثيل الغذائي ( مثل التسمم المائي ونقص السكر في الدم ) ، اضطراب الغدد الصماء ( مثل إفراز الغدد حول الدرقية الزائد )
أسباب أخري
تحدث نتيجة لتصرفات معينة أو سلوكيات يقوم بها الإنسان قد تؤدى إلى حدوث الإصابة بالصرع ومنها تعرض الإنسان إلى حالة تسمم ناتجة عن تلوث الطعام أو تلوث في خلايا الجسم
الإدمان
ان الإفراط في شرب الكحوليات وتعاطي المواد المخدرة يعمل على حدوث نوبات الصرع بطريقة متكررة
علاج الصرع
نظرا لأن نوبة الصرع قد تفاجئ المريض في أي وقت دون سابق توقع، فإن المريض ينصح دائما بأن يرافقه شخص باستمرار، وان علاج مريض الصرع يحتاج إلى وقت طويل، لذلك ينبغي أن يكون هناك اتصال مستمر بين الطبيب والمريض، وبصفة منتظمة وينبغي أن تنظم حياة المريض ، مع توافر الوقت الكاف من ساعات النوم ، وتجنب الأعمال والمواقف التي يتعرض فيها المريض للخطر ، مع ضرورة الالتزام بتعاطي الدواء بصفة منتظمة ومستمرة حسب إرشاد الطبيب المعالج
ومن أهم طرق العلاج :
العلاج الدوائي
الغرض من استخدام الأدوية المضادة للصرع ليس فقط توقف النوبات، ولكن مساعدة المريض أيضا على التأهيل الاجتماعي، وعلى القدرة أن يعيش حياة طبيعية ، وينبغي على المريض أن يخبر الطبيب المعالج بأي أعراض جانبية عند ظهورها ( كالخمول ، بطء الإدراك ، النعاس ، صعوبة التركيز ) وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب المعالج إلى تغيير نوع الدواء ، أو تخفيض الجرعة
العلاج الغذائي
ينصح بوصف الغذاء الذي يحتوي على زيوت، ودهنيات بكثرة، و كربوهيدرات، وبروتينات بقلة، وذلك لأن تكون مادة الكيتون KETONE الناتجة عن احتراق غير كامل للدهون لها تأثير مهدئ على الخلايا العصبية ولاسيما في الأطفال
العلاج النفسي
مساعدة المريض والأسرة على تقبل الوضع، ومعرفة حقيقة المرض وأسبابه وعلاجه، وأهمية المواظبة الدقيقة في العلاج، وكذلك إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن مشاكلهم سواء في المدرسة أو في الأسرة ومساعدتهم نفسيا
العلاج الجراحي
يتم اللجوء إليه فقط في حالات الصرع المتسببة عن ورم بالمخ، أو جلطات بالمخ، أو وجود ألياف في المخ
اترك تعليقاً