Schizophrenia الفصام مصطلح طبي نفسي واسع الانتشار , ولا شك أنه من أخطر الأمراض النفسية التي تؤثر علي الانسان , ومن أهم خصائصه الانفصام عن الواقع الخارجي , فالمريض يعيش في عالم خاص بعيدا عن الواقع وكأنه في حلم مستمر , كذلك يدفع الشخص المصاب به إلي تفسير الواقع بشكل غير طبيعيّ وبعيدا عن المألوف ، وقد يؤدي أحيانا إلي الهلوسة والأوهام والتفكير المضطرب والسلوك الخاطىء وهو ما يؤدي بدوره إلي عرقلة أداء الوظائف الحياتية.
وخلافاً للاعتقاد الشائع فإنَّ الفصام ليسَ انفصام الشخصية أو تعدد الشخصيات فان كلمة ( الفصام ) تعني انقسام العقل وتُشير إلى اختلال توازن التفكير فلا يستطيع الشخص المصاب به التفريق بين الواقع وبين الخيال وقد يحدث أحيانا أن يفقد المريض ارتباطه بالواقع.
أنواع الفصام
الفصام البسيط
يتميز بأعراض الانسحاب والبعد عن الواقع , حالات الكسل الدائم , التبلد الانفعالي , التبلد العاطفي والوجداني .
الفصام المبكر (الهيبفريني أو الخامل )
يختلف عن النوع البسيط في أنه يكون حادا في بداياته ومن أهم أعراضه التوحد الكوني وله شكلان ( تصلبي , هياجي ) .
الفصام الكتاتوني أو الحركي (التخشبي أو التصلبي)
يكون مصحوبا باتخاذ المريض أوضاع جسمية محددة ثابتة وجامدة منها ما يسمي ( الذهول التخشبي ) وفيه يكف المريض عن الكلام ولا يجيب علي الأسئلة التي توجه إليه وربما يردد ألفاظ غير مفهومة .
الفصام الهذائي (البارانوي)
تتضح فيه أعراض الهذاء المختلفة كالشعور بالاضطهاد أو العظمة , فتطارد المريض أفكار وهمية بأن الاخرين يكيدون له ويسميهم الحاسدين أو الكارهين .
الفصام الانفعالي
ويتميز بوجود مزيج من أعراض الفصام وأعراض الهوس أو الاكتئاب بمعني أنه لا يعني مجرد تذبذب العواطف بين فترات الهوس والاكتئاب وإنما وجود هذه الأعراض كجزء لا يتجزأ من أعراض الفصام .
الفصام الحاد
أعراضه حادة وفجائية الظهور وقد يشفي منه المريض تماما وربما في غضون بضعة أسابيع أو قد ينتكس .
الفصام المزمن
يمر فيه المريض بعدة مراحل يتقدم فيها حتي يزمن إذا لم يعالج بشكل سليم منذ البداية .
أسباب الفصام
العوامل الوراثية
تلعب دورا هاما في نشأة هذا المرض حيث أنه حوالي ( 50% : 60% ) من عائلات الفصاميين لديهم تاريخ إيجابي للمرض العقلي , ولوحظ أن التوائم المتماثلة تصاب بنسبة ( 60% : 80% ) بالفصام إذا أصيب أحدهما .
العوامل الفسيولوجية
مثل التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي والنضج والحمل والولادة وسن القعود وما يصاحب ذلك من توتر وقلق وإخفاق المريض ذي الشخصية الفصامية في مجابهتها .
العوامل الكيميائية الحيوية
كالأعراض السلوكية الناتجة عن تناول عقار الهلوسة ( L.S.D ) حيث تشبه إلي حد كبير أعراض الفصام .
خلل الجهاز العصبي
نتيجة للأمراض والتغيرات العصبية المرضية والجروح والحوادث أو خلل في موجات المخ الكهربائية .
الأسباب النفسية
مثل العجز عن تقبل الواقع , الانطواء , الاستغراق في أحلام اليقظة .
أعراض الفصام
- البعد عن الواقع والاستغراق في الذات .
- البلادة الانفعالية وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الانفعالي .
- فقدان الاهتمام بالمظهر الخارجي .
- الهذيانات : هذاء الاضطهاد وهذاء العظمة وتوهم المرض .
- الهلوسات : الهلوسات السمعية والبصرية والشمية واللمسية والذوقية والهلوسات الجنسية وتعد الهلوسة السمعية أكثر أنواع الهلوسة شيوعا .
- اضطراب التفكير : يتمثل في اضطراب محتوي التفكير , اضطراب ترابط التفكير , اضطراب التعبير عن التفكير , اضطراب الذاكرة .
- اضطراب الكلام : يتمثل في عدم منطقيته , عدم تماسكه , الإجابات النمطية غير المتعلقة بالموضوع , ابتداع كلمات جديدة .
- اضطراب الإرادة : يتمثل في ضعفها , التردد , التناقض , عدم القدرة علي اتخاذ القرارات , القابلية للإيحاء .
- اضطراب السلوك الجنسي : الاستعراض الجنسي , جماع المحارم , البغاء .
- اللزمات الحركية : خاصة حركات الوجه واليدين والرجلين والأوضاع الجسمية الغريبة الشاذة التي قد تستمر لفترات طويلة .
علاج الفصام
ليس من الضروري وضع جميع المفحوصين في مستشفيات الأمراض العقلية، ويمكن علاج معظم الحالات المبكرة كمرضي عاديين، ولا يودع المريض في المستشفي إلا في حالات الفصام الحاد أو المزمن , أو في حالة ما إذا كان المريض يمثل خطرا علي نفسه وعلي الاخرين , كذلك في حالة عدم استبصار المريض بحالته ورفضه للعلاج , وان علاجه عملية طويلة وتحتاج إلي كثير من الحنكة والصبر والاهتمام بالعلاقة العلاجية والرعاية التمريضية المستمرة .
العلاج الطبي الكيميائي
ويشمل علاج الرجفة الكهربائية وخاصة في حالات الفصام الهذائي والفصام الحركي , كذلك العلاج بالمهدئات للتغلب علي الهلوسات والتحكم في التهيج مثل ( فينوثيازين , ستيلازين , كلوربرومازين ) وتختلف في عمقها وفاعليتها من عقار لأخر , ولوحظ أن هذه العقاقير لها مفعول ناجح كلما كان الفصام نشطا , ولذلك فهي أنجح في الحالات الحادة .
علاج الصدمات الكهربائية
يستخدم هذا العلاج عادة مع العلاج الطبي الكيميائي , ونتائجه تكون أصلح ما تكون في الحالات الحادة والمصحوبة باضطراب في العاطفة وخاصة حالات الفصام الكتاتوني الانسحابي و الفصام البارانوي المصحوب بفيض عاطفي مع الضلالات , وكذلك أثناء خطة العلاج الطويلة بالعقاقير والتأهيل معا .
العلاج بالعمل
قد يكون الهدف منه استعادة المريض لفاعليته وعدم تركه لخيالاته وسلبياته واستعادة ثقته بنفسه , أو قد يكون جزء لا يتجزأ من علاج الوسط والعلاج السلوكي فيتعرف فيه المريض علي جسده ويكسر خموله وعاداته السلبية .
العلاج النفسي
يهدف إلي تنمية الجزء السليم من الشخصية , وإعادة تنظيم الشخصية والتعلم, والاهتمام بإزالة أسباب المرض وشرحها وتفسيرها, وإشباع حاجات المريض , وتخفيف القلق لديه , وإعادة ثقته بنفسه .
العلاج الاجتماعي
يهدف إلي تجنب الانسحاب والعزلة مع الاهتمام بإعادة التطبيع الاجتماعي , وإعادة التعلم الاجتماعي , والاهتمام بالنشاط الاجتماعي والرياضة والترفيه والموسيقي لربط المريض بالواقع .
العلاج الجراحي النفسي
يتم فيه قطع بعض الدوائر العصبية التي تساهم في توصيل وإثارة الانفعالات المرضية , ولا يستعمل إلا في الحالات المزمنة , أو عندما تفشل كل الوسائل العلاجية الأخري , أو بعد مضي ثلاث سنوات علي الأقل .
اترك تعليقاً