الصداع النصفي Migraine كلمة يرجع أصلها الى اللغة اليونانية (Hemicrania) وهي تعني نصف الجمجمة، وهو مرض مزمن عادة ما يصيب نصف الرأس مصحوبا بأعراض جسدية ونفسية أيضا.
ويعتبر هذا النوع من الصداع ثالث أكثر الأمراض شيوعا حول العالم. حيث أن أكثر المصابين به تتراوح أعمارهم ما بين 25 و55 عاما. إلا أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي مقارنة بالرجال. 12% من الأشخاص يصابوا بهذا المرض.
أنواع الصداع النصفي
ينقسم إلى نوعين:
الذى يرافقه ظهور الهالة (Migraine with aura)
تعرف الهالة على أنها مجموعة من الأعراض العصبية التي غالبا ما تسبق الصداع وقد تستمر أثناؤه، 25% من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي يصابوا بهذا النوع، لابد من إصابة المريض بنوبتين تتصفان بالخصائص التالية:
عودة الانسان إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء الهالة
تتمثل النوبة في الأعراض التالية :
- اضرابات الرؤية وهي الأكثر شيوعا.
- مشاكل في الحركة قد تستمر 72ساعة.
- مشاكل الحديث والكلام .
- اضطرابات الإحساس بالجسم أو الوجه أو اللسان كالإحساس بالخدران أو الشعور بالدوخة.
ظهور الهالة التي تتميز بشرطين على الأقل مما يأتي:
- ظهور العرض الواحد من 5دقائق إلى ساعة واذا ظهر ثلاثة أعراض فإن الهالة تستمر لمدة 3ساعات.
- ظهور عرض واحد على الأقل في جهة واحدة من الرأس أو الجسم مثل إضرابات الحديث ومشاكل النظر.
- قد تظهر الهالة قبل الصداع أو مع الصداع في الوقت نفسه.
ضرورة التأكد من أن الصداع ليس بسبب أي أمراض أخرى كالسكتة الدماغية.
بدون هالة (Migraine without aura)
هو أكثر الأنواع انتشاراً حيث أن 66% من نوبات الصداع النصفي هي من هذا النوع. وكان يسمى بالشقيقة الكلاسيكية ولكن الجمعية الدولية للصداع (International headache society ) عرفته بالصداع النصفي وفقاً للخصائص التالية:
- استمرار الصداع من 4 ساعات الى 72 ساعة.
- إصابة المريض بخمس نوبات نموذجية مميزة في حياته.
- معاناة المريض من الغثيان أو القيء ،أو الحساسية للضوء أو الضوضاء خلال النوبة
يتمثل الألم على الأقل في:
- تعاظم الألم عند ممارسة المجهود الجسماني
- تجمع الألم في جانب واحد
- يبدأ الألم معتدلاً ليصبح حاد.
أسباب الصداع النصفي
مازال سبب الصداع النصفي مجهولاً ولكن للتأثير العائلي دور كبير في حدوثه حيث أن معظم من يعانون من هذا الصداع لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون من هذا المرض.
وهناك بعض المحفزات التي تؤدي إلى حدوث نوبات الصداع ومنها:
أسباب جسدية
كالشعور بالإرهاق وعدم أخذ القسط الكافي من النوم. هبوط السكر في الدم. شد عضلات في الرقبة أو الكتف.
تغيرات هرمونية
كالتغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية لدى السيدات. وأثناء فترة الحمل أو عند تناول حبوب منع الحمل.
تغيرات عاطفية
كالتوتر والإكتئاب والقلق وبعض المشاعر القوية.
تعاطي الأدوية
بعض الأدوية قد تساعد على حدوث نوبات الصداع النصفي، كالأدوية التي تحتوى على الاستروجين والبروجسترون والعلاج الهرموني البديل.
محفزات لها علاقة بالأطعمة
بعض الأطعمة تؤدي إلى حدوث نوبات الصداع النصفي، مثل الشوكولاتة والجن والحمضيات, الكحوليات , الكافيين, ومن الممكن حدوث الصداع النصفي بعدم الإنتظام في تناول الطعام أو المعاناة من الجفاف بسبب قلة السوائل في الجسم.
محفزات لها علاقة بالبيئة
قد تؤدي تغيرات درجات الحرارة إلى حدوث نوبات الصداع النصفي، وأيضا التدخين السلبي، والروائح القوية.
علاج الصداع النصفي
قبل البحث عن العلاج لابد أولا من معرفة أسباب الصداع وعدد مرات حدوثه وشدتها، وهل هناك أمراض أخرى مصاحبة المريض. فالمعرفة بحالة المريض تساعد في إختيار العلاج المناسب له. يأخذ العلاج عدة أشكال مختلفة منها:
علاج سلوكي لمنع النوبات
- تناول الوجبات الغذائية المنتظمة.
- النوم المنتظم
- عدم المبالغة في الاجهاد الجسماني
- اجتناب المأكولات التي تحتوي على كافيين.
أدوية لمنع نوبات الصداع: قدمت الأبحاث العلمية بعض الأدوية كمانعة لنوبات الصداع النصفى، مثل: *الادوية المحصّرة لمستقبلات بيتا (Beta-blokers) كالميتوبرولو (Metoprolol)، propranolol، timolol). *مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات كالأميتريبتيلين (Amitriptyline) وفينلافاكسين(venlafaxine) .
العلاج بالأعشاب
الزنجبيل
وفقا للبحوث فإن مسحوق الزنجبيل يقلل من مدة الصداع وشدته , حيث أنه يحد من الغثيان الناتج من الصداع في بعض الحالات.
زيت اللافندر
أجريت الأبحاث على بعض الأشخاص الذين قاموا باستنشاق زيت اللافندر خلال نوبة الصداع لمدة 15 دقيقة وجدوا أنهم شعروا بارتياح سريع, ويمكن استنشاق الزيت أو تخفيفه ووضعه على الجبين أو موضع الألم.
زيت النعناع
أثبتت الدراسات أن وضع المنثول الموجود في زيت النعناع على الجبين أكثر فاعلية في تخفيف الألم من الدواء الوهمي.
العلاج بالطرق الطبيعية الأخرى
ممارسة اليوجا
تقوم ممارسة اليوجا على التنفس والتأمل مما يساهم في الحد من التوتر والقلق المسببان للصداع النصفي.
تجنب الأطعمة المحفزة لنوبات الصداع النصفي، كاللحوم الباردة المصنعة، الأطعمة التي تحتوي على محسنات النكهة جلوتومات أحادى الصوديوم، بعض منتجات الألبان كالزبادي والكريمة الحامضة، الأطعمة المخللة والمثلجات والايس كريم، الكحوليات.
العلاج بالوخز
هو علاج بديل للأشخاص الذين يعانون من الصداع وأمراض أخرى ويتم من خلال الضغط بالأصابع واليدين على نقاط معينة من الجسم لتخفيف الألم كما يساعد على تخفيف الغثيان المرتبط بالصداع النصفي.
نصائح لتجنب الإصابة بالصداع النصفي
تجنب حساسية الأطعمة
عادةً ما ينتج الصداع النصفي من بعض الأطعمة المحفزة، لذا لابد من معرفة تلك الأطعمة والذهاب للطبيب المختص للفحص على إذا ما كنا نعاني من أي نوع من أنواع الحساسية لدى بعض الأطعمة.
فيتامين ب 2
يعتبر فيتامين ب 2 من الفيتامينات التي تقلل من حدوث الإصابة بالصداع. و يجب التنويه أنه يستخدم قبل الإصابة بالصداع النصفي وليس أثناء المرض. هناك بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب 2 مثل : الجبن القريش، الحليب ، البيض ، السبانخ ، جبن الفيتا ، السلمون ، الفطر ، لحم البقر ، التفاح.
أوميجا 3
أوميغا3 يعتبر من أهم الفيتامينات للجسم بشكل عام والدماغ بشكل خاص. حيث أنه يعمل على حماية خلايا الدماغ، والحد من الالتهابات، والذى يقوم بدوره في تقليل الإصابة بالصداع النصفي.
التمارين
أجريت تجربة حديثة في جامعة غوتنبرغ السويدية على فريقين من الأشخاص وجدوا أن الفريق الذي استخدم تمارين رياضة الدراجة لمدة 40 دقيقة خلال ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة 3 أشهر أقل عرضة للإصابة بالمرض من الفريق الآخر الذي يتناول أدوية الوقاية من الصداع النصفي، بالإضافة إلى الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
المغنيسيوم
يعمل المغنيسيوم على استرخاء العضلات في الجسم و الدماغ ، وبالتالي فإن قلة المغنيسيوم في الجسم تؤدي إلى احتمالية الإصابة بالصداع. هناك أطعمة غنية بالمغنيسيوم كالسبانخ ،سمك السلمون ، الفاصوليا السوداء ، السلق السويسري.
الصداع النصفي عند الأطفال
عادةً ما يرتبط الإصابة بالصداع النصفي لدى الأذهان بالبالغين فقط ولكنه يحدث أحيانا عند الأطفال. ولكن نادر حدوثه في العمر دون العامين. يصاب الأطفال به كالبالغين ولكن باختلاف أسباب حدوثه و أعراضه.
الأسباب
غالباً ما يكون النقص المؤقت في الناقل العصبي (السيروتونين) في الدماغ سبباً في الإصاب بالصداع النصفي لدى الأطفال، كما أن هناك بعض الأطعمة المحفزة كالسكر، الجبنة ، الشوكولاتة ، المحار ، الجوز.
الأعراض
تختلف الأعراض باختلاف المرحلة العمرية للطفل حيث أن:
الأطفال ما قبل سن المدرسة
- ألم في البطن.
- القيء.
- النعاس.
- البكاء الشديد نتيجة الألم.
الأطفال من سن 5:10 سنوات
- الغثيان.
- النعاس .
- التشنج البطني.
- الحساسية من الصوت و الضوء .
العلاج
من الممكن معالجة الصداع لدى طفلك في المنزل من خلال خفض الضوضاء من حوله ، الانتظام في تناول الوجبات ، مساعدته على الاسترخاء و الحد من التوتر ، تجنب الأطعمة المحفزة للصداع النصفي . اذا اشتد الألم أو تكررت حدوث نوبات الصداع يجب التوجه إلى الطبيب المختص للفحص الطبي.
الصداع النصفي والوراثة
قد يتساءل البعض هل هو مرض وراثي أم نتيجة ظواهر وعوارض خارجية. أثبتت الدراسات أن للجانب الوراثي دور في الإصابة بالصداع النصفي، فإذا كان أحد الأبوين يعاني من هذا المرض فمن المحتمل انتقاله إلى الطفل بالوراثة. احتمالية إصابة الطفل الذي يعاني أحد والديه من الصداع النصفي 50٪ ، بينما تتزايد هذه النسبة إلى 75٪ إذا كان كلا الوالدين يحملان هذا المرض.
خطورة الصداع النصفي
لا يجب الإستهانة بهذا النوع من الصداع فقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، وتم البحث في بيانات عائدة لأكثر من 110 آلاف حالة مصابة بالصداع النصفي حيث وجد الأطباء أن 18 ألفاً من الذين أصيبوا بنوبات قلبية كانوا يعانون من هذا المرض.
قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالإكتاب أو الجلطات الدماغية. مرضى هذا النوع من الصداع مهددين بنسبة 50٪ للتعرض إلى أمراض القلب والأوعية الدموية مما يؤدى إلى حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية تؤدي للموت.
اترك تعليقاً