حساسية العين مشكلة يعاني منها بعض الأشخاص خاصةً مع بداية فصلي الربيع والصيف، وحساسية العين عبارة عن استجابة مناعية عكسية تحدث عند تلامس العين مع مادة مهيجة، والتي تسمى بالمادة المسببة للحساسية كحبوب اللقاح، الأتربة، أو الدخان، فجهاز المناعة يدافع عن الجسم بطريقة طبيعية ضد الأجسام الغريبة الضارة، كالفيروسات والبكتيريا؛ حتى يحمى الجسم من الإصابة بالأمراض، ورغم ذلك فإنه في حالة إصابة الشخص بحساسية العين، يخطئ جهاز المناعة في مهاجمة المادة المسببة للحساسية، وهذا يؤدي إلى قيام جهاز المناعة بخلق المواد الكيميائية التي تحارب المادة المسببة للحساسية، حتى وإن لم تكن مضرة، وهذا يتسبب في حدوث الكثير من الأعراض المزعجة، كالحكة والاحمرار وزيادة إفراز الدموع، ومن الممكن أيضًا أن ترتبط الإصابة بحساسية العين لدى بعض الأشخاص بالأكزيما، والربو.
أنواع حساسية العين
إن حساسية العين يمكن أن يتم تقسيمها إلى عدة أنواع مختلفة، ومنها
التهاب الملتحمة وجلد العين
إن هذا النوع يكون له علاقة غالبًا باستخدام بعض أنواع قطرات العين أو مستحضرات التجميل، أو أحد المواد الكيميائية الأخرى التي من الممكن أن ينتج عنها حدوث تهيج للعين، وقد يستغرق الأمر مدة تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام تقريبًا حتى تظهر الأعراض بعد التعرض للمادة التي تسببت في حدوث التحسس.
التهاب الملتحمة التحسسي الموسمي
وهو عبارة عن الحساسية التي يتسبب في الإصابة بها تعرض الشخص لبعض المثيرات الموسمية كغبار الطلع، ويعتبر هذا النوع من أكثر أنواع حساسية العين انتشارًا في البلاد ذات الطقس البارد، وغالبًا يصاحب هذا النوع أعراض حساسية الأنف، مثل سيلان الأنف، واحتقانه، وقد يُسمى أيضًا بحمى القش، ومن الملاحظ أن هذا النوع تزيد أعراضه خلال فصلي الربيع والصيف.
التهاب الملتحمة الدائم
إن هذا النوع من حساسية العين يحدث طوال العام، بسبب التعرض لبعض أنواع مسببات الحساسية مثل عث الغبار، شعر ووبر الحيوانات، وريش الطيور، ويفضل عث الغبار البيئة الرطبة والدافئة، ويعيش على الجلد الميت الذي يسقط من الإنسان بطريقة طبيعية، ومن الممكن أن يصاحب هذا النوع من حساسية العين بعض أعراض حساسية الأنف، وحدوث ضيق في الشعب الهوائية كالتي تنتج من الإصابة بمرض الربو.
التهاب الملتحمة الحليمي العملاق
إن هذا النوع من حساسية العين يرتبط غالبًا بارتداء العدسات اللاصقة، حيث أن عدم الالتزام بتعليمات وإجراءات النظافة عند التعامل مع العدسات اللاصقة من الممكن أن يزيد احتمالية الإصابة بالتهاب الملتحمة بسبب التعرض للعدوى.
الفرق بين حساسية العين واحمرار العين
إن مقلة العين يغطيها غشاء رقيق يسمى الملتحمة، ومن الممكن أن يحدث التهاب الملتحمة عندما تصبح ملتهبة أو متهيجة، ويسمى التهاب الملتحمة باحمرار العين، ويتسبب في حدوث احمرار وتدميع وحكة للعينين؛ وبالرغم من أن احمرار العين وحساسية العين لهما أعراض متشابهة، لكنهما حالتان مميزتان؛ وتحدث حساسية العين بسبب رد فعل مناعي عكسي بسبب بعض المواد، كالغبار أو حبوب اللقاح، ولكن احمرار العين يحدث بسبب حساسية العين بالإضافة إلى عوامل أخرى، والتي تتضمن:
- العدسات اللاصقة.
- المواد الكيميائية.
- العدوى البكتيرية.
- الفيروسات.
وعادةً يتسبب احمرار العين الذي ينتج عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية في حدوث تراكم إفرازات كثيفة في العين أثناء الليل، وتعتبر هذه الحالة معدية بدرجة كبيرة، على عكس حساسية العين فهي ليست معدية.
أعراض حساسية العين
- الشعور بالحكة.
- الشعور بوجود أجسام غريبة في العين.
- الشعور بجفاف في العين.
- حدوث تقشر حول العينين.
- إصابة الملتحمة باحمرار وتورم، والملتحمة عبارة عن غشاء رقيق يغطي سطح الجفون الداخلي والجزء الأمامي من صلبة العين.
- إفراز الدموع بشكل زائد.
- الإصابة بالصداع النصفي.
- حدوث زيادة في الإفرازات المخاطية.
- تورم أو انتفاخ الجفون، خاصة في الصباح.
وقد تحدث الإصابة بالحساسية لكلا العينين أوعين واحدة فقط، ومن الممكن أن يصاحب الأعراض السابقة حدوث سيلان في الأنف، أو الإصابة بالعطس، أو الاحتقان.
أسباب حساسية العين
إن حساسية العين تحدث بسبب رد فعل مناعي عكسي لبعض المواد التي تتسبب في الإصابة بالحساسية، مثل:
- حبوب اللقاح من المزروعات، والأشجار، والحشائش، وتنتشر بصورة كبيرة في فصل الربيع.
- الرياح التي تحمل الأتربة والغبار.
- الأشياء التي تلوث الهواء كعوادم السيارات وغيرها من الملوثات.
- وأيضًا من الممكن أن تكون أشعة الشمس خاصةً الأشعة فوق البنفسجية، وارتفاع درجات الحرارة خاصةً في فصل الصيف سبب للإصابة بحساسية العين.
فجهاز المناعة يقوم بصورة طبيعية بتعزيز التغيرات الكيميائية التي تحدث في الجسم، والتي تساعد على محاربة الأجسام الغريبة الضارة كالفيروسات والبكتيريا، ولكن بالنسبة للمصابين بحساسية العين فإن جهاز المناعة يخطئ في تحديد المواد المسببة للحساسية الغير ضارة كأجسام خطيرة، وبالتالي يبدأ في محاربتها، وعندما تتلامس العين مع المواد التي تسبب الحساسية يتم إطلاق مادة تعرف بالهستامين، وتتسبب هذه المادة في حدوث العديد من الأعراض كالشعور بالحكة وإفراز الدموع، ويمكن أن تتسبب أيضًا في حدوث سيلان الأنف والعطس والسعال، وتحدث الإصابة بحساسية العين في أي وقت من السنة، ولكنها منتشرة بصورة أكبر في الربيع والصيف والخريف، عندما تكون الأشجار والنباتات والأعشاب في طور الإزهار، ومن الممكن أيضًا أن يصاب الشخص بأعراض حساسية العين بسبب حساسية الطعام.
تشخيص حساسية العين
إن تشخيص حساسية العين من الأفضل أن يقوم إجراؤه أخصائي حساسية، أو متخصص في تشخيص وعلاج الحساسية، ويجب أن يقوم المريض بالذهاب لأخصائي حساسية بشكل خاص إذا كان يعاني من أعراض أخرى لها علاقة بالحساسية، كالربو أو الأكزيما؛ وفي البداية يقوم الأخصائي بسؤال المريض عن تاريخه الطبي والأعراض التي يعاني منها، ومتى بدأت، وما هي مدة استمرارها؛ وبعد ذلك يقوم بإجراء اختبار حتى يتمكن من تحديد السبب الكامن للأعراض، وهذا الاختبار هو:
● اختبار وخز الجلد
ويشتمل هذا الاختبار على إدخال كميات صغيرة من المواد المحتملة من المواد التي تتسبب في الإصابة بالحساسية، لملاحظة حدوث رد فعل عكسي، حيث أن النتوء المنتفخ ذا اللون الأحمر يدل على وجود رد فعل تحسسي، وهذا الأمر يساعد أخصائي الحساسية على تحديد المواد المسببة للحساسية التي يكون المريض أكثر حساسية تجاهها، وهذا يساعد في تحديد أفضل علاج لحالة المريض.
علاج حساسية العين
إن تجنب التعرض للمواد المسببة لحساسية العين يعتبر أفضل طريقة للعلاج، ولكن ذلك لا يعتبر ممكنًا بشكل دائم، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من الحساسية الموسمية، ومن الجيد وجود علاجات مختلفة عديدة يمكنها أن تساعد على تخفيف أعراض حساسية العين، وتتضمن هذه العلاجات:
قطرات العين
هناك العديد من أنواع قطرات العين المختلفة التي تستخدم لعلاج حساسية العين، والتي يمكن استخدامها بدون وصفة طبية، أو التي يتم استخدامها بوصفة طبية؛ وتحتوي قطرات العين التي يتم وصفها لحساسية العين بصورة متكررة على هيدروكلوريد أولوباتادين، وهو أحد المكونات التي يمكن أن تقلل الأعراض المرتبطة برد الفعل التحسسي بشكل فعال، ومن قطرات العين التي يمكن استخدامها بدون وصفة طبية مثل قطرات التزليق للعين كالدموع الاصطناعية، والتي من الممكن أن تساعد على غسل العين من المواد التي تسببت في الإصابة بالحساسية، ويوجد أيضًا قطرات عين أخرى تحتوي على مضاد الهستامين، أو الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب؛ وهناك بعض قطرات العين التي يجب أن يتم استخدامها يوميًا، وهناك أنواع يمكن استخدامها عند الحاجة لتخفيف الأعراض؛ ومن الممكن أن يؤدي استخدام قطرات العين في البداية إلى الشعور بالحرقة أو الوخز، وعادةً ينتهي ذلك في خلال بضعة دقائق، وقد تتسبب بعض قطرات العين في حدوث بعض الآثار الجانبية كتهيج العين.
الأدوية
حيث أن بعض الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم من الممكن أن تساعد على تخفيف حساسية العين، خاصةً إذا كان المريض يعاني من أعراض الحساسية الأخرى، وتتضمن هذه الأدوية:
مضادات الهستامين
مثل لوراتادين، وديفينهيدرامين.
مضادات الاحتقان
مثل سودوإفدرين، وأوكسي ميتازولين.
الستيرويدات
مثل بريدنيزون.
جرعات الحساسية
حيث أنه من الممكن أن تتم التوصية بأخذ جرعات الحساسية إذا لم تساعد الأدوية في تحسين الأعراض، حيث أن جرعات الحساسية تعمل على تعديل استجابة الجسم للمادة المسببة للحساسية، وهذا يساعد على تخفيف شدة ردود الفعل التحسسية، وتعتبر جرعات الحساسية شكل من أشكال العلاج المناعي الذي يشتمل على سلسلة من الحقن للمواد التي تتسبب في الإصابة بالحساسية، وتتم زيادة كمية المادة المسببة للحساسية في الجرعة بمعدل ثابت بمرور الوقت.
العلاجات الطبيعية
إن هناك الكثير من طرق العلاج الطبيعية التي تم استخدامها لعلاج حساسية العين وكانت درجات نجاحها متفاوتة، ولكن من المهم أن يتأكد المريض من الطبيب بخصوص فعالية وسلامة هذه الطرق قبل استخدامها، ومن هذه الطرق:
- البصل والصبار.
- وضع قطعة قماش رطبة باردة على العين.
- وضع قطعة قماش باردة فوق العيون إذا كانت مغلقة عدة مرات يوميًا، حيث أن ذلك يمكن أن يساعد على تخفيف جفاف وتهيج العين، ولكن هذه الطريقة لا تعالج السبب الكامن لحساسية العين بشكل مباشر.
علاج حساسية العين عند الأطفال
إن علاج حساسية العين بالنسبة للأطفال يمكن أن يتم بالطرق التالية:
الطرق المنزلية
إزالة المادة المسببة للحساسية
حيث أن إزالة المادة المسببة للحساسية يمكن أن يكون علاج لحساسية العين، وتعتبر إزالة مسببات الحساسية هي أول جزء من علاجها؛ ويمكن أن يتضمن هذا الأمر عدة أشياء، كغسل الوجه بشكل متكرر وارتداء قبعة عند التواجد خارج المنزل أثناء موسم الحساسية.
الكمادات الباردة
حيث أن هذا الأمر يمكنه أن يهدئ الأعراض التي يعاني منها المصاب.
الأدوية
إن الطبيب قد ينصح أيضًا باستخدام أحد الأدوية التالية أو مجموعة منها، والتي تتضمن:
مضادات الهيستامين
حيث أن حساسية العين يمكن أن تختفي إذا تم استخدام مضادات الهستامين في العلاج.
مضادات الهيستامين العينية الموضعية
إن هذه الأدوية تقلل الحكة والاحمرار والتورم والحكة عن طريق تأثيرها على الهستامين، والهستامين هو المادة الكيميائية التي تحدث بسببها أعراض الحساسية، وهذه الأدوية يمكن استخدامها بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية.
مثبتات الخلايا البدينة
إن مثبتات الخلايا البدنية والتي من أمثلتها كرومولين، تعمل عن طريق منع الخلايا المتخصصة من إطلاق الهستامين، ويعمل هذا الدواء بطريقة أفضل عند البدء باستخدامه قبل ظهور الأعراض.
قطرات العين
إن المصابين بالتهاب الملتحمة التحسسي لا تفرز عيونهم دموعًا كافية في كثير من الأوقات، وهذا يجعل الأعراض أسوأ، ولذلك يمكن استخدام قطرات العين المرطبة كل ساعة إذا تطلب الأمر.
مزيل الاحتقان البصري الموضعي
حيث أن هذا الدواء يقلل الاحمرار عن طريق تقييد الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في العين، ولكن ليس من الجيد استخدامها على المدى الطويل، حيث إن استخدامها هذه لمدة أكثر من بضعة أيام من الممكن أن ينتج عنه حدوث تفاقم للأعراض.
الستيرويد
إن الستيرويد يستخدم في علاج حساسية العين عند الأطفال إذا لم تنجح الأدوية الأخرى في علاجها، فمن الممكن أن يصف الطبيب قطرات العين الستيرويدية حتى تساعد على تخفيف أعراض التهاب الملتحمة، ولكن من الضروري أن يتم استخدامها بإشراف الطبيب لأنها من الممكن أن تتسبب في حدوث ارتفاع ضغط العين، وهذا يمكن أن ينتج عنه تلف البصر؛ ومن الممكن أيضًا أن يتسبب استخدام هذه القطرات في زيادة خطر الإصابة بإعتام وتلف عدسة العين التي قد تؤدي إلى ضعف الرؤية؛ ومن المهم أيضًا أن يبحث الطبيب عن التهابات العين الفيروسية قبل استخدام المنشطات العينية، ومن أمثلة التهابات العين الفيروسية الهربس.
العلاج المناعي
حيث أنه يمكن أن تكون حقن الحساسية وسيلة فعالة يمكن استخدامها لعلاج حساسية العين.
الوقاية من حساسية العين
هناك بعض الأمور التي من المهم أن يتبعها الشخص حتى يتمكن من وقاية نفسه من الإصابة بحساسية العين، والتي تتضمن:
- الابتعاد عن الأشياء التي تتسبب في الإصابة بحساسية العين خاصةً الأتربة وحبوب اللقاح والغبار.
- الابتعاد عن الأشياء التي تلوث الهواء، وأيضًا الأماكن التي تعمل على زيادة احتمالية الإصابة بالحساسية.
- الحرص على عدم التعرض لأشعة الشمس، ودرجات الحرارة العالية.
- ارتداء النظارات الشمسية الأصلية حيث أنها تعمل على حماية العين من أشعة الشمس القوية، والأتربة والغبار.
- الحرص على الراحة والنوم بشكل كاف للمحافظة على الصحة بشكل عام، والمحافظة على صحة العينين بشكل خاص.
- استخدام كمادات المياه الباردة للعين عدة مرات بشكل يومي.
- استخدام القطن أو الشاش الطبي لتنظيف الجفن، ويمكن أيضًا أن يتم استخدام أحد القطرات أو المراهم الطبية لتنظيف العين بطريقة أسهل، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص.
- من المهم أن تتجنب المرأة استخدام أنواع الماكياج التي تتسبب في الإصابة بحساسية العين.
- الحرص على عدم استخدام العدسات اللاصقة حيث أنها تعمل على زيادة أعراض حساسية العين.
- الحرص على عدم دعك العين، والاكتفاء بغسلها عند الشعور بالحكة.
- عمل مساج خاص للعينين إذا تورمت.
اترك تعليقاً