يحدث نقص هرمون النمو (GHD) عندما لا تنتج الغدة النخامية ما يكفي من هرمون النمو الضروري لنمو الجسم، ويؤثر النقص في هرمون النمو على الأطفال أكثر من البالغين.
يمكن أن يكون (GHD) موجوداً عند الولادة (خلقي) أو يتطور لاحقاً (مكتسب).
ويحدث تقريباً بنسبة 1 من 7000 ولادة. كما يمكن أن يكون كعرض لأمراض وراثية كما في متلازمة برادر ويلي.
في بعض الأحيان، يمكن أن يرتبط نقص هرمون النمو بمستويات منخفضة من الهرمونات الأخرى، مثل الفازوبريسين (الذي يتحكم في إنتاج الماء في الجسم) ، والغونادوتروبين (الذي يتحكم في إنتاج الهرمونات الجنسية للذكور والإناث)، والثيروتروبين (الذي يتحكم في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية) وهرمون قشر الكظر (الذي يتحكم في الغدة الكظرية والهرمونات المفرزة منها).
أسباب نقص هرمون النمو
معظم حالات نقص هرمون النمو مجهولة السبب، مما يعني أنه لم يتم العثور على سبب محدد حتى الآن.
قد يكون نقص هرمون النمو إذا لم يكن موجوداً عند الولادة ناتجاً عن ورم في الدماغ. تقع هذه الأورام عادة في موقع الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد القريبة من الدماغ.
عند الأطفال والبالغين، يمكن أن تسبب إصابات الرأس الخطيرة والالتهابات والعلاجات الإشعاعية نقصاً في هرمون النمو (GHD).
هذا ما يسمى بنقص هرمون النمو المكتسب (AGHD).
أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال
- يبدو الأطفال المصابين بنقص هرمون النمو أقصر من أقرانهم ووجوههم تبدو أصغر سناً وأكثر استدارة، على الرغم من أن الجسم له نسب طبيعية. قد يكون لديهم أيضاً دهون قليلة حول البطن وجسم ممتلئ.
- إذا تطور GHD في وقت لاحق من حياة الطفل (مثل إصابات وأورام الدماغ) فإن العرض الرئيسي هو تأخر سن البلوغ، وفي بعض الحالات يتوقف النمو الجنسي.
- يعاني العديد من المراهقين المصابين بمرض GHD من تدني احترام الذات بسبب التأخر في النمو، مثل قصر القامة أو بطء معدل النضج.
على سبيل المثال، تلاحظ الشابات تأخر في نمو الثديين كما يلاحظ الشباب عدم تغير أصواتهم بنفس معدل أقرانهم.
- قد يعاني المصابون بمرض GHD من آثار نفسية معينة، بما في ذلك:
- الاكتئاب.
- نقص التركيز.
- ضعف الذاكرة.
- نوبات قلق.
من المهم ملاحظة أن نقص هرمون النمو لا يؤثر على ذكاء الطفل، وأن كل طفل يعاني من الأعراض بشكل مختلف.
قد تشبه أعراض نقص هرمون النمو أعراض مشاكل وحالات طبية أخرى، لذلك عليك استشارة طبيب طفلك دائماً لوضع التشخيص الصحيح.
نقص هرمون النمو عند البالغين
عادةً ما يحدث نقص هرمون النمو عند البالغين بسبب تلف الغدة النخامية أو جزء الدماغ الذي يتحكم في هذه الغدة (تحت المهاد).
قد يكون الضرر ناتجاً عن ورم أو آثار علاج الورم (الجراحة أو العلاج الإشعاعي) أو مشاكل في إمداد الغدة النخامية بالدم.
أعراض نقص هرمون النمو عند البالغين
- زيادة في الأنسجة الدهنية خاصة حول الخصر.
- انخفاض كتلة الجسم الخالي من الدهون (العضلات).
- تدنّي القدرة على التحمل، وانخفاض القدرة على ممارسة الرياضة.
- انخفاض كثافة العظام، مما يؤدي إلى زيادة في معدل حدوث الكسور في منتصف العمر وما بعده.
- تغيرات في مستويات الكوليسترول في الدم (زيادة في LDL وانخفاض في HDL).
- التعب المفرط.
- القلق والاكتئاب.
- مشاعر العزلة الاجتماعية.
- يؤثر على نوعية الحياة.
- زيادة الحساسية للبرد أو الحرارة.
عادة ما يكون لدى البالغين المصابين بمتلازمة AGHD مستويات عالية من الدهون والكوليسترول في الدم.
هذا ليس بسبب سوء النظام الغذائي، بل بسبب التغيرات في عملية التمثيل الغذائي في الجسم الناجمة عن انخفاض مستويات هرمون النمو.
البالغون المصابون بمرض AGHD أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
تشخيص نقص هرمون النمو
الفحص البدني وقياس الطول والوزن وأطوال الساقين والذراعين هي الخطوات الأولى للتشخيص، بالإضافة إلى التاريخ الطبي الشامل.
اختبارات الدم لقياس مستويات هرمون النمو في الجسم وكذلك مستويات الهرمونات الأخرى.
قد تكون اختبارات التصوير بما في ذلك الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس مفيدة في تحديد الاضطراب الأساسي الذي يسبب GHD من خلال الكشف عن تشوهات في المهاد أو الغدة النخامية.
قبل إجراء تشخيص نقص هرمون النمو، قد يضطر طبيب طفلك إلى استبعاد الاضطرابات الأخرى أولاً، بما في ذلك قصر القامة (قصر القامة الوراثي) ونقص هرمون الغدة الدرقية. بالإضافة إلى التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني، يمكن أن تشمل الإجراءات التشخيصية لنقص هرمون النمو ما يلي:
- مراقبة نمو الطفل على مدى فترة من الزمن.
- اختبارات الدم.
قد تفيد اختبارات الدم في مرحلة ما، ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار أن مستويات هرمون النمو تتقلب على نطاق واسع بين النهار والليل.
إذا أظهر اختبار الدم نتيجة أقل من المعتاد فهذا ليس دليلاً كافياً في حد ذاته للتشخيص.
- مسح الغدة النخامية للكشف عن التشوهات.
إذا اشتبه طبيبك في وجود ورم أو تلف في الغدة النخامية، يمكن أن يوفر فحص التصوير بالرنين المغناطيسي نظرة مفصلة داخل الدماغ.
- يمكن أن تشير صورة الأشعة السينية ليد طفلك إلى مستوى نمو العظام من خلال ملاحظة نقاط التعظم.
إذا كان عمر عظام الطفل أصغر من عمره الزمني، فقد يكون هذا بسبب GHD.
علاج نقص هرمون النمو
سيتم تحديد علاج محدد لنقص هرمون النمو من قبل طبيب طفلك بناءً على:
- عمر طفلك وصحته العامة وتاريخه الطبي.
- مدى الحالة والتوقعات لمسار الحالة.
- تحمل طفلك للأدوية أو إجراءات أو علاجات محددة.
- رأيك أو تفضيلك.
بمجرد تشخيص نقص هرمون النمو، يتضمن علاج الاضطراب حقن منتظمة من هرمون النمو البشري (يتلقى بعض الأطفال الحقن اليومية، بينما يتلقى البعض الآخر الحقن عدة مرات في الأسبوع).
يستمر العلاج عادة لعدة سنوات، على الرغم من أن النتائج غالباً ما تظهر في أقرب وقت بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر من بدء الحقن.
كلما بدأ علاج نقص هرمون النمو مبكراً كانت فرصة الطفل أفضل للوصول إلى الطول الطبيعي أو شبه الطبيعي عند البالغين.
يتم إعطاء هرمون النمو عن طريق الحقن، عادةً في الأنسجة الدهنية للجسم، مثل الجزء الخلفي من الذراعين أو الفخذين أو الأرداف.
الآثار الجانبية لعلاج نقص هرمون النمو
الآثار الجانبية للعلاج طفيفة بشكل عام، ولكنها قد تشمل:
- احمرار في موقع الحقن.
- الصداع.
- ألم في الورك.
- انحناء العمود الفقري (الجنف).
في حالات نادرة، قد تساهم حقن هرمون النمو على المدى الطويل في تطور مرض السكري، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض.
علاج نقص هرمون النمو طويل الأمد
- غالباً ما يتم علاج الأطفال المصابين بمرض GHD الخلقي بهرمون النمو حتى بلوغهم سن البلوغ.
- في كثير من الأحيان سيبدأ الأطفال الذين لديهم القليل جداً من هرمون النمو بشكل طبيعي في إنتاج ما يكفي منه مع دخولهم مرحلة البلوغ.
- ومع ذلك فقد يحتاج البعض إلى العلاج طوال حياتهم. يمكن لطبيبك تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى حقن مستمرة عن طريق مراقبة مستويات الهرمونات في دمك.
ما هي التوقعات طويلة الأمد لنقص هرمون النمو ؟
- حدد موعداً مع طبيبك إذا كنت تشكّ في أنك أنت أو طفلك تعانون من نقص في هرمون النمو.
- الكثير من الناس يستجيبون بشكل جيد للعلاج، وكلما بدأتَ بالعلاج بشكل مبكّر كلّما كانت نتائجك أفضل.