ما المقصود بالتهاب الدماغ Encephalitis؟ هو حالة مرضية ينتج عنها التهاب أنسجة المخ، ويحدث لعدة أسباب أكثرها شيوعاً هي العدوى الفيروسية، والتهاب المناعة الذاتية، وغيرها كالعدوى البكتيرية ولدغ الحشرات كالبعوض، وقد يكون السبب غير محدد.
الأطفال وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ويعد التهاب الدماغ مرضاً نادراً لكنه قد يكون خطيراً مهدداً للحياة ففي حالة الشعور بالأعراض التالية يجب عليك الاتصال بالطبيب مباشرة.
اعراض التهاب الدماغ
تتراوح أعراض الالتهاب الذي يصيب الدماغ ما بين أعراض خفيفة تشبه أعراض الانفلونزا وتشمل:
- صداع الرأس.
- الحمى.
- الإرهاق والخمول والضعف العام.
- التقيؤ.
- تصلب الرأس.
وفي بعض الأحيان تكون الأعراض مفاجئة وأكثر حدة وقد تشمل:
- التشوش والهياج والهلاوس.
- نوبات الصرع.
- حمى وقد تصل درجة الحرارة ل 39.4 درجة مئوية.
- ضعف العضلات.
- عدم القدرة على تحريك مناطق بالجسم.
- مشاكل في الكلام أو السمع.
- فقدان الوعي.
وتختلف الأعراض في الرضع والأطفال وتشمل:
- انتفاخ فتحة اليافوخ (البقع اللينة في مقدمة الرأس).
- التقيؤ.
- ضعف الجسم.
- عدم القدرة على الاستيقاظ للرضاعة أو التغذية.
أنواع التهاب الدماغ
يوجد هناك نوعان رئيسيان من الالتهاب في الدماغ وهما:
التهاب الدماغ الابتدائي
تحدث هذه الحالة عندما يصيب فيروس أو عامل آخر الدماغ مباشرة، والعدوى قد تكون متمركزة في جزء معين من الدماغ أو منتشرة في عدة أجزاء، وقد تكون العدوى هي إعادة تنشيط فيروس غير نشط موجود من مرض سابق.
التهاب الدماغ الثانوي
تحدث هذه الحالة نتيجة لرد فعل خاطئ للجهاز المناعي، فبدلاً من مهاجمة الخلايا المسببة لعدوى في مكان آخر من الجسم يقوم بمهاجمة الخلايا السليمة بالدماغ، وغالباً ما يحدث من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالتهاب الدماغ الابتدائى.
ماذا تعرف عن التهاب الدماغ الفيروسي؟
هو حالة مرضية تحدث نتيجة الإصابة بفيروس، أكثر الفيروسات شيوعاً المسببة لالتهاب الدماغ هو فيروس الهربس البسيط بنوعيه 1 و2، وفيروسات أخرى كالفيروسات المعوية المسببة لأمراض الجهاز الهضمي.
وينتج أيضاً بسبب بعض الفيروسات التي يحملها البعوض والقراد والحشرات وبعض الحيوانات.
ويمكن أيضاً أن يسببه بعض الكائنات الحية الدقيقة المعدية كالبكتيريا والفطريات والطفيليات وإن كان نادراً.
هل التهاب الدماغ معدى؟
على الرغم من أن التهاب الدماغ مرض نادر الحدوث، ولكن من المهم معرفة أنه مرض معدٍ وخطير.
لا ينتقل المرض من شخص لآخر ولكن ينتقل عن طريق بعض الفيروسات المسببة لهذا المرض ومنها:
فيروس الهربس البسيط (الأكثر شيوعاً)
وهو نوعان، النوع الأول مرتبط بقروح البرد و بثور الحمى حول الفم، وينتقل عن طريق الإفرازات الفموية، وتقرحات الجلد عن طريق التقبيل أو مشاركة الأشياء مثل فرشاة الأسنان وأواني الطهي.
والنوع الثاني مرتبط بالهربس التناسلي، قد يكون لدى الشخص المصاب تقرحات حول الأعضاء التناسلية وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
التهاب الدماغ الناتج عن النوع الأول من فيروس الهربس نادر الحدوث، ولكنه قد يؤدي إلى تلف في الدماغ أو الوفاة.
يوجد أنواع أخرى من الهربس مسببة لالتهاب الدماغ منها:
- فيروس إبشتاين بار يسبب مرض كثرة وحيدات النواة في الدم ويسمى بمرض “التقبيل” حيث ينتقل عن طريق اللعاب.
- فيروس الحماق النطاقي ويسبب عادة مرض الجدري المائي، والذي ينتقل عبر اللعاب والاتصال المباشر بالمريض ومحيطه، وتنتقل إلى داخل الجسم عبر الجيوب المخاطية في الفم، والأنف، والعيون.
- الفيروسات المعوية مثل: فيروس شلل الأطفال والذي يسبب عادة مرضاُ أعراضه تشبه أعراض الأنفلونزا والتهاب العين وآلام البطن، وينتقل عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث، أو ملامسة سطح ملوث ثم لمس الفم.
- الفيروسات التي ينقلها البعوض مثل: فيروس حمى غرب النيل، وفيروس سانت لويس، وفيروسات الخيول، تظهر العدوى في غضون أيام قليلة إلى أسبوعين بعد التعرض لفيروس ينقله البعوض.
- الفيروسات التي ينقلها القراد مثل: فيروس بواسان الذي ينتقل عن طريق القراد مسبباً مرض التهاب الدماغ وعادة ما تظهر الأعراض في غضون أسبوع من لدغة القراد المصاب.
- فيروس داء الكلب: والذي ينتقل عن طريق العض من خلال لُعاب الحيوان المصاب بالفيروس، تسبب العدوى بفيروس داء الكلب إصابة سريعة بالتهاب الدماغ بمجرد ظهور الأعراض.
- فيروس التهاب الدماغ الياباني: والذي ينتقل عن طريق البعوض، وهو الفيروس المسبب لالتهاب الدماغ في عدة دول أسيوية.
- عدوى الطفولة مثل: الإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية نادراً ما قد تسبب التهاب الدماغ.
هل التهاب الدماغ خطير؟
- يُعد مرض التهاب الدماغ خطيراً، وقد يحتاج المصاب به للبقاء في وحدة العناية المركزة حتى يتمكن الأطباء من مراقبة تطورات المرض.
- الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الدماغ.
- الأشخاص المصابون بمرض نقص المناعة “الإيدز“، والذين يتناولون أي أدوية مثبطة للمناعة، أو لديهم أي حالة مرضية قد تسبب ضعف المناعة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدماغ.
- تختلف خطورة المرض باختلاف المسبب له، فمثلاً التهاب الدماغ بفيروس الهربس البسيط يعد مميتاً بنسبة عالية، وفي حالة إن تم الشفاء منه قد يسبب مضاعفات عديدة ومنها:
- الإجهاد المستمر.
- ضعف عام بالعضلات.
- تغيير الشخصية.
- مشاكل الذاكرة.
- مشاكل الرؤية والسمع والكلام.
- مشاكل التنفس.
- الغيبوبة وربما الوفاة.
علاج التهاب الدماغ
- قد تستغرق عملية التعافي شهوراً وقد تمتد لسنوات يحتاج خلالها المصاب لمتخصصين في علم الأعصاب وعلاج النطق والتغذية وعلم النفس والعلاج الطبيعي لتحقيق أفضل تعافي ممكن.
- قد يكون أحد أهم أسباب الشفاء من الالتهاب الذي يصيب الدماغ هو الاكتشاف المبكر للمرض والعلاج المناسب لأسباب المرض ويشمل:
- الأدوية المضادة للفيروسات: لعلاج العدوى الفيروسية التي تصيب الدماغ.
- الأدوية المضادة للبكتيريا: لعلاج العدوى البكتيرية المسببة لالتهاب الدماغ.
- العلاج المناعي مثل: الستيرويدات والأجسام المضادة عبر الوريد أو تبادل البلازما لعلاج أنواع معينة من التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
- في حالة فقدان الوعي: قد يكون أنبوب التنفس أو القسطرة البولية أو أنبوب التغذية ضروياً.
- بعض الوصفات الطبية تساعد على علاج الحمى والصداع مثل عقار الاسيتامينوفين.
- بعض الأدوية والعلاجات الأخرى لمواجهة النوبات المرضية.
- في حالة المرضى التي لا تستجيب بشكل جيد للأدوية المضادة للنوبات يمكن الاستفادة من النظام الغذائي الكيتوني وهو عبارة عن نسبة عالية من الدهون و قليلة من الكربوهيدرات، ويُعد نظاماً فعالاً في حالات نوبات الصرع المقاومة للأدوية عند الأطفال والبالغين.
علامات الشفاء من المرض
يتعافى بعض الأشخاص المصابين بشكل جيد من المرض في حالة الإصابة الخفيفة، وتختلف مدة الشفاء من مريض لآخر طبقاً لبعض العوامل منها:
- الفئة العمرية للمريض.
- سبب الإصابة.
- حدة المرض.
- المدة الزمنية بين الإصابة والعلاج.
وتتمثل علامات الشفاء في:
- اختفاء أعراض المرض.
- استعادة الجسم وظائفه.
- عودة النشاط العقلي بشكل تدريجي.
عوامل تساعد علي سرعة الشفاء
الراحة
تساعد الراحة على التعافي بشكل جيد، فيمكن من خلال وضع جدول زمني منظم تتبع من خلاله الأنشطة الجسدية والعقلية، ففي بداية التعافي تكون فترات الراحة طويلة وفترات النشاط قصيرة، وعند التقدم في التعافي تصبح فترات الراحة أقصر وفترات النشاط أطول.
التغذية الجيدة
تُعد عاملاً مهماً في الشفاء فيجب:
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية.
- شرب الكثير من السوائل.
- تجنب السكريات والتدخين والكحوليات.
- تجنب الأطعمة المالحة والغنية بالدهون.
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات ” أ، ب1، ب6، ب12،حمض الفوليك”، والأطعمة الغنية بالحديد والماغنسيوم والزنك الموجودة في الخضار والفواكه واللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك ومنتجات الألبان.