اضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي خطير، يُسبب تغيرات مزاجية شديدة تشمل الفرح المفرط (الهوس) والاكتئاب، وكان يُعرف سابقًا باسم “الاكتئاب الهوسي”.
قد يعاني المريض حالات صعود وهبوط في الحالة المزاجية، تؤثر في الحياة اليومية بشكل واضح، فقد يصاب بالهوس فيشعر بالفرح الشديد أو سرعة الغضب أو الطاقة الزائدة، وقد يصاب بالاكتئاب فيشعر بالحزن أو فقدان الطاقة أو الأرق، وبين هذه النوبات المزاجية قد يشعر المصاب بمزاج طبيعي.
يُعد مرض ثنائي القطب من أصعب الأمراض العقلية التي يمكن للعائلات قبولها، فالشخص المصاب يكون في بعض الأحيان منتجًا للغاية ثم يصبح غير عقلاني، فقد يبدو سلوكًا سيئًا أكثر من أنه مرضًا.
يجب على المريض التوجه إلى الطبيب النفسي حتى يضع له خطة علاجية، فيتم العلاج بالأدوية والعلاج النفسي، فهذه العلاجات يمكن أن تساعد على تعلم كيفية إدارة نوبات الحالة المزاجية.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من مرض اضطراب ثنائي القطب، وتشمل الآتي:
ثنائي القطب من النوع الأول
يُعرف من خلال حدوث نوبة هوس واحدة على الأقل، وقد يحدث قبلها أو بعدها نوبات هوس خفيف أو نوبات اكتئاب عظمى.
ثنائي القطب من النوع الثاني
يُصاب المريض بنوبة اكتئاب عظمى واحدة على الأقل تستمر أسبوعين أو أكثر، ويُصاب أيضًا بنوبة هوس خفيف واحدة على الأقل تستمر حوالي 4 أيام، و لا يُصاب المريض بنوبة هوس.
اضطراب دوروية المزاج
يعاني الأشخاص المصابون نوبات عديدة من الهوس الخفيف أو نوبات اكتئاب، وتتضمن هذه النوبات أعراضًا أقل حدة من الهوس الخفيف والاكتئاب الناجمين عن النوع الأول والنوع الثاني.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
إن أعراض اضطراب ثنائي القطب الرئيسية هي الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب، وتؤثر هذه الأعراض في الحياة اليومية؛ مما تؤدي إلى مشاكل في العمل وصعوبة في الحياة.
إن أعراض هذا المرض تختلف من شخص لآخر وتختلف أيضًا بمرور الوقت، وتتضمن الأعراض الآتي:
الهوس أو الهوس الخفيف
الهوس أكثر خطورة من الهوس الخفيف، فهما يشملان نفس الأعراض ولكن الهوس أشد، فهو يسبب مشاكل كثيرة وقد يؤدي إلى الذهان، وتشمل الأعراض ما يلي:
- الابتهاج.
- الكلام بشكل زائد.
- الثقة بالنفس وتقدير الذات بشكل مبالغ فيه.
- الاندفاع بدون تفكير وتسارع الأفكار.
- قلة النوم.
- طاقة غير عادية.
- الإسراف في الشراء.
- وضع خطط غير واقعية.
- الإفراط في ممارسة الجنس.
الاكتئاب
- الشعور بالحزن واليأس والأرق.
- فقدان الطاقة.
- عدم التمتع بالحياة.
- تغيرات في الوزن.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالذنب وعدم القيمة.
- ألم جسدي لا يستجيب للعلاج.
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- صعوبة في اتخاذ القرار والتركيز.
- التفكير في الانتحار.
الأعراض لدى الأطفال والمراهقين
يُصاب الأطفال بالهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب ولكن تختلف عن التي تصيب البالغين، قد تتداخل أعراض هذا المرض مع حالات أخرى تحدث بشكل شائع عند الأطفال مثل: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
السبب الرئيسي لمرض اضطراب ثنائي القطب غير معروف، وتشمل الأسباب ما يلي:
- العوامل البيولوجية؛ يعتقد العلماء أنه يحدث تغيرات في الدماغ، فتعمل دارات الدماغ بشكل غير طبيعي لدى المصابين، مما يؤدي إلي تغيرات في الحالة المزاجية، وذلك لأنها تشارك في تنظيم الحالة المزاجية والتفكير والطاقة.
- العوامل الوراثية؛ تزيد نسبة الإصابة إذا كان الشخص له أقارب من الدرجة الأولى مصابين بهذا المرض.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة ومنها:
- التاريخ العائلي؛ وجود شخص قريب من الدرجة الأولى مصاب بهذا المرض.
- ضغط نفسي شديد.
- تجارب مؤلمة.
- تناول الكحوليات والمخدرات.
المضاعفات
هناك العديد من المشاكل التي تحدث للشخص المصاب نتيجة عدم تلقي العلاج، وتتضمن الآتي:
- مشاكل في العمل والعلاقات مع الآخرين.
- إدمان المخدرات والكحول.
- مشاكل مادية.
- الانتحار.
الحالات الصحية المتزامنة
يعانى مريض ثنائي القطب أمراض أخرى متزامنة مع هذا المرض، وقد تؤثر في علاجه وتتضمن ما يلي:
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات الأكل.
- مشاكل الكحوليات والمخدرات.
- أمراض القلب.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- الصداع.
- السمنة.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
تتمثل الخطوة الرئيسية في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لتقلب المزاج الشديد، بما في ذلك الحالات الأخرى أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
سيقوم طبيبك بإجراء فحص طبي لك واختبارات معملية أيضًا، وسيطرح عليك بعض الأسئلة وقد يطلب منك تسجيل حالتك المزاجية، قد يتحدث الطبيب إلى أحد أفراد العائلة لمعرفة بعض الأعراض وما إذا كانت حالتك المزاجية تغيرت بشكل كبير.
علاج اضطراب ثنائي القطب
يمكن أن تساعد العديد من العلاجات على علاج اضطراب ثنائي القطب وإدارة الأعراض وتشمل الآتي:
الأدوية
تشمل الأدوية الموصى بها ما يلي:
- مثبتات المزاج؛ وذلك للتحكم في نوبات الهوس ومن أمثلتها: الليثيوم (ليثوبيد) أو حمض الفاليرويك (ديباكين) أو ثنائي فالوبروكس الصوديوم (ديباكوت).
- مضادات الذهان؛ ومن أمثلتها: اولانزابين (زيبركسا) أو كيتيابين (سيروكيل) او أسينابين (سافريس) أو لوراسيدون (لاتودا).
- مضادات الاكتئاب؛ وذلك للتحكم في نوبات الاكتئاب.
- مضادات الاكتئاب ومضاد الذهان؛ مثل: فلوكستين وأولانزابين (سيمبياكس).
- مضادات القلق؛ مثل أدوية البنزوديازيبينات وتستخدم لعلاج قصير الأمد.
الأدوية والحمل
هناك بعض الأدوية تسبب تشوهات خلقية، ويمكن أن تنتقل إلى الطفل من خلال الحليب مثل: حمض الفالبرويك وثنائي فالوبروكس الصوديوم لا يجب استخدامها خلال فترة الحمل، يجب استشارة طبيبك حول خيارات العلاج قبل أن تصبحي حاملاً.
العلاج النفسي
تشمل طرق العلاج النفسي الموصى بها ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي؛ هو نوع من العلاج بالكلام يساعدك على تحديد ومعالجة الأفكار غير المفيدة، وتغيير أنماط السلوك السلبي، ويساعد المريض على معرفة أساليب فعالة لإدارة التوتر.
- العلاج البين شخصي والإيقاع الاجتماعي؛ يركز علاج الإيقاع الشخصي والاجتماعي على تنظيم العادات اليومية مثل: النوم والأكل وممارسة الرياضة، يمكن أن يؤدي تحقيق التوازن بين هذه الأساسيات اليومية إلى تقليل نوبات المزاج.
- التربية النفسية؛ التثقيف النفسي هو نهج علاجي يساعدك على التعرف على الحالة وعلاجها، فيمكن أن يساعدك على التعرف على أعراض الحالة المزاجية المبكرة وإدارتها بشكل أكثر فعالية.
- يمكن للدعم والتواصل العائلي أن يساعد على الالتزام بالعلاج.
خيارات أخرى
هناك بعض الخيارات الأخرى للعلاج وتشمل الآتي:
- العلاج بالصدمة الكهربائية.
- أدوية النوم.
- المكملات؛ فيمكن أن تساعد على استقرار الحالة المزاجية وتقليل الأعراض.
علاج الأطفال والمراهقين
يشمل العلاج ما يلي:
- الأدوية؛ تستخدم نفس أنواع الأدوية التي تستخدم لدى البالغين.
- العلاج النفسي؛ قد يساعد العلاج النفسي الأطفال والمراهقين على إدارة العادات اليومية وعلاج المشاكل الاجتماعية.
- التربية النفسية؛ التعرف على أعراض مرض اضطراب ثنائي القطب يمكن أن يساعد على دعم المريض.
الوقاية من اضطراب ثنائي القطب
لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من المرض، ولكن في حالة التأكد من الإصابة بمرض اضطراب ثنائي القطب فهناك بعض الطرق التي تساعد في تقليل حدة الأعراض وتشمل:
- في حالة ملاحظة العلامات التحذيرية فيجب على الفور التوجه إلى الطبيب، وتناول العلاج.
- الامتناع عن تناول الكحوليات والمخدرات.
- تناول الأدوية.