ماهي فوائد الطقس البارد على الجسم؟ وهل حقا هناك فوائد؟ بحلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة ، تنتشر فيروسات الأنفلونزا بأنواعها وتكثر العدوى، وذلك بسبب أن الفيروس أكثر استقرارا وقادرا على البقاء في الهواء لفترة أطول عندما يكون الجو باردا وجافا، وأيضا بسبب التقصير في تهوية الأماكن المغلقة، وبعض الأماكن المتواجد بها الكثير من الأشخاص، ويلجأ الإنسان للتدفئة بكافة الوسائل وعلى سبيل المثال تناول المشروبات الدافئة والحرص على ارتداء الملابس الثقيلة واستخدام المدفأة لتفادي الشعور بالبرد.
ولكن قد يكون الطقس البارد له الكثير من الفوائد لأجسامنا وبشرتنا، ونتعرف سويا في هذا المقال على فوائد الطقس البارد.
ما فوائد الطقس البارد
تعزيز نشاط الدماغ
مع انخفاض درجات الحرارة يمكن للإنسان التفكير بشكل أكثر وضوح، واتخاذ القرارات بهدوء أكثر، وذلك بسبب استخدام دماغ الإنسان للجلوكوز والذي يستهلك للحفاظ على درجة حرارة الجسم منخفضة في الصيف، على عكس ما يحدث في فصل الشتاء تكون درجة حرارة الجسم مثالية مما يترك وقودا أكثر للتفكير والتذكر.
حرق السعرات الحرارية وسهولة فقد الوزن
من الملاحظ أنه تختلف شهيتنا مع اختلاف مواسم الطقس، حيث تزداد شهيتنا لتناول الطعام في فصل الشتاء و البيئات الباردة، ونتيجة لذلك يكون النشاط في البيئات الباردة محفزا للشعور بالجوع.
من ناحية أخرى إذا كنت قلقا من زيادة الوزن، فإن من فوائد الطقس البارد أنه محفزا لفقدان الوزن حيث يقوم جسم الإنسان بحرق المزيد من السعرات الحرارية للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية وبقائه دافئا، وذلك يساعد في فقد الوزن بسهولة خصوصا للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية.
زيادة الدهون البنية
يتكون في جسم الإنسان نوعان رئيسان من الدهون:
الدهون البيضاء
تشكل الدهون البيضاء معظم الدهون في جسم الإنسان وتعرف أيضا باسم الدهون السيئة، وتتكون الدهون البيضاء من قطرات كبيرة الحجم من الأحماض الدهنية، حيث يقوم جسم الإنسان بتخزينها في الفخذين والوركين والمعدة، وتتكون هذه الدهون عند تناولك سعرات حرارية إضافية ؛ لاستخدامها في حالة عدم حصول الجسم على الطاقة الكافية من الطعام، وبزيادة الدهون البيضاء في جسمك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة ،ومرض السكرى من النوع الثاني .
الدهون البنية
تمتلئ خلايا الدهون البنية بالميتوكوندريا الغنية بالحديد وهو المسئول عن لونها، وهي المسئولة عن بقاء جسمك دافئا في درجات الحرارة الباردة قبل أن يبدأ الجسم في الارتعاش، وتخزن الدهون البنية طاقة أكبر في مساحة أصغر من الدهون البيضاء، ومن فوائد الطقس البارد تنشيط الدهون البنية عن طريق تكسيرسكر الدم وجزيئات الدهون للمحافظة على درجة حرارة جسمك، ونتيجة لذلك فهو يساعد في حرق مزيد من السعرات الحرارية والسيطرة على نسبة السكر في الدم ومستويات الأنسولين.
النوم بشكل أفضل
يستغرق جسم الإنسان حوالي ساعتين لتنخفض درجة حرارته ويستطيع النوم مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ولكن هذا يتم في وقت أقل في فصل الشتاء مما يعني الحصول على عدد ساعات نوم أكثر، علاوة على طول فترة الظلام في هذا الفصل تساعد على رفع كفاءة جودة ساعات النوم التي يحصل عليها الشخص.
يقلل التهاب المفاصل
يستخدم العلاج بالتبريد درجات حرارة منخفضة للغاية كنوع من أنواع العلاج الطبي، ويستخدم حاليا لعلاج التهاب الألم والالتهابات لحالات مثل الروماتيزم وآلام العضلات والمفاصل، حيث تستخدم أكياس الثلج لتقليل التورم والألم بعد الإصابة، وبذلك يكون الطقس البارد له نفس تأثير أكياس الثلج لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
يقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المعدية
من فوائد الطقس البارد أيضا أن معظم الحشرات تدخل في بيات شتوي مع انخفاض درجات الحرارة مثل البعوض والذباب، وبذلك يقل انتشار الأمراض المعدية التي تعتمد على تلك الحشرات في الانتشار مثل الملاريا والتيفوئيد.
يقوي عضلة القلب
يعمل القلب بجهد أكبر خلال فترات المجهود لضخ الدم والحفاظ على درجة حرارة الجسم المثالية، وبذلك تتحسن الدورة الدموية ، وتزيد من فعالية المناعة في الجسم البشري ولذلك ينصح بممارسة الرياضة في الهواء البارد المعتدل لتقوية عضلة القلب.
يساعد جسم الإنسان على تصنيع فيتامين” دال”
يحتاج جسم الإنسان إلى التعرض لأشعة الشمس الجيدة لمساعدته في تكوين فيتامين د ، والذي له دور هام في تكوين العظام والوقاية من هشاشة العظام.
وتكون أشعة الشمس قوية في فصل الصيف، وتصل أحيانا إلى إصابة البشرة بحروق إذا لم نتخذ الاحتياطات اللازمة قبل التعرض للشمس، ومع فصل الشتاء وانتشار الغيوم لن تستطيع حجب أشعة الشمس بشكل نهائي، فيكون التعرض لأشعة الشمس مناسبا في ذلك الوقت من العام وغير ضار بالبشرة، وبذلك يساعد الجسم على تكوين فيتامين “دال”.
تأثير الطقس البارد على البشرة والوجه
يمكن للطقس الشتوي أن يمتص الرطوبة من بشرتك، ويجعلها باهتة جافة، ولذلك يجب الحرص على استخدام المرطبات المناسبة بصفة دورية، وعدم التقصير في شرب كميات كافية من الماء والسوائل.
ولكن هناك في الواقع بعض الامتيازات للطقس البارد، حيث يمكن أن يفيد الشتاء بشرتك في الواقع أكثر مما تدرك، ونتعرف معا على فوائد الطقس البارد على البشرة:
يحارب الشيخوخة
من فوائد الطقس البارد للبشرة أنه يجددها، فهو يبطئ عمل الشيخوخة عن طريق الحفاظ على الجلد مشدودا وحيويا ومشرقا، لذلك ينصح خبراء العناية بالبشرة برش الماء البارد على الوجه في الصباح للحفاظ على بشرة مشرقة دائماً.
الهواء النظيف ينعش البشرة المتعبة
في فصل الصيف يكثر الخروج للتنزه واستنشاق الهواء، ولكن يتميز الهواء في فصلي الربيع والصيف بجودة سيئة لارتفاع نسبة الأوزون به، على العكس مع نسمات الهواء الباردة تزيد جودة الهواء وتكثر به نسبة الأكسجين، وبذلك يكون الوقت المثالي للاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة، واستنشاق أنفاس أعمق من الهواء النقي لتجديد خلايا البشرة المتعبة، وانتعاش جسمك بالكامل.
يكسو وجنتيك باللون الوردي
تعمل البرودة على تنشيط الدورة الدموية للجسم، مما يؤدي إلى ظهور لون وردي على الخدين عند الخروج في الطقس البارد، مما يظهر الحيوية على الوجه.
الطقس البارد يساعد في الحفاظ على المسام مفتوحة
تعمل درجات الحرارة المنخفضة كقابض طبيعي لمسام البشرة، كما تعمل على تقليل إفراز الدهون وتراكمها، والتي تعد الأسباب الرئيسية لسد المسام، مما يحافظ على لمعان البشرة ووقايتها من ظهور حب الشباب، وبذلك يكون هو الفصل المثالي لأصحاب البشرة الدهنية ومعاناتهم المستمرة مع تراكم الدهون وما تسببه من مشاكل للبشرة.
تقليل الانتفاخات والالتهابات
يعزز الطقس البارد الدورة الدموية في كل من الوجه وبقية الجسم، وهذا يقلل التهاب وانتفاخ العينين بشكل طبيعي، وتخفيف حدة الهالات السوداء حول العين، مثل تأثير كمادات الثلج على العينين تماما.
تأثير الطقس البارد على الشعر
لا يؤثر تغير المناخ على نمو الشعر وإنما يتم تحديد نمو الشعر بشكل أساسي من خلال العوامل الوراثية، فهو ينمو قرابة سنتيمتر واحد شهريا، ولكن يتأثر الشعر بالعديد من العوامل مثل التغذية والمنتجات المستخدمة وغيرها. في فصل الشتاء ومع حلول الطقس البارد ونقص الرطوبة فإن الشعر يكون هشا قابلا للتكسر، ومع استخدام أغطية الرأس والقبعات قد يبدو أن تساقط الشعر يزداد، ولكن هذا غير صحيح حيث إنه مع انخفاض درجات الحرارة يزيد إفراز الميلاتونين بشكل طبيعي في أجسامنا مما يساعد في الحماية من التساقط، وذلك يكون مع الاهتمام بالترطيب الجيد لفروة الرأس والشعر.