ما هي الزيوت العطرية؟
هي سوائل زيتية طبيعية مأخوذة بشكل خاص من أجزاء معينة من النباتات، مثل الأزهار أو الأوراق أو الجذور؛ حيث تفرز الزيوت العطرية من قبل غدد خاصة موجودة في تلك الأجزاء، ولذلك يطلق عليها اسم “هرمون النبات”، وتتميز أيضاً برائحة عطرة فواحة؛ والتي تعد مصدر الرائحة لدى النباتات، كما توجد الزيوت العطرية في بعض أنواع الحيوانات والصخور.
وتسمى أيضاً بالزيوت الطيارة؛ فهي سهلة التطاير وتستطيع التبخر في الظروف العادية دون ترك أي أثر، وتعد صالحة غالباً للاستخدام الخارجي إلا في بعض الحالات النادرة.
وقد استخدمت هذه الزيوت في العلاج منذ آلاف السنين بهدف تحسين الصحة الجسدية والنفسية، وفي العصر الحديث يتم حالياً اكتشاف وظائف متعددة واستخدامات كثيرة لها.
ما هي فائدة الزيوت العطرية؟
لا توفر الزيوت العطرية علاجاً فعالاً لأي مرض بمفردها؛ لكنها قد تساهم في تخفيف بعض الأعراض، كما تستخدم للحصول على بعض الفوائد الأخرى، التي تتمثل في التالي:
علاج الصداع والشقيقة
فقد ساهم استخدام بعض أنواع الزيوت، مثل: زيت النعناع والبنفسج في تخفيف وعلاج الصداع والشقيقة؛ وذلك بتدليك الجبين أو الأطراف بهذه الزيوت.
علاج القلق والتوتر والاكتئاب
فقد ساعد استنشاق بعض الزيوت أو التدليك بها في تحسين الحالة النفسية، ومن هذه الزيوت: زيت النعناع الذي يعطي شعوراً بالانتعاش ويرفع مستويات الطاقة، وزيت اللافندر والذي يعتبر من أهم الزيوت التي تعمل على تحسين المزاج؛ كما يساعد في خفض معدلات الاكتئاب لدى النساء بعد الولادة.
إعادة التوازن للهرمونات
تساعد بعض أنواع الزيوت العطرية فى تنظيم وإعادة توازن هرمونات الجسم، مثل: البروجسترون و الاستروجين والتستوستيرون.
فقد ساعد زيت المسك في تخفيف أعراض سن اليأس لدى النساء، وموازنة هرمونات الإستروجين لديهم.
تعزيز صحة الشعر والبشرة
إذ تملك الزيوت العطرية الكثير من الفوائد للشعر والبشرة؛ ولذلك أصبحت مكوناً أساسياً في صناعة مستحضرات التجميل، مثل: زيت شجرة الشاي؛ والذي يساهم في علاج جفاف الجلد وحب الشباب، وتخفيف حكة الجلد والتئام الجروح.
ما هي أضرار الزيوت العطرية؟
قد يسبب الاستخدام الخاطئ للزيوت العطرية بعض المشاكل، مثل:
- الصداع.
- الربو.
- التحسس.
- الطفح الجلدي.
أمثلة عن بعض الزيوت العطرية مع استخداماتها
زيت الليمون
يعد واحداً من أهم الزيوت العطرية؛ حيث يملك الكثير من الخصائص المفيدة للبشرة والشعر وصحة الجسم؛ فهو يقوم بتعزيز قوة الجهاز المناعي وبالتالي يحمي الجسم من الأمراض الوبائية، كما يساعد أيضاً في علاج الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي، ويساهم زيت الليمون في الحفاظ على صحة الفم والأسنان، والقضاء على الروائح الكريهة.
زيت الورد
يستخرج من الورد الدمشقي، وله العديد من الفوائد للبشرة والجسم؛ فهو يساهم في ترطيب بشرة الوجه، ومكافحة علامات التقدم في السن، وحماية البشرة من أشعة الشمس؛ كما أنه يساعد في علاج حروق الشمس بعد الإصابة بها، ويساعد زيت الورد أيضاً في التخلص من حبوب الشباب وتنقية الوجه.
زيت خشب الصندل
وهو من الزيوت العطرية الهامة والمتعددة الاستعمالات، يتم الحصول عليه من خشب أشجار الصندل الأبيض، ومن استخداماته: صناعة الصابون المعطر برائحة الصندل، وصناعة العطورات ومعطرات الفم، ومزيلات التعرق.
زيت العنبر
يستخرج من معدة الحوت الأزرق أو يتم التقاطه من على سطح المحيطات بعد أن يقوم الحوت بلفظه خارجاً، ويساعد زيت العنبر في تقليل الآلام والالتهابات، وتعزيز صحة القلب.
المسك الأبيض البارد
يتشكل طبيعياً عند تفاعل بعض أنواع الصخور مع الثلوج المتراكمة فوق الجبال في أوروبا؛ مما يؤدي إلى ظهور كتل هشة بيضاء من الصخور، وقد تميل للاصفرار قليلاً، ويعد زيت المسك ملطفاً طبيعياً للجسم؛ حيث يمنحه الرائحة الجميلة، ويزيل رائحة التعرق.
ما هي طريقة استخدام الزيوت العطرية؟
- الاستنشاق: وذلك بوضع عدة قطرات من الزيت العطري في وعاء يحتوي على الماء المغلي، واستنشاق البخار المتصاعد منه.
- التطبيق الموضعي: حيث يتم تدليك البشرة بالزيت العطري بعد تمديده؛ فيتم امتصاصه من قبل الجلد.
طرق التحليل النباتي العامة
وهي مجموعة من العمليات التي تجرى على النباتات بعد جمعها وقبل البدء باستخلاص الزيوت العطرية منها.
- التصنيف: يتم تصنيف النباتات وفقاً لخبراء علم التصنيف؛ والذي يقوم بتقسيم النباتات تبعاً لعلاقاتها بعضها ببعض، ويهتم بدراسة بقايا النباتات.
- الجمع: أي حصاد محصول النبات وقطفه، حيث أن معرفة الوقت المناسب للحصاد أمر هام لتحديد كمية ونوعية الزيت العطري الذي يتم استخلاصه.
- التجفيف: ويتم تجفيف النباتات بعدة طرق، مثل: التجفيف بالأفران، التجفيف بأشعة الشمس والتجفيف بالتجميد، وتعد عملية التجفيف مهمة من أجل الحفاظ على النباتات لفترات طويلة مع المحافظة على المواد الفعالة فيها؛ وذلك بالتخلص من المياه الزائدة فيها والتي تعد وسطاً ملائماً لنمو الجراثيم.
- الطحن: أي تجزئة النسج النباتية ونخلها حيث يتم فرزها وفقاً لمعايير محددة لنعومة الأجزاء أو خشونتها، ويتم الطحن من أجل زيادة مساحة سطح التماس بين النبات ومحل الاستخلاص المستخدم؛ وذلك لتسهيل عملية الاستخلاص والحصول على مردود أفضل من الزيت العطري.
- التعرف على الخواص الحسية والمجهرية لمسحوق النبات: وتشمل الفحوص الحسية: الرائحة والطعم واللون، أما الفحوص المجهرية فتظهر العناصر التشخيصية المميزة لأنواع النباتات.
- أخذ العينة المراد استخلاصها: ويوجد شرط أساسي لذلك وهو أن تكون العينة متجانسة وممثلة للنبات كاملاً.
- الاستخلاص: وهو العملية التي تجرى على النباتات لاستخراج الزيوت العطرية منها.
- الترشيح: وهو فصل سائل الاستخلاص الحاوي على المواد الفعالة عن مسحوق النبات.
- التبخير على جهاز المبخر الدوار: حيث يتبخر سائل الاستخلاص وتبقى الخلاصة النباتية المرادة.
بعض طرق استخلاص الزيوت العطرية من النباتات
اهتم العرب منذ القدم بتطوير طرق الاستخلاص وتحضير الزيوت العطرية بواسطة التبخير والتكثيف والتقطير على أيدي علماء كبار، مثل: ابن سينا وابن حيان.
ويلعب نوع النبات دوراً هاماً في تحديد طريقة الاستخلاص المناسبة، وإن عدم الالتزام بالطرق الصحيحة للاستخلاص سيؤدي إلى تدمير المحتوى الفعال للزيوت؛ وبالتالي ستفقد الزيوت قيمتها.
أولاً: الاستخلاص بطريقة التقطير
وهي من أقدم الطرق وأشهرها، ويتم استخدامها في حال كان محل الاستخلاص غالي الثمن وقابلاً للتطاير، حيث يتم استخدام الحرارة من أجل الحفاظ على سائل الاستخلاص عن طريق تكثيف البخار المتصاعد منه بواسطة مبرد صاعد.
ثانياً: الاستخلاص باستخدام المذيبات
تعد هذه الطريقة مناسبة لاستخراج الزيوت والدهون؛ حيث يتم استخلاص الزيت بشكل شبه كامل.
ثالثاً: الاستخلاص بطريقة النقع
حيث يتم وضع النبات في محل الاستخلاص لفترة زمنية قصيرة، ولهذه الطريقة شكلان:
النقع الساخن: لتحضير بعض أنواع الشايات الطبية.
النقع البارد مثل: شراب العرق سوس.
ويوجد بعض النباتات التي يمكن أن تحضر بالشكلين الساخن والبارد، مثل: الكركديه.
طريقة استخلاص الزيوت العطرية منزلياً
- تصنيف المواد النباتية المراد استخلاصها إلى أوراق، أزهار، جذور وبذور.
- وضع الأجزاء مع زيت نباتي ساخن، مثل: زيت دوار الشمس في وعاء مغلق لكي يمتص الزيت العطري من النبات.
- تصفية الزيت العطري من الخليط بعد أن يبرد.
- حفظ الزيت الناتج في مكان بارد ومظلم لمدة شهر.
اترك تعليقاً