إن مرضي شلل الحجاب الحاجز أو ما يعرف بالانجليزية Diaphragm paralysis يعانون من ضعف في عضلة الحجاب الحاجز وايضاً ضعف في التنفس وبالتالي صعوبة في الحفاظ على تبادل الغازات داخل الرئتين وذلك بسبب ان الرئتين غير قادرتين على القيام بعمليتي الشهيق والزفير بكفاءة.
ما هو الحجاب الحاجز؟
هو عبارة عن عضلة مسطحة تعمل كحاجز يفصل بين القفص الصدري وتجويف البطن. وله دور أساسي في عملية التنفس, حيث انها تُعد عضلة التنفس الأساسية, عندما تنقبض عضلة الحجاب الحاجز، يتوسع جوف الصدر، ويكبر حجم الرئتين فتدخل كمية من الهواء إلى داخلها، وعندما يسترخي الحجاب الحاجز يدفع الهواء نحو الخارج مما يتمم عمليتي الشهيق والزفير.
تنتمي عضلة الحجاب الحاجز إلى العضلات الهيكلية التي تتحرك بشكل لا إرادي, ويلتصق الحجاب الحاجز بالأضلاع السفلية الستة، والجزء السفلي من عظمة القص، والفقرات القطنية في العمود الفقري، وترتكز على الوتر المركزي.
ما هو شلل الحجاب الحاجز؟
هو فقدان السيطرة على جانب واحد أو كلا جانبي الحجاب الحاجز، مما يؤدي لإرسال إشارات ضعيفة من خلال العصب الحجابي للحجاب الحاجز وذلك للقيام بعمليتي الانقباض والانبساط, أو غير قادر على إرسال أي إشارة من الحجاب الحاجز ككُل.
ما هي أسباب شلل الحجاب الحاجز ؟
يحدث الشلل نتيجة الضغط علي العصب الحجابي وهو المسؤول عن حركة الحجاب الحاجز أو حدوث تلف له، تشمل الأسباب التي تؤثر على الإصابة بشلل الحجاب الحاجز ما يأتي :
- سرطان الرئة أو سرطان العقد الليمفاوية والذي ينمو و يضغط على العصب.
- الصدمة الجراحية، مثل: الإصابة غير المقصودة بعد إجراء جراحة القلب، أو عنق الرحم.
- خلل منذ الولادة مثل : صدمة الولادة والتي يمكن أن تصيب العصب الحجابي عند الأطفال حديثي الولادة والرضع.
- الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية مثل : التصلب الجانبي الضموري، أو التصلب المتعدد، أو الاضطرابات العصبية العضلية الأخرى.
- اضطرابات النخاع الشوكي و إصاباته والشلل الرباعي.
- إصابة العصب الحجابي بشكل مباشر يمكن أن تكون بسبب جراحة أو التعرض للإشعاع.
- أمراض الأعصاب مثل: أمراض الغدة الدرقية، متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome), التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والتصلب اللويحي (MS)، والضمور العضلي.
- مشاكل الجهاز العصبي المركزي مثل : السكتة الدماغية.
وفي حين إمكانية تحديد السبب في بعض الحالات، تبقى نصف حالات شلل الحجاب الحاجز غير معروفة السبب.
أنواع شلل الحجاب الحاجز
تشمل أهم أنواع شلل الحجاب الحاجز ما يلي :
الشلل أحادي الجانب
الشلل أحادي الجانب بمعنى أن جانبًا واحدًا من الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى أن الحجاب الحاجز يعمل بشكل جزئي, والجزء المصاب بالشلل سيتحرك أعلى داخل تجويف الصدر ويشغل مساحة مخصصة للرئتين ويتدخل في التنفس.
الشلل ثنائي الجانبين
وهذا يعني إصابة الحجاب الحاجز بالشلل بأكمله, بمعنى أن الحجاب الحاجز غير قادر على العمل في الشهيق والزفير وغالبًا يتطلب جهازًا للمساعدة في التنفس.
أعراض شلل الحجاب الحاجز
- ألم في منطقة الحجاب الحاجز عند التنفس.
- ضيق شديد في عملية التنفس, وتزداد عند الجلوس والاستلقاء.
- التعب العام والارهاق المزمن وحدوث إعياء عام.
- مشاكل في النوم وأرق مما يسبب صعوبة في النوم.
- مشاكل في الشهية.
- صعوبة في التنفس أثناء الراحة وعند النشاط.
- الإصابة بالتهاب في الرئة ويكون متكرر.
- ضيق التنفس، وصداع، وزرقة في الشفاه والأطراف.
كما أن شلل الحجاب الحاجز يسبب مضاعفات خطيرة أهمها:
- فرط ثنائي أكسيد الكربون.
- عدم تحمل التمارين الرياضية البسيطة.
- فشل الجهاز التنفسي وهي الأشد خطورة.
تشخيص شلل الحجاب الحاجز
يكون التشخيص بداية من الشعور بالإعياء ويبدأ بالفحص البدني ومراجعة التاريخ المرضي للمريض والأعراض. حيث يبدأ بإستلقاء المريض بشكل مسطح لرؤية حركة جدار البطن فإذا كانت للداخل أثناء الشهيق بدلًا من الحركة الخارجية الطبيعية, هنا يتم تقييم المريض بالاشتباه بشلل الحجاب الحاجز. فيبدأ الطبيب بالاستعانة بالمزيد من الاختبارات لتأكيد التشخيص وتشمل:
اختبارات وظائف الرئة بما في ذلك بعض الاختبارات التي تتم أثناء الجلوس والاستلقاء
حيث يمثل الحجاب الحاجز ما يصل إلى 80% من الطاقة المتولدة أثناء التنفس، ومع شلل الحجاب الحاجز أحادي الجانب من المتوقع حدوث انخفاض بنسبة 50% في القدرة الحيوية التنفسية. ينخفض هذا أيضًا بنسبة تصل إلى 25% أثناء وضع الاستلقاء بسبب ضعف العضلات والضغط الموجه من الجمجمة من تجويف البطن، وقد تبقى أحجام الرئة الأخرى دون تغيير طالما بقي الشلل أحادي الجانب.
التصوير بالأشعة السينية للصدر
حيث ان كثير من حالات شلل الحجاب الحاجز من جانب واحد لا تظهر عليها أعراض، مما يؤدي إلى اكتشاف بعض الحالات عن طريق التصوير الشعاعي للصدر. حيث يمكن اكتشاف 90% من حالات جانب واحد، حيث عادةً يكون الحجاب الحاجز الأيمن مرتفعًا قليلًا عند مقارنته بالجانب الأيسر، وبالتالي إذا تم رفعه بزاوية أكثر حدة يمكن للمرء أن يشك في شلل الحجاب الحاجز الأيمن. إذا كان ارتفاع نصف الحجاب الحاجز الأيسر مشابهًا لارتفاع نصف الحجاب الحاجز الأيمن، فقد تشك في شلل نصفي الحجاب الحاجز الأيسر.
التصوير الطبقي المحوري (CT Scan)
ويكون لمنطقة الصدر أو البطن أو كليهما. بمجرد تشخيص المرضى بالشلل الحجابي الأحادي يمكن أن يكون الفحص بالأشعة المقطعية مفيدًا لتحديد سبب الشلل إلى جانب استبعاد أي ضغط محتمل من الأورام أو المسببات الصدرية الأخرى.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
لتحديد ما إذا كانت هناك حالة كامنة تتعلق بالنخاع الشوكي أو الجذور العصبية. يمكن التفكير في التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كان المريض يعاني من آلام العمود الفقري العنقي، أو لإلقاء نظرة فاحصة على الأنسجة الرخوة بعد الصدمة لتشخيص مسببات ضعف الحجاب الحاجز بدقة.
الموجات فوق الصوتية (Thorax Ultrasound)
لرؤية نشاط الحجاب الحاجز وتحديد أي حركة غير عادية أو نقص في الحركة. يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية للصدر
للمساعدة في تشخيص شلل الحجاب الحاجز، يمكن أن يُظهر الوضع بالموجات فوق الصوتية الحجاب الحاجز على أنه خط صدى سميك. تم استخدام الوضع م لإظهار حركة الحجاب الحاجز المشلول، ولكن لا يمكنه إظهار أي حركة مع التنفس الهادئ أو الاستنشاق الإرادي أو التنفس العميق.
اختبارات لقياس قوة عضلات التنفس
- قياس الضغط عبر الحجاب الحاجز:
ويقيس هذا الاختبار قوة الحجاب الحاجز. في حالة شلل الحجاب الحاجز أحادي الجانب من المتوقع أن تنخفض الضغوط عبر الحجاب الحاجز؛ لأن الحجاب الحاجز لا يمكن أن ينكمش بشكل صحيح، ومع شلل نصفي الحجاب الحاجز الأيسر أكثر من اليمين ينخفض مكون المعدة لقياس الضغط عبر الحجاب الحاجز. - تحفيز العصب الحجابي في الرقبة، عن طريق التحفيز الكهربائي أو المغناطيسي.
- التخطيط العضلي الكهربائي (Electromyography):
وهو اختبار يقوم بتقييم وتسجيل النشاط الكهربائي الناتج عن العضلات. له دور محدود نوعًا ما في تشخيص شلل الحجاب الحاجز من جانب واحد، إذا كانت المشكلة موضعية في العصب الحجابي فلن يؤدي تحفيز العصب إلى تقلص العضلات.
دراسة النوم (Sleep Study)
كما ذكرنا سابقًا مع شلل الحجاب الحاجز أحادي الجانب قد تتضاءل القدرة على التنفس وتؤدي إلى فرط ثنائي أكسيد الكربون في الدم الذي يزداد سوءًا أثناء النوم.
اختبارات أخرى مثل
اختبار غازات الدم الشرياني : ويقيس مستوى الاكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم إضافةً لقياسات أخرى، ويعد
اضطرابها علامة على الضعف الشديد.
علاج شلل الحجاب الحاجز
لبدء العلاج المناسب يأخذ الأطباء بعين الإعتبار الوضع العام للمريض، وتاريخ الأعراض بدايتها حتى زيارة الطبيب، والسبب وراء شلل الحجاب الحاجز، والأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض حيث يوصي بعض الأطباء بخيارات غير جراحية لعلاج مشاكل التنفس المرتبطة بضعف وشلل الحجاب الحاجز وتشمل خيارات العلاج التالي:
مراقبة الحالة مع أو بدون علاج داعم
إذا لم يكن لدى المريض أعراض أو كانت الأعراض خفيفة، وكان المريض بصحة جيدة أو كان هناك احتمال أن يحدث الشفاء بشكل عفوي أو تلقائي.
ثني الحجاب الحاجز (Diaphragmatic Plication)
وهو إجراء جراحي يسحب الحجاب الحاجز لأسفل عن طريق إدخال سلسلة متكررة من الغرز. يستخدم هذا الإجراء في المرضى الذين يعانون من شلل أحادي الجانب (وأحياناً ثنائي الجانب). حيث يتضمن الثني ربط الجانب المصاب من الحجاب الحاجز بالجانب الذي لا يزال يعمل بشكل طبيعي، وهذا يمنع الحجاب الحاجز الضعيف من الارتفاع في تجويف الصدر. تسمح الجراحة للرئة بالتوسع بشكل أفضل وتحسين عملية التنفس.
أجهزة تنظيم الكهرباء الحجابية (Diaphragm Pacemakers)
والتي يمكن استخدامها في المرضى الذين يعانون من مشاكل في وظيفة الأعصاب الحجابية، مثل المرضى الذين يعانون من التصلب الجانبي الضموري أو إصابات الحبل الشوكي. وتفيد هذه الأجهزة في تحسين وظائف الجهاز التنفسي.
ثقب القصبة الهوائية والتنفس الاصطناعي
مما يساعد على السماح بمرور الهواء، وتستخدم هذه الطرق عادة للمرضى الذين يعانون الشلل الرباعي أو من أمراض تهدد الحياة.
دعم التنفس الصناعي
يمكن أن تكون التهوية بالضغط الإيجابي غير الجراحي خيارًا علاجيًا لشلل الحجاب الحاجز أحادي الجانب إذا لزم الأمر، ففي كثير من الأحيان قد يُصاب المرضى الذين لا يعانون من أعراض بأعراض إذا أصيبوا بأمراض الرئة أو عانوا من تفاقم الأمراض الكامنة، ويمكن استخدام استراتيجيات التهوية المساعدة مؤقتًا حتى يتعالج المريض. هذا الخيار ليس علاجًا وهو يصحح فقط عجز التهوية حيث يتم استخدامه للعديد من المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو للاستخدام في الليل؛ لأن وضع الاستلقاء يؤدي إلى تفاقم ضيق التنفس مع ضعف الحجاب الحاجز.
الوقاية من شلل الحجاب الحاجز
من المؤسف أنه لا يمكن الوقاية من الإصابة بالمرض، ولكن ننصحك بالتوجه إلى الطبيب على الفور في حال شعرت بأي من الأعراض التي ذكرناها سابقا.