حموضة الدم عبارة عن حالة صحية يحدث فيها ارتفاع لمستوى المواد الحمضية في الجسم، وهذا يتسبب في انتقال هذه الحموضة إلى الدم، وتختلف شدة هذه الحالة باختلاف سببها؛ فالوضع الطبيعي يحتاج فيه الجسم إلى معادلة المواد الحمضية أو القاعدية الموجودة فيه حتى يحافظ على بيئة معتدلة نسبيًا، لذلك يعتبر حدوث زيادة في درجة الحموضة أو درجة القاعدية سببًا لحدوث اضطرابات ومشاكل صحية.
فالدم يُفترض أن يكون معتدلًا بين الحموضة والقلوية، فتبلغ نسبة حموضة الدم المناسبة 7 درجات تقريبًا، حيث إن العلماء يقسمون الدرجات بين الحموضة والقلوية إلى 14 درجة تُعرف بالرمز (PH)، وعند زيادة نسبة الحموضة في الدم حتى إذا كانت الزيادة بسيطة جدًا، يُصاب الجسم باضطراب، ويصبح مكانًا مناسبًا للبكتيريا والفطريات والجراثيم التي تعيش في الوسط الحمضي، فيحاول الجسم معادلة الحموضة بواسطة الكلى التي تطرد شوارد الهيدروجين عن طريق البول، وبواسطة الرئتين التي تضخ كمية أكسجين كبيرة حتى يتم طرد ثاني أكسيد الكربون الحامض.
ويستعين الجسم أيضًا بالمخزون القلوي الذي يوجد في الجلد والكبد، وفي النهاية يستعين بالمعادن القلوية التي توجد في الجسم فيقوم بسحب الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم؛ وعامةً تعتبر الرئتين والكلى في الوضع الطبيعي أحد أهم أعضاء الجسم التي تستطيع تخليص الجسم من المواد الحمضية التي توجد فيه، وهذا يعني أن لها دور أساسي في معادلة حموضة الجسم والدم، ولذلك يعتبر حدوث ارتفاع الحموضة بالدم بشكل مستمر سبب لإجهادهما وإصابتهما بالضرر.
أنواع حموضة الدم
يوجد نوعان رئيسان، وهما:
حموضة الدم التنفسية
إن هذا النوع يحدث عند عدم قدرة الجسم على التخلص من ثاني أكسيد الكربون بطريقة طبيعية، ويؤدي ذلك الأمر إلى تراكمه في الدم.
حموضة الدم الأيضية
إن هذا النوع يحدث عند عدم قدرة الكلى على إخراج الحمض من الجسم بشكل كافٍ، أو عند إخراجها لكمية عالية من القواعد عن طريق البول، وأحيانًا من الممكن أن يحدث بسبب أن عملية التمثيل الغذائي غير طبيعية حيث أن الجسم في هذه الحالة يقوم بإنتاج كمية كبيرة من الأحماض.
أعراض حموضة الدم
إن المصابين بالحموضة في الدم يمكن ألا تظهر عليهم أي أعراض أو علامات، ولكن في بعض الأوقات يمكن أن يحدث عكس ذلك وتظهر بعض العلامات والأعراض، وتتشابه أعراض حموضة الدم التنفسية والأيضية تشابهًا كبيرًا، ولكن يوجد أيضًا بعض الاختلافات، وتتضمن أهم الأعراض ما يلي:
- الشعور بالضعف وبتعب شديد بشكل مستمر، وعند القيام بأقل مجهود.
- الشعور بضيق في التنفس بشكل دائم.
- الصداع المستمر، والشعور بألم في الرأس.
- حدوث اضطرابات في النوم.
- الشعور بالنعاس والرغبة في النوم لفترات طويلة باستمرار.
- الشعور بالآلام في العضلات والعظام.
- حدوث زيادة في معدل ضربات القلب.
- الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي، وفقدان الشهية.
- الإصابة بالغثيان والقيء.
- اليرقان.
- وجود رائحة مميزة للفم تشبه رائحة الفواكه، وهذه الرائحة سببها الأجسام الكيتونية، والتي تعتبر من مؤشرات الإصابة بمرض السكري.
أسباب الإصابة بحموضة الدم
حموضة الدم التنفسية
- إصابة الشخص بأمراض الجهاز التنفسي كالربو.
- وجود ضعف في عضلات الصدر.
- الإصابة بالسمنة المفرطة، حيث إن ذلك يجعل التنفس أمرًا صعبًا.
- استخدام المسكنات بشكل مفرط.
حموضة الدم الأيضية
- الإسهال.
- القيء.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بأمراض الكلى كاليوريميا.
- الإصابة بفشل في عضلة القلب.
- اتباع نظام غذائي غير سليم.
- عدم ممارسة الرياضة، أو ممارسة تمارين رياضية عنيفة لفترات طويلة بدون راحة.
- تعاطي المخدرات، وشرب الكحول بإفراط.
تشخيص الإصابة بحموضة الدم
إن التشخيص المبكر للحموضة بالدم يساعد في الشفاء بشكل أسرع، وتقليل احتمالية التعرض للمضاعفات، ويعتبر الفحص الأساسي لتشخيص حموضة الدم هو فحص غازات الدم، وهذا الفحص عبارة عن فحص يتم إجراؤه عن طريق أخذ عينة دم شرياني من الذراع وقياس نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون ودرجة الحموضة في الدم، وإذا أشارت النتائج على ارتفاع الحموضة يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الأخرى، والتي تتضمن:
- فحص مستوى السكر في الدم.
- فحص البول حتى يتم قياس درجة الحموضة الموجودة به.
- فحص مستوى البروتينات والكالسيوم في الدم.
- فحص الرئة بواسطة الأشعة السينية.
حموضة الدم في الحمل
إن جسم المرأة يتعرض لعدة تغييرات فسيولوجية خلال فترة الحمل مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض والمضاعفات على الحامل، والتي تتضمن القيء، الإصابة بسكري الحمل، الإصابة بفقر الدم مما يتسبب في حدوث انخفاض لمستوى الأكسجين في الجسم، وهذه الأمور تعتبر من أسباب الإصابة بالحموضة في الدم مما يعني أن المرأة مُعرضة لخطر الإصابة بحموضة الدم أثناء فترة الحمل.
حموضة الدم الوراثية
يمكن أن تكون أسبابها وراثية، ولا علاقة للإنسان بالإصابة بها، وتتطلب هذه الحالات أيضًا اتباع العلاج المناسب حتى تصبح نسبتها متوازنة بقدر الإمكان، وتتم حماية الجسم من مخاطرها ومضاعفاتها، ومن أمثلة الحموضة بالدم الوراثية حموضة الدم البربيوني، وحموضة الدم ايزوفاليرك، وحموضة الدم ميثايل مالونك.
حموضة الدم والسرطان
إن الدراسات والأبحاث الحديثة أثبتت أن احتمالية الإصابة بالسرطانات والأمراض الالتهابية بأنواعها المختلفة تزداد مع زيادة الحموضة في الجسم، فالخلايا السرطانية لا تعيش في البيئة القلوية، حيث إن الأبحاث تشير إلى أن العينات التي تم أخذها من الأنسجة المصابة بالسرطان، وأيضًا الأنسجة المصابة بالالتهاب المزمن تفاعلها حمضي.
مضاعفات حموضة الدم
إن ارتفاع الحموضة بالدم يعتبر أحد الأمور الخطيرة جدًا التي يمكن أن تتم الإصابة بها، حيث أن لها تأثيرًا سلبيًا على كل أعضاء الجسم، فبمجرد أن ترتفع الحموضة بالدم يبدأ الجسم في محاولة تعديل الحموضة عن طريق ضخ المعادن القلوية من العظام إلى الدم، وهذا الأمر يؤثر سلبيًا على العظام ويتسبب في ضعفها، وعند فشل ذلك الأمر يتسبب ذلك في تراكم الأحماض في الخلايا والأنسجة، وهذا من الممكن أن ينتج عنه أضرار عديدة، يعتبر أهمها:
- ضعف مناعة الجسم.
- إصابة الأطفال ببطء النمو.
- حدوث انخفاض لدرجة حرارة الجسم.
- تعرض الشعر للتساقط، وإصابة الأظافر بالضعف وتعرضها للكسر.
- الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو.
- زيادة حموضة المعدة، وجعل عملية الهضم سيئة.
- الإصابة بألم في العظام والمفاصل.
- فقدان العظام، وهذه الحالة تُعرف بهشاشة العظام، وتتسبب في زيادة فرصة التعرض لكسور العظام خاصةً عظام الظهر والوركين.
- إصابة الكتلة العضلية بضعف نتيجة انخفاض مستوى البروتين الموجود في الجسم.
- إصابة الشخص بالتصلب المتعدد.
- إصابة الأوعية الدموية والقلب بالتلف.
- الإصابة بأمراض الجهاز البولي، وتكون حصوات الكلى.
- الإصابة بالفشل الكلوي إذا تم إهمال العلاج.
- إصابة الجسم بالتهابات، وتتضمن أعراض هذه الحالة الشعور بألم، وحدوث انتفاخات وتورمات واحمرار.
- الإصابة بمشاكل في جهاز الغدد الصماء، ويتضمن ذلك حدوث مشاكل في الغدد التي تقوم بإفراز الهرمونات في الجسم.
- حدوث تراكم للأميلويد في الجسم، والأميلويد عبارة عن بروتين يتسبب تراكمه في إصابة أعضاء الجسم المختلفة كالمفاصل والدماغ بالضرر.
علاج حموضة الدم
إن العلاج الذي يتم اتباعه في حالات ارتفاع حموضة الدم يعتمد على درجة حموضة الدم، والسبب الكامن للإصابة، ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن تتم استشارة الطبيب حتى يقوم بالتشخيص وتحديد العلاج المناسب للحالة، وتتضمن طرق العلاج
أدوية لحموضة الدم
بيكربونات الصوديوم
إن مريض حموضة الدم يتم إعطاءه غالبًا بيكربونات الصوديوم سواءً عن طريق الفم أو عن طريق الوريد حتى تتم معادلة حموضة الدم لديه بشكل سريع.
الأدوية الموسعة لمجرى الهواء
إن استخدام الأدوية الموسعة لمجرى الهواء، أو وضع جهاز تنفس اصطناعي يساعد على رفع نسبة الأكسجين في الدم، عندما يكون سبب ارتفاع حموضة الدم هو وجود مشاكل في الجهاز التنفسي.
الإنسولين والسوائل الوريدية
إن استخدام الإنسولين والسوائل الوريدية يعمل على إعادة التوازن الحمضي، وذلك بالنسبة لمرضى السكري، حيث إن إعادة مستوى السكر إلى وضعه الطبيعي تساعد في العلاج.
طرق طبيعية لعلاج حموضة الدم
هناك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن يتم اتباعها لعلاج حموضة الدم، وتتضمن هذه الطرق
- شرب الماء بكمية كافية، حيث أن الماء يعمل على إعادة توازن حموضة الجسم.
- تجنب الأطعمة والأمور التي تتسبب في حموضة الدم والتي تتضمن
- البروتينات والتي تتضمن اللحوم والدواجن والبقوليات كالفول والعدس والحمص.
- الكربوهيدرات كالطحين والمعجنات، والسكر والحلويات، والشاي والقهوة، والمشروبات الغازية.
- الفواكه الحمضية كالتوت والعليق.
- الدهون والزيوت والمكسرات.
- منتجات الألبان ومشتقاتها.
- الأطعمة المعلبة والوجبات السريعة.
- التعرض للانفعالات العاطفية كالقلق والحزن والبكاء والغضب.
- استنشاق الهواء الملوث بالعوادم والمبيدات والسموم.
- ضعف لياقة الجسم وقلة الحركة.
- بعض الأدوية والحبوب الكيميائية خاصةً الأسبرين.
- اتباع نظام غذائي سليم وتقليل تناول الأطعمة التي تتسبب في زيادة حموضة الدم، والتي تم ذكرها مُسبقًا.
- المحافظة على الوزن صحي حيث أن السمنة يمكن أن تزيد صعوبة التنفس.
- المحافظة على توازن السكر في الدم.
- تناول الفيتامينات كفيتامين B12، والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
- تناول الثيامين (فيتامين B1) حيث أنه يعمل على تخفيف حدة أعراض المرض، ويقلل احتمالية التعرض لمضاعفات خطيرة.
- التوقف عن التدخين، حيث إن التدخين يمكن أن يتسبب في حدوث تلف للرئتين خاصةً عند الإصابة بالحموضة التنفسية، بالإضافة إلى الشعور بصعوبة في التنفس.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية، حيث أنها يمكن أن تتسبب في تراكم حمض اللاكتيك في الدم.
علاج حموضة الدم بالأعشاب
إن المريض المصاب بحموضة في الدم يمكن أن يتناول بعض الأعشاب التي تساعده على علاج هذه الحالة، ولكن تحت إشراف الطبيب؛ فعلى الرغم من سلامة الطب البديل على الإنسان قد يتسبب له في نتائج عكسية الشخص في غنى عنها، وتتضمن هذه الأعشاب:
الشاي الأخضر
يمكن أن يتم تناول الشاي الأخضر مع إضافة أوراق النعناع الخضراء إليه.
الريحان
يمكن أن يتم تناول الشاي بالريحان وإضافة بعض العسل إليه، ويُفضل أن يتم تناول هذا المشروب يوميًا بعد الوجبات.
الخل
إن خل التفاح يعتبر مادة قلوية أو قاعدية لذلك يساعد على توازن درجة الحموضة (PH) في الجسم، ويوضح الخبراء أن خل التفاح له تأثير قلوي على الجسم بالرغم من أنه يحتوي على بعض الأحماض.
أطعمة تقلل حموضة الدم
هناك عدد من الأطعمة التي تعمل على زيادة قلوية الجسم مما يقلل الحموضة بالدم، وتتضمن هذه الأطعمة:
- الفواكه القلوية، وعصائرها غير المحلاة.
- الخضراوات الورقية كالسبانخ والخس.
هل حموضة الدم تسبب الوفاة
إن إصابة مرضى السكري بحموضة الدم لها مضاعفات عديدة، حيث إن ارتفاع نسبة الكيتونات في الدم يؤدي إلى زيادة حموضة الدم لدرجات من الممكن أن تتسبب في الإصابة بغيبوبة السكري أو الوفاة، والكيتونات عبارة عن مواد كيميائية يقوم الكبد بإفرازها كمصدر بديل لإنتاج الطاقة، فعند نقص كمية الأنسولين اللازمة لتحويل الجلوكوز إلى طاقة في الجسم، يقوم الكبد بتحويل الدهون إلى كيتونات تقوم خلايا وأنسجة الجسم المختلفة باستخدامها للإمداد بالطاقة.
اترك تعليقاً