التوحد عند الأطفال أو مايعرف بمرض اضطراب طيف التوحد هو مرض يصيب الأطفال في سن مبكر جدا قد يكون في سن الرضاعة يمنعهم من العيش بطريقة طبيعية والتواصل مع الآخرين بطريقة فعالة، كثير منا لا يعرف طبيعة هذا المرض وما هي أعراضه وكيف يتم التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد، لذا سوف نوضح كل ما يتعلق بمرض التوحد في هذا المقال يمكنك قراءة المزيد.
أعراض مرض التوحد عند الأطفال
تختلف الأعراض من طفل لآخر كما أن الأعراض تختلف باختلاف درجة حالة التوحد فليس التوحد متواجد بدرجة واحدة عند الجميع، وتنقسم هذه الأعراض الى:
التواصل الاجتماعي
وهنا يواجه الطفل صعوبة في التفاعل مع الأخرين ويفضل أن يكون منعزلا ويظهر عليه بعض العلامات مثل:
- حب العزلة وأن يظل وحيدا وقد يرفض اللعب مع الآخرين.
- اذا ناداه شخص ما باسمه لا يستجيب ويبدو أنه لا يستمع اليه في الأساس.
- بطء في حركة العينين وعدم توجيههما الى الشيء المشار اليه من قبل الأب او الأم.
- رفض الطفل لأي محاولة لمس وحتى عناق الأبوين.
- تأخر في النطق والمشي والحركة.
- ترديد الكلام أكثر من مرة دون وضعه في جملة مفيدة ، وعدم قدرته على استخدام الكلمات في موقفها الصحيح.
- لا يتكيف مع العالم الخارجي وقد يصبح أكثر عدوانيا، ويقوم بتصرفات غريبة وسيئة.
- عادة لا يعبر عن مشاعره ولا يفصح عما يريده.
- لا يهتم اطلاقا بالاتصال البصري المباشر.
أنماط السلوك
تختلف أنماط السلوك عن التواصل الاجتماعي، فهنا يقوم الطفل ببعض السلوكيات الغريبة التي عادة لا يقوم بها أي طفل طبيعي آخر مثل:
- يتميز بلغة جسده الغريبة وبعض التصرفات الحمقاء كالمشي على أصابع القدمين.
- القيام بتكرار الحركات مثل الدوران المتكرر أو التصفيق.
- غالبا ما يكون حساسا تجاه الضوء والصوت وخاصة الأصوات العالية.
- يحب أن يقوم بالأشياء كما تعود عليها و أي تغير في أي شيء ولو كان طفيفا يصبح أكثر عصبية.
- شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه.
أسباب التوحد عند الأطفال
أكد الأطباء أن مرض التوحد ليس له سبب واضح وصريح ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من الاصابة بهذا المرض منها:
عوامل وراثية
اثبتت الدراسات أن هناك جينات وراثية قد تتسبب في الاصابة بمرض التوحد أو بعض أمراض المخ الأخرى التي تؤثر على نمو الدماغ، تكون هذه الجينات منقولة بالوراثة أو نتيجة خلل وراثي حدث بمفرده.
عوامل بيئية
قد تساهم البيئة في الاصابة بمرض التوحد وذلك من خلال عدوى فيروسية في الجو أو تلوث بيئي وخاصة في الهواء.
عوامل أخرى
قد يتعرض الطفل لعدة عوامل أخرى تزيد من خطر اصابته بالتوحد مثل مشاكل أثناء الولادة وفي مخاض الولادة، وجود مشاكل في الجهاز المناعي وبالتالي التأثير بشكل سلبي على المخ، التطعيم الثلاثي الذي يعطى ضد الكناف.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتوحد
في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ نسبة اصابة 6 أطفال من 1000 طفل بمرض التوحد، فهو مرض منتشر في أنحاء العالم وأي طفل معرض للاصابة به اذا توافرت حوله أي من هذه العوامل:
- التاريخ العائلي حيث أنه اذا كان هناك طفل في العائلة كان يعاني من مرض التوحد فان الاحتمالية تزيد بأن يكون هناك طفل آخر مصاب بالمرض.
- جنس المولود وذلك لأن هناك دراسات اثبتت أن الذكور أكثر عرضة للاصابة بالتوحد بثلاثة أضعاف من الاناث.
- سن الأب حيث أن الآباء الذين ينجبون بعد السن الأربعين أطفالهم معرضين للاصابة بمرض التوحد بستة أضعاف عن الآباء الذين ينجبون تحت سن الثلاثين.
- الولادة المبكرة للطفل وبالتحديد قبل ال 26 أسبوع من الحمل تزيد من التوحد عند الأطفال.
علامات تستدعي زيارة الطبيب
تهتم الأم دائما بصحة طفلها وخاصة في شهوره الأولى، لذا اذا لاحظت الأم أي من هذه العلامات أن تذهب بالطفل للطبيب المختص لاجراء الفحوصات اللازمة، وهذه بعض العلامات:
- لا يقول أي كلمة واحدة حتى سن ال 16 شهرا.
- عدم قسام الطفل بأي تعابير مثل الضحك والابتسامة في سن ال6 أشهر.
- لا يقول جملة تتكون من كلمتين في سن العامين.
- قصور في التواصل الاجتماعي في أي سن.
- لا يستطيع الطفل تقليد أي صوت يسمعه.
تشخيص مرض التوحد عند الأطفال
عندما تلاحظ الأم بعض العلامات على طفلها التي تدل على وجود التوحد وتذهب للطبيب يقوم الطبيب ببعض الفحوصات للاطمئنان على صحة الطفل مثل:
- فحص الطفل من خلال اختبارات للسمع واللغة والحركة.
- اختبارات تقيس قدرة الطفل على التواصل وسرعة الاستجابة.
- فحص للجينات للتأكد اذا كان هناك عامل وراثي يؤدي الى اصابة الطفل بالتوحد أو اصابته بمتلازمة x الهش أو متلازمة ريت.
علاج مرض التوحد عند الأطفال
تختلف أنواع العلاج باختلاف الحالة، فحالات التوحد ليست متشابهة عند كل الأطفال والعلاج المناسب لطفل قد لا يكون مناسب لطفل آخر، وكذلك يمكن العلاج بعدة طرق في آن واحد وذلك يكون بقرار من الطبيب المعالج، من انواع العلاج المختلفة:
علاج التواصل الاجتماعي
في هذا النوع من العلاج يهتم الطبيب بمهارات التواصل لدى الطفل ويسعى لتنمية سلوكه مع الآخرين وتنمية مهارات اللغة وذلك من خلال برامج تعليمية مخصصة لذلك تحسن من أداء الطفل على التواصل.
علاج العائلة
وهنا يتعلم الأبوين كيف يتعاملون مع طفلهم المصاب بالتوحد ومساعدته على تخطي هذه المرحلة، كما أن لهم دور فعال في تعليم الطفل مهارات التواصل الاجتماعي وتكيفه مع العالم الخارجي.
علاج مشاكل التعلم
قد يحتاج الطفل المصاب بالتوحد في البداية بعض المناهج التعليمية الخاصة به حتى يستطيع بعد ذلك التأقلم على المناهج التعليمية العادية وعادة ما ينجح الطفل في ذلك بل وقد يصبح متفوقا دراسيا.
علاج التوحد عند الأطفال بالأدوية
قد لا تفيد الأدوية كثيرا في حالات التوحد ولكنها تقلل من تفاقم الأعراض المصاحبة للمرض، قد يستخدم الطبيب مضادات الذهان في الحالات الشديدة، أو يلجأ الطبيب لمضادات الاكتئاب للحد من القلق والتوتر.
اترك تعليقاً