الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع هو شكل من أشكال عدوى الجهاز التنفسي الحادة ،والتي تصيب الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، تصيب إحدى الرئتين أو كلتيهما، ويمكن أن يتراوح مدى خطورة الالتهاب الرئوي من درجة خفيفة إلى درجة شديدة الخطورة، ويكون أكثر خطورة على الرضع والأطفال الصغار والتي قد تصل نسبة الوفيات إلي ١٤٪ للأطفال دون سن الخامسة، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو ضعف في جهاز المناعة.
وتتكون الرئتان من أكياس صغيرة تسمى الحويصلات الهوائية ،والتي تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص السليم ،أما عند الإصابة بالإلتهاب الرئوي تمتلئ الحويصلات بالقيح (الصديد) والسوائل مما يجعل التنفس مؤلما،ويجعل من الصعب امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون.
أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع
غالبا ما يبدأ الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع بعد نزلة برد، وتبدأ الأعراض بعد يومين أو ثلاثة أيام من نزلة البرد أو التهاب الحلق،
قد لا تظهر أي أعراض علي حديثي الولادة والرضع، وأحيانا يصيبهم التململ وفقدان الطاقة، وتتراوح العلامات والأعراض بين الخفيفة والشديدة، تبعا لنوع الجرثومة والحالة الصحية للطفل ، وتتشابه الأعراض والعلامات مع نزلة البرد والأنفلونزا ولكنها تستمر لفترة أطول.
ومن هذه الأعراض :
- ألم في الصدر عند التنفس أو السعال.
- ضيق التنفس.
- غثيان و قئ أو إسهال.
- السعال وقد يكون جافا وينتج عنه مخاط سميك أصفر أو أخضر أو بني أو ملطخ بالدم.
- فقدان الشهية عند الأطفال الأكبر سنا أو سوء تغذية للرضع مما يؤدي إلى الجفاف.
- قلة النشاط.
- في الحالات القصوى يكون لون الشفاه والأظافر مزرقا أو رماديا.
أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع
تعد الفيروسات والبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي معدية، وتنتشر عن طريق العطس أو السعال أو ملامسة الأسطح الملوثة مثل الأكواب أو أدوات الطعام المشتركة أو المناديل الورقية أو حتى مقابض الأبواب والصنابير.
وتكون الأسباب الشائعة للالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع إما:
التهاب رئوي فيروسي
ينتج الالتهاب الرئوي الفيروسي عن فيروس ،وهو السبب الأكثر شيوعاً للالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ونتعرف سويا على أمثلة للفيروسات التي يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي:
فيروس الانفلونزا
وتبدأ الأعراض بعد ١٨ إلى ٧٢ ساعة.
فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)
ويستغرق ظهور الأعراض من ٤ إلى ٦ أيام، وهو السبب الأكثر شيوعاً للالتهاب الرئوي الفيروسي عند الرضع أقل من عام.
فيروسات نظير الانفلونزا البشرية
تسبب هذه الفيروسات التهاب الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، لدى الأشخاص من جميع الأعمار، وخاصة عند الأطفال الصغار.
الفيروس الغذائي
يمكن أن يسبب هذا النوع من الفيروسات أي شئ من البرد إلى التهاب الحلق، والتهاب الشعب الهوائية إلى الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع.
الفيروس الأنفي
وهو الفيروس الذي يسبب نزلات البرد، ويمكن أن يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
فيروس الميتابينوفيروس البشري (HMPV)
وهذا فيروس تنفسي يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي ،خاصة عند الأطفال وكبار السن.
وقد يعاني الأطفال المصابون بالالتهاب الرئوي الفيروسي من أعراض تظهر بشكل تدريجي، وقد تكون أقل حدة، ويعد الأزيز أكثر شيوعا في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي.
التهاب رئوي بكتيري
يمكن أن تسبب البكتيريا الالتهاب الرئوي وعند حدوث ذلك يمرض الأطفال عادة بسرعة أكبر بدءا من ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والسعال والتنفس السريع في بعض الأحيان وتشمل أنواع الالتهاب الرئوي الجرثومي مثل :
العقدية الرئوية
ويعتبر هذا إلى حد كبير النوع الأكثر شيوعاً من البكتيريا المسؤولة عن الالتهاب الرئوي الجرثومي المكتسب من المجتمع.
المتفطرة السلية
وهذا هو السبب الشائع للالتهاب الرئوي لدى الأشخاص في البلدان النامية.
اللاهوائية
وترتبط هذه البكتيريا بالالتهاب الرئوي الناجم عن استنشاق الطعام أو الشراب أو اللعاب أو القيء في رئتيك.
البكتيريا غير النمطية
وهي البكتيريا التي لا يمكن استزراعها بالطرق القياسية، وتشمل البكتيريا غير النمطية المسببة للالتهاب الرئوي ما يلي :
- الميكوبلازما الرئوية
تسبب هذه البكتيريا نوعا من الالتهاب الرئوي يشار إليه باسم الالتهاب الرئوي المتنقل، والذي عادة ما يكون له أعراض خفيفة و يستجيب للمضادات الحيوية، ونظرا لأنه معدي فإن التواجد في الأماكن المزدحمة يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من الالتهاب الرئوي.
- الكلاميديا الرئوية
تسبب هذه البكتيريا عادة عدوى ذات أعراض خفيفة وغالبا ما تصيب البالغين.
التهاب رئوي بسبب عدوى فطرية
يمكن أن تؤدي العدوى الفطرية في بعض الأحيان إلى الالتهاب الرئوي ولكن هذا نادر الحدوث ويحدث عادة عند الأشخاص الذين يعانون من مرض ضعف جهاز المناعة بسبب أمراض أخرى.
تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع
يتم تشخيص الالتهاب الرئوي من قبل الطبيب عن طريق:
- الفحص الجسدي للطفل أو الرضيع.
- ومراقبة التنفس غير الطبيعي.
- والإصغاء إلى رئتي الطفل.
- وقد يطلب الطبيب أشعة سينية على الصدر لتشخيص الالتهاب الرئوي ومعرفة مدى تطور العدوى في الرئتين.
- وقد يلجأ الطبيب إلى عمل مزرعة للبكتيريا المأخوذة من المخاط الذي ينتجه الطفل المريض من السعال لتحديد سبب بعض أنواع الالتهاب الرئوي.
- ويتم تشخيص الالتهاب الرئوي الفيروسي عن طريق اختبار إفرازات الأنف.
علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع
أدى تحسن الرعاية الصحية واللقاحات والعلاج بالمضادات الحيوية إلى خفض الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي.
وتم تصميم العلاج الدوائي للالتهاب الرئوي وفقا للحالة، نظرا لاختلاف العوامل المسببة للمرض.
لا يوجد علاج جيد متاح لمعظم حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي، غالبا ما يتحسن الأطفال من تلقاء أنفسهم ويمكن علاج الالتهاب الرئوي المرتبط بالأنفلونزا باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، ولكن يجب البدء بها مبكراَ لغرض تثبيط الفيروس المتكاثر بشكل مناسب.
ومن أمثلة مضادات الفيروسات ما يلي:
- ريبافيرين (فيرازول): حيث يمنع تكاثر الفيروس عن طريق تثبيط تخليق الريبافيرين وفيروس الانفلونزا.
- اوسيلتاميفير(تاميفلو): حيث يثبط البروتين السكري الموجود على سطح فيروس الأنفلونزا والذي يدمر مستقبل الخلية المصابة، وبذلك يقلل من إطلاق الفيروسات من الخلايا المصابة.
ويمكن علاج الالتهاب الرئوي الجرثومي عن طريق المضادات الحيوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد مثل:
- بيتالاكتام: تفضل المضادات الحيوية البيتالاكتام مثل الأمبيسيللين،الاموكسيسيللين في علاج الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة المصابين بالالتهاب الرئوي الجرثومي.
- الماكروليدات: على سبيل المثال أزيثروميسين ،والكلاريثرومايسين، وتفضل للأطفال في سن المدرسة لعلاج البكتيريا غير النمطية والمكورات الرئوية.
- السيفالوسبورين: ويستخدم لعلاج الأطفال والرضع في المستشفى الذين لم يتم تطعيمهم بشكل كامل.
- فانكومايسين أو كلينداميسين: يستخدم لعلاج الأطفال في المستشفى الذين يشتبه في إصابتهم بعدوى بكتيريا المكورة العنقودية.
ويمكن أيضا أن تخفف العلاجات الأخرى من شدة الأعراض للطفل المصاب ومن تلك العلاجات:
- الكثير من الراحة.
- الحصول على الكثير من السوائل ونظام غذائي مناسب.
- دواء لتهدئة السعال.
- الشفط المتكرر لأنف طفلك وفمه لمساعدته في التخلص من المخاط السميك.
- اسيتامينوفين أو بروفين لتخفيف أعراض الحمى وعدم الراحة.
- علاجات التنفس مثل البخاخات حسب حالة الطفل.
الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع
يمكن مساعدة طفلك على الوقاية من الالتهاب الرئوي من خلال النظافة الجيدة، وذلك عن طريق تعليمه تغطية أنفه وفمه عند السعال أو العطس، والحرص على غسل اليدين كثيرا حيث يساعد في منع انتشار العدوى أيضا.
ويعد التطعيم هو الطريقة الأساسية للوقاية، حيث توفر اللقاحات المناعة ضد المرض عن طريق تحفيز تكوين الأجسام المضادة وبالأخص أولئك الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي مثل :
- الأطفال المصابون بأمراض مزمنة مثل اضطرابات القلب أو الرئة أو داء السكري.
- الأطفال المصابون بالربو.
- الأطفال المولودون قبل الأوان.
- الأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
ويمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال الرضع بالمكورات الرئوية عن طريق لقاح يقي من ١٣ نوعا من الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية ،ويكون عن طريق إعطاء الطفل سلسلة من الحقن ابتداء من عمر الشهرين، ويتوفر نوع آخر من اللقاح للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين، ويوصي الأطباء أيضا بأن يحصل الأطفال على تطعيم الانفلونزا السنوي لحماية الطفل من تكرار الإصابة بالأنفلونزا.