سرطان البروستاتا من أشهر أنواع السرطان التي تصيب الرجال، حيث أنه يصنف على أنه سادس أنواع السرطانات التي تؤدي إلى الوفاة، عادة ما يصيب السرطان غدة البروستاتا في البداية ولا يكون الأمر خطيرا جدا، ولكنه إذا لم يكتشف مبكرا يتطور المرض، تشبه البروستاتا حبة الجوز وهي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي الذي يسهل من حركة الحيوانات المنوية عند الرجال.
أسباب سرطان البروستاتا
السن
إن التقدم في العمر من العوامل الأساسية في حدوث هذا النوع من السرطلن عند الرجال؛ حيث يتواجد سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً عند الرجال الذين تتجاوز أعمارهم سن 45، وغالباً ما يكتشف المرض في مراحل متأخرة عند سن الـ 70.
العِرق
في الولايات المتحدة ينتشر سرطان البروستاتا بين الرجال أصحاب البشرة السمراء عن الرجال أصحاب البشرة البيضاء أو الحنطية.
التاريخ العائلي
إن التاريخ المرضي للعائلة يشكل سببا رئيسيا في الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث وجدوا أن من لديه أقارب من الدرجة الأولى كالأب أو الأخ مصابون بهذا المرض هم أكثر عرضة من غيرهم.
العوامل الجينية
قد لا يتسبب الجين الواحد في الإصابة بسرطان البروستاتا ولكنه يحدث نتيجة عدة جينات، ويكون التغيير في BRCA1 و BRCA2 له تأثير كبير للإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال، وكذلك سرطان المبيض أو سرطان الثدي لدى النساء، هناك جينات أخرى لها علاقة مثل سرطان البروستات الجيني ومُستقبِل منشط الذكورة ومُستقبِل الفيتامين د، ويساعد إنقسام خلية TMPRSS2 وخصوصاً TMPRSS2-ERG أو TMPRSS2-ETV1\4 على نمو الخلايا السرطانية.
يعود فقدان الجينات الكابتة للسرطان في وقت مبكر من تسرطن البروستات إلى الصبغيات 8P,10Q,13Q,16Q . حيث تكون نسبة تحول P53 في سرطان البروستات الأولي منخفضة وترى كثيراً في الأماكن النقيلية، بالتالي تكون تحولات P53 متأخرة في مرض سرطان البروستات، وهناك جينات أخرى تساهم في كبت جينات سرطان البروستات مثل جينات PTEN و KALI. وتصل نسبة الرجال الذين أصيبوا بسرطان البروستاتة وفقدوا جين واحد من جينات PTEN في وقت التشخيص إلى 70%، وتم كذلك ملاحظة فقدان التكرار النسبي لجين E-cadherin و CD44.
التغذية
إن الرجال الذين يتناولون غذاء غنيا بالدهون والذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عُرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، وتشير بعض النظريات إلى أن الدهون تشجع على إنتاج هُرمون تستوستيرون (Testosterone)، والذي يمكن له أن يشجع إنتاج الخلايا السرطانية.
هرمون التستوستيرون
وجود مستويات مرتفعة من هُرمون تستوستيرون قد يتسبب في الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث أنه يحفز ويسرّع نمو غدة البروستاتة، لذا فإن الرجال الذين يتناولون علاجا يحتوي أحد مركباته الأساسية على هذا الهرمون يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا من الرجال الذين لديهم مستويات أقل من هرمون تستوستيرون، وفي حالة اذا كان المرض موجودا بالفعل فيرجح الأطباء أن هذا الهرمون سوف يضاعف من الحالة ويساهم في تطور المرض، كما أن العلاج بهرمون تستوستيرون لفترة طويلة ومتواصلة قد يؤدي، أيضا إلى تضخم غدة البروستات (ورم حميد في غدة البروستات).
أعراض سرطان البروستاتا
في الغالب لا تظهر أعراض سرطان البروستاتا وخاصة في المراحل الأولى للمرض، ولكن تكون الأعراض واضحة في الظهور عند انتشار الخلايا السرطانية خارج غدة البروستاتا، لكن مع بداية الامر تظهر بعض المشاكل البسيطة عند التبول وذلك نتيجة ضغط الورم على المثانة، لذا تنقسم الأعراض إلى أعراض في المراحل الأولى، وأعراض عن تفشي المرض:
أعراض المرحلة الأولى من سرطان البروستاتا
- توقف البول أكثر من مرة عند التبول.
- صعوبة التبول.
- ظهور دم في السائل المنوي.
- ظهور دم في البول.
أعراض المرحلة المتقدمة من سرطان البروستاتا
- شعور بألم في الحوض.
- تورم الساقين.
- إذا انتشر المرض إلى العظام فإنه يتسبب في الضغط على العمود الفقري، الم في العظام، ووجود كسور في العظام.
مضاعفات سرطان البروستاتا
إذا لم يتم اكتشاف السرطان مبكرا قد يؤدي بك إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة التي يجب أن تنتبه إليها، ومثال على تلك المضاعفات ما يلي:
- أكثر ما يخاف منه الرجال هو ضعف الأداء الجنسي أو ما يعرف بضعف الانتصاب، أو العجز الجنسي التام، ولكن مع التقدم في العلم هناك بعض العلاجات والأساليب التي تحد من هذه المشكلة.
- صعوبة التبول أو فقدان السيطرة على التحكم في البول.
- سوء الحالة النفسية للرجل قد تصل للاكتئاب.
- انتشار المرض خارج الغدة أو إلى باقي الجسم.
تشخيص سرطان البروستاتا
في بداية ظهور الأعراض يقوم الشخص المصاب بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من وجود المرض من عدمه، وتتمثل هذه الفحوصات في:
- الفحص الإصبَعيّ (بالإصبع) للمستقيم (DRE – Digital Rectal Examination).
- خزعة (Biopsy) من غدة البروستاتة.
- فحص الكشف عن المستضدّ البروستاتي النوعيّ (PSA – Prostate – specific antigen).
- تصوير فائق الصوت (أولترا ساوند – Ultrasound) من خلال فتحة الشرج.
وفي حالة التأكد من وجود الخلايا السرطانية، يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الطبية الأخرى للتعرف على مدى انتشار المرض، مثل:
- مسح العظام.
- خزعة (Biopsy) من الغدة الليمفاوية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (أولتراساوند).
- التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging – MRI).
طرق علاج سرطان البروستاتا
تختلف طرق العلاج من حالة لحالة فهناك بعض الحالات يكون الدمج بين عدد من العلاجات مثل الجراحة مع المعالجة الإشعاعية (Radiotherapy)، أو المعالجة الإشعاعية مع المعالجة الهرمونية (العلاج بالهُرمونات) هو أفضل طرق العلاج لهم.
لذا فإن اختيار طريقة العلاج الأفضل لحالة معينة تتوقف على عدة عوامل مثل: عمر المريض، سرعة نمو الخلايا السرطانية، انتشار المرض خارج غدة البروستاتا. لذا يجب أولاً تحديد تلك العوامل ومن ثم اختيار العلاج المناسب من بين هذه العلاجات:
المعالجات الإشعاعية الخارجية
في هذا العلاج يتم استخدام الأشعة السينية (أشعة رنتجن x – ray) القوية جدا لتدمير الخلايا السرطانية. وهذا النوع من الإشعاع فعال جدا في تدمير الخلايا السرطانية، لكنه قد يهاجم أنسجة سليمة أيضا، وله بعض الآثار الجانبية مثل براز رخو، صعوبة في التبول، تأثير سلبي على الأداء الجنسي.
العلاج الهرموني
هو علاج يمنع افراز هرمون التستوستيرون الذي يتسبب في انتاج الخلايا السرطانية إذا كان يتم افرازه بكثرة أو يتناول المريض أدوية تحفز من انتاجه، يوجد بعض الآثار الجانبية من هذا العلاج مثل: كبت الرغبة الجنسية، تضخم الثديين، انخفاض الكتلة العضلية وزيادة الوزن، العجز الجنسي.
غرس الطعوم
تستخدم طريقة غَرس الطعوم (طُعم / غِرسة – Implant) النووية (المشعّة) داخل غدة البروستات في حالة ما إذا كان الورم صغير أو متوسط، وتعد من الطرق العلاجية المقبولة وشائعة لمعالجة سرطان البروستاتا، حيث يوضع المصدر الإشعاعي بالقرب من المكان المصاب، ويعطى جرعة اشعاع أكثر من التي تعطي في الإشعاع الخارجي، ويستمر لفترة زمنية أطول.
استئصال غدة البروستاتا
عادة ما يلجأ الأطباء إلى استئصال غدة البروستاتا وذلك للسيطرة على الورم قبل انتشاره خارج الغدة، وهنالك طريقتان جراحيتان لاستئصال غدة البروستات هما: الجراحة فوق خط العانة، أسفل البطن، وجراحة العِجان (المنطقة الواقعة بين فتحة الشرج والمهبل عند الأنثى وبين الشرج والصفن عند الذكر)، قد تتسبب هذه العملية في بعض الآثار السلبية مثل التأثير على العضلات ومجموعة من الأعصاب المتحكمة في البول أو القدرة الجنسية.
اترك تعليقاً